إقبال الأحمد تكتب: إذا لم تجد من يبتسم لك..!

أحتاج بين الوقت والآخر الى أن أخرج عن نطاق هموم اليوم والساعة، وأنطلق لأفرج عما يدور بخلدي وأقول ما أود قوله، ولعل في كثير من الأقوال التي أعجب بها وأحسها بداخلي ما أود أن أشارككم إياه، لعل هناك من يقولها مثلي ومن ينتهجها، كما نحب.

ليس من الضروري أن يكون كلامي مقبولاً، ولكنه بالنسبة إليّ أنا شخصياً، من الضروري ان يكون صادقا.. كلمات بسيطة قالها سقراط فيلسوف اليونان والبشرية.

وبالفعل تستطيع ان تقول ما تريد صادقا واضحا مباشرا، فيقبلك البعض ويرفضك البعض الآخر، فلا يخب املك ولا تنزعج ولا تتأثر، لان اهم ما في الامر انك كنت صادقا في قولك، ولم تكن مزيّفاً او منافقاً.. ولم تكذب حتى تضمن ان يقبلك الجميع، لان خلق الله كأصابع اليد، منهم البسيط، ومنهم النظيف، ومنهم الملوّث، ومنهم صاحب الرأي، وآخر لا يملك الا ان يقوده الآخرون، و.. و..!

والصدق هو الدرب الذي قد يطول، وقد يتقطع بين مرحلة واخرى، الا ان الوصول الى الهدف المرجو امر مؤكد لا محالة، اما التلوّن والافتراء والكذب والنفاق، فهذا طريق قد يكون قصيرا وسريعا ومن دون معوقات، ولكنه بالتأكيد طريق يوصلك الى هاوية لا محالة، عاجلاً أو آجلاً.

من الجميل جدا ألا تكون أحادي الرأي، فحين تتحدث وحين تعبّر عن رأيك، لا بد ان تؤثر في الآخرين وتتأثر، واذا ما ألغى جانبٌ الجانب الآخر أصبح القول رصاصاً يردي من لا يعجبه. وكما نريد ان نؤثر في الآخرين، علينا ايضا ان نتأثر بما يقولون اذا كان قولا صادقا وشفافا ومن دون تلون.

الرأي الآخر لا يرفض لمجرد الرفض او لعدم قبول قائله، ويجب ألا يكون هذا الرفض لمجرد الرفض لسبب او لآخر، لا بد ان يكون اقتناعاً وحجة في الرد؛ لان من اصعب الامور ان ينتهي الحوار او المجادلة بالقطع من دون اقتناع اي طرف؛ لان ذلك من شأنه ان يعيد الجدال والنقاش والخلاف مرة وثانية، وثالثة.. وقد يكون ذلك بشكل متصاعد قد يوصل الى نتيجة لا تحمد عقباها.

أنْ تؤثّر في الآخرين شيء رائع جدا، والأروع أن تتأثر انت بهم؛ لان ذلك يخلق تكاملا بين الناس. فما أعطاني اياه الرب أستطيع ان امنحه للآخرين، وأنا ايضا استطيع ان أنعم بما ميز به الرب آخرين غيري.. وهذا هو التكامل.

* * *

إذا لم تجد من يبتسم لك.. فابتسم أنت له.

إقبال الأحمد

@iqbalalahmed

Iqbalalahmed0@yahoo.com

Iqbalalahmed0@gmail.com

جريدة القبس