” بلاط السٌلطة ودور الشعب ”
جلست لوحدي في ليلة عتماء خلف نافذة من مختلف الوسائل الاعلامية أنظر من خلالها بدقة وأتابع ما يجري في مداخل ومخارج الشارع السياسي فاستوعبت الكثير عند آخر لمحة عندما قرأت الماضي وسحبته مع سحبة القلم لأسقطه وأقرنه على صفحات الواقع الحالي .
مشيت وفتحت أبواب سور البلاط فصعقت من واقع التعامل الذي يتم في داخله وخلفي شعب خاضع متقاعس لا يتابع ولا يحاسب وإن تابع ُُيجامل لأجل مصالح شخصية يشبه فهرس الكتاب الذي يظل على الهامش لا يملكون إلا تخاذل ومحدودية فكر مغروس في نفوسهم الأكل والشرب والتقاعس ” والتحلطم ” يعيشون يومهم لا يفكرون في المستقبل وذلك أدى إلى تفاقم المشاكل وتزايد الإنحدار جيل بعد جيل فكل جيلٍ يأتي لا يفكر إلا في نطاق ضيّق .
استرجعت السنوات ثم سرت معها إلى أن وصلت الآن فوجدت تبادل أدوار مابين بعض المتنفذين لا يجيدون إلا التعمّد في اذكاء البيروقراطية والفساد والسيطرة على الرأي العام والمناصب القيادية الذين يؤدون إلى إبقاء الوضع المشوّه كما هو ليجعل مؤسسات فاشلة وتخلف وانحدار وسرقات وتراجع في مختلف المجالات رياضة سياسة اقتصاد تجارة إعلام واستعباد الشعب في جعل العلاقة الوحيدة بينهم وبين ال ٥٠ حارس علاقة حاجة واذلال مجرد معاملة ” وهات وخذ” بالتالي لم يتبقى في البلد إلا الهواء الذي نتنفسه ليتم استغلاله فمتى يستيقظ المواطن !! .
ذهبت إلى فراشي لأنام فحلمت حلماً ممكن أن يتحقق عند حدوث ثورة فكرية في البلاد تستوعب ما يجري حولها وتؤدي دورها فيتم اختيار الوزراء والمسئولين على معيار واحد هو الكفاءة من قِبل من بيده القرار أو عبر رأي عام شعبي ضاغط ويرافقه اختيار نوّاب على معيار واحد هو الرقابة والتشريع التي تتمثل في مراقبة مصروفات الدولة بكل حزم وجدية وتشريع قوانين لصالح البلد والشعب ويظهر فيها مواطن واعي يساهم في إعلاء المصلحة العامة على المصالح الشخصية يحاسب النائب بعد وصوله للبرلمان من خلال متابعة مسيرته فالأمانة التي في عُنق كل نائب وناخب أمانة ومسؤولية كبيرة ونحن نعلم أن النائب الذي يخل في دوره والأمانة العظيمة التي في عنقه قد ذاق من كعكة البلاط والمسؤول الذي فوقه يأكل ويرتوي على صفرة الثروة فلا تعتقد أن النائب الذي يراعي المصالح الشخصية لن يكون عبداً للمتنفذ الذي فوقه ثم بعد هذا ظهر ولدي في آخر الحلم جلس أمامي فقلت له يا ولدي ان جاء هذا اليوم وانا تحت التراب تذكرني لأنك ستشاهد قفزة نوعية ونهضة عظيمة .
كتب : ناصر الكندري
@Nasserbbc