دي ان ايه
لكل زمان ظروفه وخصائصه ومتطلباته ومشكلاته، وما يتناسب مع وقت ويصلح له ربما ﻻ يتناسب مع وقت آخر وﻻ يصلح له، واذا كان زماننا هذا زمن علم وتطور وتكنولوجيا ومخترعات مذهلة لم يحلم بها أو يتصورها عقل الانسان في العصور السابقة فلماذا ﻻ نستفيد منه، ولماذا ﻻ نستغل الطفرات العلمية فيه في علاج مشكلات معينة أصبح علاجها سهلا وميسورا، ويغنينا عن الدخول في تعقيدات سيئة قد تصل الى حدود ﻻ يحمد عقباها.نحن نعيش في زمن صعب ومتحرر، واﻻنفتاح فيه على أربعة شوارع، فكل صغيرة وكبيرة توثق في الموبايل، وتنشر في وسائل التواصل اﻻجتماعي كي يراها الجميع.هذا اﻻنفتاح الكبير، وتقلص العالم كله في جهاز صغير داخل غرفة النوم ﻻ يمكن ان يمر من دون ايقاع خسائر قد تكون فادحة، ومن تلك الخسائر اﻷبناء غير الشرعيين واختلاط اﻷنساب حيث تنسب زوجة غير أمينة ثمرة علاقتها مع عشيق لها لزوجها الغافل، معتمدة على ان يمر اﻷمر بسلام، واذا مرت الفترة القصيرة للطعن اطمأنت وهدأت ونامت قريرة العين ﻷنها تعلم ان اﻷمر استقر لها بالقاعدة الاسلامية ان الولد للفراش، هذا طبعا اذا كانت تلك المرأة ﻻ تخاف ربها وﻻ تخشى عقابه، وحتى اذا كشفت عن كل شيء واعترفت بخطئها ﻷنها تخاف ربها وتخشى عقابه، فلا يعني هذا ان اﻷمر لن يترتب عليه نتائج خطيرة.كالفضيحة والطلاق والسجن وضياع مستقبل طفل وتفكك أسرة وصوﻻ الى القتل واﻻنتحار.هذه المشكلة يمكن تقليصها وتقليل حجمها لو فكرنا بطريقة أكثر عملية، فهناك اكتشاف أذهل العالم هو البصمة الوراثية أو الDNA وهو العامل اﻷهم في نفي نسب المولود أو الطفل الذي يستند اليه اﻵباء الرافضون اﻻعتراف بنسب مولود أو مولودة لهم، فلماذا ﻻ نستغل ذلك اﻷمر بطريقة أخرى واليكم الاجابة لمن يسأل كيف.لماذا لا يكون هناك قرار بعمل فحص دي ان ايه فور وﻻدة الطفل، ويحتفظ به في سجل المولود للاستفادة منه في أي مشكلات تحصل مستقبلا، ويكون متوافرا للأب في أي وقت يطلبه.من ناحية أخرى فان هذا الاجراء سوف يكون فيه ردعا قويا لكل زوجة تفكر في الخيانة مستغلة قضية ان الولد للفراش لالصاق ثمرة خيانتها بظهر زوج مسكين، خاصة اذا ترافق ذلك مع حملة ارشاد وتوعية اعلامية للناس لكي يعرف الجميع ما له وما عليه.هذه فكرة خذوا بها وقللوا الخسائر أو أبقوا على الطريقة المعتادة، والخاسر يطلب من الله العوض.
عزيزة المفرج