مقالات

بورتاااااااااااار

لا اعتقد ان هناك درجة تسيب وانفلات وصلنا اليها كما هي الحال الان، وإلا كيف يتجرأ عاملا نظافة، لاحظوا معي، عاملا نظافة، وليس طبيبين او فنيي أشعة أو ممرضين أو إداريين، من سرقة أدوية بكميات تتيح لهما بيعها خارج مستوصف مبارك الكبير، كما نشر مؤخرا.
العمال الآسيويون المنتشرون بشكل غير عادي في المستشفيات والمستوصفات والمراكز الطبية عندنا بغرض النظافة ونقل بعض الاوراق والتحاليل من مكان لآخر أصبحت سلطتهم تتعدى سلطة الأطباء أنفسهم وسلطة أي واسطة.
أصبح موضوع مساعدتك للوصول الى مكان معين في أي مستشفى عن طريق عامل النظافة أو البورتر، كما يطلق عليه، مصدر رزق لهم. فالعامل منهم مستعد أن يتخلف عن عمله أو يطنشه مقابل أن يوصلك الى المكان الذي تريده.. ويقبض منك.
وحتى تحصل على فايلك الذي تعبت ومللت من البحث عنه وانتظار وصوله.. ما عليك سوى وضع كم دينار فى يد عامل التنظيف أو البورتر حتى يصلك الملف وأنت في مكانك وعلى كرسيك مرتاحا مبسوطا.
في احد المستشفيات الاوروبية المتخصصة، الممرض الذي يستقبلك في العيادة هو من ينقلك الى المكان الآخر في المستشفى، الذي ستتابع به علاجك او كشفك، ولا تسمع اي نداءات متشابكة للـ… بورتااااااااااااار.. حتى يحمل ورقة من هذا الشباك لينقلها الى الشباك المقابل له.
حفلات وولائم الافطار وشاي الضحى داخل المستشفيات والمراكز الطبية وخارجها، واستفحال حالة السمنة عند الموظفين اجزم انها ستتلاشى اذا ما تحمل هو موضوع نقل المريض أو المراجع من نقطته الى المحطة الاخرى، شرط ان يكون هذا بعيدا عن استغلال الموضوع للهروب من مكان العمل الاصلي وترك شبابيك المراجعات خالية.
البورتر وعامل النظافة في مستشفياتنا هو مدير من دون مسمى وبصلاحيات غير معلنة، ولكنها خفية، وتعتمد على موضوع توزيع المقسوم مع من يتعاون معه، والذي يحوله من عامل تنظيف الى مسؤول في الملفات او الصيدليات او اي مكان اخر بالمستشفى او المستوصف او المركز الطبي.
أدوية فالتة لا يحاسب المسؤول عنها، كيف صرفت ولمن، أدوية غالية الثمن تهدر من دون أي مسؤولية لمجرد وجود عامل القرابة والمعرفة وامون عليك… مصيبة ما بعدها مصيبة.
لن اقول ما في فايدة مما نكتبه، بل هناك ألف فائدة وفائدة طالما هناك حب لهذا الوطن الرائع.

***
من كل قلبي أتمنى ان تستمر وزارة الداخلية في تكثيف نشاطها وهمتها ودورياتها التي نلاحظ كثافتها هذه الايام، واتمنى الا يتعدى الامر وقوف سيارات الدوريات بأضوائها الفاقعة، بل يمتد هذا النشاط الى الشرطة داخل هذه الدوريات لمتابعة أي مخالفات أو تجاوزات.. تحية للمخلصين منهم.

اقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.