مقالات

أطفال العرب!

سامي النصف

السبب الرئيسي كما نرى لتخلف القضية الفلسطينية عن حل إشكالها في وقت حُلّت فيه المشكلات العالمية المشابهة والمتعلقة بالاستيطان كالحال في الجزائر وجنوب افريقيا وروديسيا.. الخ، يكمن فيما قام به مدمر القضية الفلسطينية الاول المفتي امين الحسيني ومن لحقه من زعامات ليست فوق مستوى الشبهات من وضع الفلسطينيين دون غيرهم (كالأرمن والشركس والاكراد) في مخيمات للاجئين في الدول التي خرجوا لها مثل الاردن ولبنان وسورية، حيث لم يتلق اطفالهم التعليم المناسب الذي يؤهلهم للعمل المنتج، لذا سهل تجنيدهم وتوفير السلاح لهم حتى تحول البعض منهم الى قوى مدمرة شاركت في الحروب الاهلية في الاردن ولبنان، ولاحقا في فلسطين، حتى انقسمت الى ضفة وقطاع، علما بأن الكويت على سبيل المثال لم تضع نصف مليون فلسطيني في المخيمات، بل مارسوا حياتهم بشكل طبيعي، وقد يكون هذا أحد اسباب غزو صدام عدو الفلسطينيين الاول وقاتل قياداتهم للكويت، وسبب كذلك نصرة عرفات، وريث امين الحسيني والمتدرب على يديه في مصر الخمسينيات، لطاغية بغداد.. والله أعلم!

***

وقد أضر شباب المخيمات بالقضية الفلسطينية وأخسروها عطف العالم عبر العمليات الارهابية التي قاموا بها، فلم يقم على سبيل المثال الافارقة ولا الجزائريون او الفيتناميون بخطف الطائرات والبواخر السياحية او مهاجمة المطارات والمطاعم والسفارات، كما لم يتدخلوا في شؤون الدول الداعمة المجاورة ويعلنوا ان طريق كيب تاون يمر بزامبيا، لذا حلت قضاياهم عبر دعم العالم لهم وبقيت القضية الفلسطينية وقياداتها المزمنة رغم إخفاقاتها المدمرة وآخرها حرب غزة الاخيرة!

***

وسألت ذات مرة القيادي الفلسطيني العاقل والحكيم فيصل الحسيني، وكنا امام بوادر الانتفاضة الثانية منتصف التسعينيات: كيف تتحدثون عن حرب حضارية طويلة مع اسرائيل واطفالهم يتلقون العلم في افضل معاهده، واطفالكم خارج المدارس في الشوارع؟! فأجاب بحسرة: هذا المسكوت عنه، فمازلنا حسب قوله ندفع الاثمان الباهظة لتداعيات الانتفاضة الاولى، فمن خرج للشوارع من الاطفال والشباب لم يرجع اغلبهم للمدارس، بل انقسموا إلى من اصبح مدمنا وتاجر مخدرات او عميلا لاسرائيل، حيث سهّل غياب العمل والامل ذلك الامر، والبعض الثالث امتهن المهن البسيطة كبيع الخضار وغيره.

***

٭ آخر محطة:

مستقبل الامة اسود، فأغلب اطفالها وشبابها اما لاجئون او مقاتلون، ولم يعد لهم امل الا بالهجرة وركوب المراكب التي تغرق بهم، ولم تبق الا دول قليلة مستقرة يراد تحويل امنها الى خوف عبر زحف اعمال الميليشيات المشبوهة اليها، حيث الاغتيالات والتفجيرات التي تستهدف تفجير الاوطان من الداخل، ولم يبق الا الهجوم الذي هو خير وسيلة للدفاع عن النفس وعن المستقبل.

samialnesf1@hotmail.com
@salnesf

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.