الرأس مش بتاع كلو
المتابع للقنوات المصرية يشاهد باستمرار لجوء مواطنين بسطاء لرئيس الجمهورية السيد عبدالفتاح السيسي ومخاطبته عبر وسائل اﻻعلام لحل مشكلة ما تعترضهم في حياتهم في الصحة أو البطالة أو التلوث الى آخره، وكأن الرجل المشغول لشوشته بقضايا كبيرة داخلية وخارجية يمتلك الوقت الكافي لحل كل تلك المشكلات بنفسه، أو كأن وزراء حكومته ليس من مسؤولياتهم حل مشاكل المواطنين اليومية، والسهر على راحتهم ومتابعة أمورهم المعيشية، بالتالي عليه هو ان يوجههم، وعليه هو ان يطلب منهم ذلك باستمرار وطول الوقت.وبما أننا لسنا أفضل حاﻻً منهم بكثير في تلك الناحية، وبوجود نوع من التشابه في اﻷوضاع في بلادنا العربية نجد سؤالا يطرح نفسه جبرا علينا، صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله يعطي توجيهات وتنبيهات للوزراء والمسؤولين كلما كان هناك لقاء يجمع سموه بهم باﻻهتمام بمصالح المواطنين ورعايتها، والعمل على تحقيق حاجاتهم المشروعة، وعدم اهمال متطلباتهم، وعدم اغلاق اﻷبواب في وجوههم.
لماذا لا يفعل هؤﻻء الوزراء والمسؤولون ذلك من دون طلب أو توجيهات سامية، ولماذا ﻻ يقومون بواجباتهم التي اختيروا للقيام بها من دون تنبيه أو طلب من رأس الدولة.هل يعتقد معالي السادة الوزراء ان وضعهم في كراسيهم جاء لسواد أعينهم فقط، ولو أننا ﻻ ننكر انطباق ذلك على قلة منهم.حتى السادة النواب الذين يختارهم الشعب لتمثيله في مجلس اﻷمة، وبعد الفوز يتجاهلونه وﻻ يأبهون كثيرا ﻷمره، هل يظن هؤﻻء ان الشعب اختارهم اعتباطا ومن دون أي هدف.أﻻ يدرك هؤﻻء أنهم، مثل كل واحد فينا، خادم للآخرين من موقعه، علا هذا الموقع وبلغ عنان السماء، أو هبط فكان الأسفل من سلم الوظائف.
أﻻ يعرف هؤﻻء ان المناصب تكليف ﻻ تشريف، وأن صاحب كل وظيفة يجب ان يعطيها حقها من اﻻلتزام واﻹخلاص وحسن اﻷداء اذا لم يكن ﻷجل حسن السمعة فلأجل حسن الخاتمة وحسن المآل.للأسف أنهم يعرفون ذلك كله ويدركونه، ولكنها اﻷنانية وحب الذات عند البعض هي من يدفعهم الى نسيان اﻵخرين أثناء مشوار حصد مكاسب المنصب الحكومي الرفيع وأرباحه، فبعد اﻻطمئنان لغرفة المكتب والفرش والأثاث والديكورات والسكرتيرة الخاصة والطاقم الذي سيعمل تحت امرته، يغلق الباب على نفسه، ويبدأ تطبيق سياسة من صادها عشا عياله، أما اﻵخرون ومصالحهم فالهون أبرك ما يكون، ناسيا أنه على الرغم من لقبه الرفيع، ومركزه العالي، فهو خادم للشعب من موقعه مثل كل موظف آخر في الدولة.عموما سيظل المواطنون في عالمنا العربي يناشدون رؤساءهم التدخل لرفع معاناة ما، طالما ان توجيهات ديننا بصوب، واحنا بصوب ثاني.
عزيزة المفرج