“حماية البيئة” تحذر من تداول أعشاب سامة منتشرة في بعض مناطق البلاد
حذرت الجمعية الكويتية لحماية البيئة من مغبة تداول نباتات وأعشاب سامة منتشرة في بعض مناطق البلاد والتي تستعمل بشكل خاطئ من قبل البعض على أنها دواء طبي.
وقالت عضو لجنة حماية الحياة الفطرية في الجمعية موضي الدوسري في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم إن هناك عددا من النباتات له تأثير خطير وسريع ويجب ألا يتداول أو يستخدم في الحالات العلاجية إلا عن طريق المتخصصين لتجنب حالات التسمم.
وأضافت الدوسري أن هناك اعتقادا خاطئا لدى البعض بأن كل ما هو طبيعي مفيد وأن العودة إلى الطبيعة فيها الأمان المطلق بينما حقيقة الأمر تكمن في أن النباتات الطبية منها المفيد ومنها السام الخطير إن لم يتداول بحرص شديد وبإشراف طبي.
وأوضحت أن هناك نباتات تتسبب بحالات من التسمم وربما تؤدي إلى الوفاة عند استخدامها بكثرة مثل نباتات (العشر والداتورا والحنظل) لاحتوائها على المادة اللبنية.
وذكرت أن صحراء الكويت تعد صيدلية نباتية طبية تزخر بعدد وافر من الأعشاب والحشائش والشجيرات البرية ذات الأهمية الطبية ومنها نبات (العشر) حيث يستخدم لعلاج الأمراض الجلدية والدمامل وآلام الأسنان والمعدة والمفاصل والكوليرا.
وبينت أن (العشر) يعد من النباتات السامة التي تتطلب استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل استخدامها لأنها غير آمنة خصوصا في الجرعات العالية لاحتوائها على مواد كيميائية يمكن أن تؤثر على وظائف القلب وقد تسبب آثارا جانبية خطيرة بما في ذلك القيء والاسهال وبطء ضربات القلب والتشنجات والموت.
وقالت الدوسري إن المنقوع المائي لثمار ولب نبات (الحنظل) يستعمل كمشروب شعبي لعلاج حالات الإمساك المزمن وتنشيط حركة الأمعاء والمعدة فضلا عن علاج الصفراء والكبد وأمراض العيون والجلدية.
ولفتت الى أن الزيت المستخلص من البذور يفيد في علاج مرض الجرب وقتل القراد العالق بجلد الحيوانات والمواشي والطيور مبينة أن نبات (الداتورا) يستخدم في تركيب الأدوية اللازمة لعلاج الجهاز العصبي لكنه يندرج تحت قائمة النباتات شديدة السمية نظرا لتأثيره الفسيولوجي السريع والمسبب للموت المحقق خصوصا بين الاطفال ان تم تناول ثمار غير متكملة النضح في حين يتسبب الاكثار من أكل ثماره في فقدان الذاكرة والوعي.
وأكدت أن اختلاط هذه (الأعشاب الضارة) بعلف الماشية تسبب في نفوق كثير من الماشية في البلاد مضيفة أن نبات (عين القط) يتصف بالسمية (خاصة للماشية) والكلاب والأرانب حيث يحتوي على مواد سامة نتيجة ترسب بعض المواد دون حدوث تغيير لها نتيجة لعدم تعرضها للضوء حيث تتغذى الحيوانات على المجموع الخضري وليس على الجذور.
وأوضحت الدوسري أن هذا النبات يستخدم في علاج أمراض الكبد والكلى والرمد والتهاب الأنسجة القرنية كما يستخدم عصير الناتج عنه كقطرات للأنف لإزالة الرائحة الكريهة والإفرازات وعلاجا لعض الكلاب المسعورة ولسعات الحشرات المختلفة وهو مضاد للدغة الثعابين أيضا.
وقالت إن صحراء الكويت لاتخلو ايضا من بعض النباتات الطبية الاقتصادية الأخرى والتي كانت تستخدم بنطاق واسع في حياة ساكني الصحراء في الكويت مثل نباتات (الرمث وربلة والشنان وارطى والطرثوث).
وبينت أن (الرمث) يستخدم لعلاج الزكام والجروح والوهن والحمى ووجع العظام الناتج عن تغير الجو أو نتيجة للانتقال من بيئة إلى أخرى كما يستخدم فحم النبات لعلاج الجروح المتقيحة وعلاج الحروق كما استخدمه أبناء البادية لعلاج أورام ضرع الناقة كما استخدم بخار مائه لعلاج الروماتيزم في حين يستخدم خشب هذا النبات للتدفئة والطبخ.