الأردن: داعش و”النصرة” يشلان قطاعات اقتصادية في البلاد
بعد اضطرار الأردن لإغلاق معبر الرمثا – درعا وجابر- نصيب مع سوريا، بسبب مخاطرهما على حياة المسافرين، إثر سيطرة “جبهة النصرة” عليهما، ينقطع شريانا الحياة للبضائع الأردنية، وخاصة الخضار والفواكه منها، والتي كانت تصل عبرهما إلى تركيا وأوروبا.
وفي خضم ذلك، بقي الشريان الثالث، معبر الكرامة طريبيل مع العراق، يعاني انسدادات متكررة، وهو الأخطر بسبب هجمات تنظيم داعش الإرهابي المتلاحقة له.
خسائر فادحة.. ومغامرة
ورغم أن هذه الانسدادت والاغلاقات تكون مؤقتة على هذا المعبر، بسبب استماتة الجيش العراقي في التمسك بالسيطرة عليه، غير أنها تتسبب كثيراً في خسائر فادحه للتجار الأردنيين، بسبب انتظارها عدة أيام أحياناً لاستتباب الأمن فيه، ما يعرضها للتلف.
لكن التجار الأردنيين بدأوا يؤمنون بأنهم يغامرون بإرسال بضائعهم إلى هذا البلد المضطرب، مما يعني خسارتهم لأموالهم يوماً ما، وتعرضهم للسجن بسبب مطالبتهم بمستحقات مالية باهظة نتيجة لذلك.
معبر جديد
وكان الأردن قام الشهر الماضي بإغلاق المعبر الحدودي الوحيد الذي يعمل مع سوريا، بعد أن استولت جبهة النصرة على المعبر من الجانب السوري، كما قام تنظيم داعش الإرهابي قبل أسبوع بثلاثة تفجيرات انتحارية في الجانب العراقي من معبر الحدود الوحيد مع الأردن (طريبيل)، حيث قتل أربعة جنود عراقيين، ما تسبب في إغلاق المعبر بشكل مؤقت من الجانب العراقي.
ودفعت هذه الظروف بالتجار الأردنيين إلى المطالبة بفتح معبر جديد بين الأردن وسوريا، من محافظة السويداء الحدودية مع الأردن، خاصة وأن هذه المحافظة تعيش حالة من استقرار أمني، بسبب طبيعة تركيبتها السكانية، التي يقطنها أغلبية من الطائفة الدرزية، والتي تحاول أن تكون محايدة في النزاع بين فصائل المعارضة والنظام.
بيد أن هذه المطالبة لاقت رفضاً من قبل وزارة الداخلية الأردنية، والتي قالت على لسان المتحدث باسمها، الدكتور زياد الزعبي، بأن الأردن لا يفكر في فتح معبر جديد مع سوريا.
وأكد الزعبي لـ 24 أن المعبر الجديد يحتاج إلى دراسات ومباحثات، من أجل التوصل إلى توقيع اتفاقيات قد تستغرق سنوات أحياناً، وهو الشئ غير المتوفر حالياً مع الحكومة السورية المشغولة بالمعارك والفوضى الأمنية داخل سوريا.
غير أن التجار الأردنيين بدأوا يفكرون الآن بتصدير بضائعهم عبر المعابر الجوية، خاصة إلى لبنان، البلد الذي يمتلك أسطول شاحنات قادر على الوصول إلى سوريا وتركيا وأوروبا.
مكلفة مالياً
بيد أن هذه الطريقة مكلفة مالياً، بحسب التاجر الأردني عصمت اللبدي، الذي اكد أن هذه الكلفة ستنعكس على ارتفاع أسعار البضائع الأردنية، ما يفقدها ميزة المنافسة في هذه الأسواق.
وأوضح اللبدي لـ 24 أن التجار الأردنيين بدأوا يفكرون في نقل استثماراتهم إلى المناطق الحرة الداخلية، بعيداً عن الحدود مع العراق وسوريا، مثل المنطقة الحرة في محافظة الزرقاء، والمنطقة الاقتصادية الخاصة في العقبة في جنوب الأردن.
وقال إن التجار الأردنيين لم يبقَ لهم حالياً سوى الأسواق في الدول العربية الخليجية.
خسائر الشاحنات
من جانبه، قال نقيب أصحاب الشاحنات محمد الداوود لـ 24، إن خسائر قطاع الشاحنات جراء إغلاقات الحدود مع سوريا والعراق منذ تفجر الأزمات الأمنية فيهما، قبل أكثر من أربع سنوات إلى حوالي 600 مليون دولار.
وقال إنه قبل أن يسيطر تنظيم داعش الإرهابي في يونيو (حزيران) الماضي على أجزاء من محافظة الأنبار التي يقع فيها معبر طريبيل كانت هناك 700 شاحنة أردنية تنقل البضائع من الأردن والعراق، ولكن العدد تراجع بانتظام مع ازدياد المخاطر على الطريق، الذي يمر عبر مناطق يسيطر عليها التنظيم بين الحدود ووسط العراق.
وفاة القطاع
وأوضح أن توجه التجار نحو التجارة عبر المعابر الجوية سيكتب شهادة وفاة لقطاع الشاحنات، وسيلقب بآلاف أرباب الأسر إلى السجون أو صفوف البطالة.
يشار إلى أن الأردن كان منع السائقين الأردنيين من دخول العراق، وطلب منهم بدلاً من ذلك تسليم بضائعهم لشاحنات عراقية على الحدود، بسبب تنامي المخاطر.