مقالات

غزة ونقاش مع يهودي

نائل نعمان

في الوقت الذي نسي العرب فيه فلسطين يعاني سكان غزة الامرين لمحاولة الحياة بأدنى أشكالها ، فالحصار البحري والجوي البري يدعهم في موقف صعب جدا ومن دون حتى تغطية اعلاميه. لقد أساء الربيع العربي اساءة بالغة للفلسطينين حين ذهب العرب لصرف ملايينهم على هذا الفريق او ذاك وبات العرب يقاتلون انفسهم في سورية والعراق وليبيا والان اليمن ، اربعة حروب استنفذت دون طائل موارد العرب وطاقاتهم وأنفسهم. وفي خضم هذه الحروب نسيت مأساة الفلسطينين والتي ساهمت فيها حتى قياداتهم، فمن أجل التحرير والكلام التعبوي الفارغ ، والتلاسن المؤسف بين الفصائل المختلفه، يقتل شاب هنا ولا يستطيع ان يسافر كهل هناك وتبقى المستشفيات بحاجة لمواد والاسمنت في نقص فتوقف البناء،وحتى اموال المساهمين لم تدخل الاراضي الفلسطينيه لتعمل اي شيء.

هنا نشأت لدي الفكرة والتي كتبتها في مقال في مدونتي الانجليزيه بعنوان جسور الثقة بين العرب واسرائيل، وفيها باختصار ان فشل المفاوضات لعقود مضت يعود الى انعدام الثقة بين الفريقين وسقف المطالب العالي جدا ، فلماذا لا نبدأ من القاعدة أساسها اعادة الثقة بتشكيل لجنة عربية اسرائيليه غير سياسية وانما محترفة بامتياز تحوي على مهندسين واطباء ومحامين وغيرهم بحيث يكون هدفهم الرئيسي وضع الخطوات لاعادة اعمار غزة والمساهمة برفع المعاناة عن اهل غزة، وبتفصيل كامل عن شكل اللجنة وصلاحياتها، كما أني تطرقت أن هذه اللجنة والتي تحوي عددا متساوي بين الطرفين لا يجوز فيها مناقشة الامور السياسيه وانما التركيز على اعادة تشغيل ميناء غزة البحري للتمكن من ايصال كميات مناسبة للغرض ، وأن يقوم الجانب الاسرائيلي بتسهيل مهمة العابرين الفلسطينين للمرات وغيرها من التفاصيل. لاقى المقال نجاحا معقولا ليس بالسيء ولكن الاجابات لم ترضيني ، فذهبت للبحث عن من يناقشها ويفندها ان استطاع. وبالصدفه بدا الحوار مع صحفي أمريكي أسمه جوش ماركس يعمل في صحيفة امريكية اسمها ” اسبوع يهود واشنطن ” وابدى نوعا من الموافقة عن الفكرة ولكن تطرق الى موضوع كراهية العرب لليهود وتأثير قناة الجزيرة في اثارة الفتن والتي بالنتيجة لن تفضي الى اي تقدم بمساعي السلام. هنا شرحت له ان الجزيرة لا تمثل الرأي العام العربي مطلقا بل ان العرب يحملون الجزيرة مأساة الربيع العربي، وهنا بادرته بالسؤال لو قدر لك ان تتحدث للرأي العام العربي ماذا كنت ستقول؟ فأرسل لي كلمات قصيرة أنقلها حرفيا:

” ان الاسرائيليين يبحثون عن السلام أكثر من الجميع وبكل بساطة يريدون العيش بسلام مع جيرانهم، ان اليهود لا يكرهون العرب وانما يريدون ان يعيش الشرق الاوسط في ازدهار وسلام. نحن بحاجة لبناء جسور بين اليهود والعرب لنحيا بسلام وامان في العالم، وان اليهود القاطنين في العالمين العربي والاسلامي يستحقون بعض الحقوق كالعيش بسلام وأمان مع العالم ، فبالنهايه نحن بشر .”

هذه الكلمات تبحث عن سلام حقيقي ولو تم استغلالها لمصلحة الفرد الفلسطيني العادي الذي يقف بالساعات على المعابر اما ليسافر او ليعمل ، المواطن العادي الذي يبحث عن قوت يومه بصعوبة ودواء لوالديه ويسكن في مكان مؤقت لاصابة منزله بصاروخ وما شابه.
فإلى متى ننساهم ونكابر على جراحنا ، لقد حان الوقت بأن نبدي بعض التعاطف معهم والمساعدة. فالسلام هو الحل ولكن كيف ؟ قد تكون فكرتي هي البدايه ، فأرجو التفاعل معها من اجل الفرد الفلسطيني.
لمن يريد قراءة المقال بالانجليزية اليكم الرابط
http://nhnoaman1.blogspot.com/2015/04/the-arab-israeli-bridge-of-trust.html

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.