د.محمد بن إبراهيم الشيباني يكتب: أيها المتقاعدون.. لا تستحقونه!
منذ أعوام والحكومة تمني وتعد على لسان وزير الصحة المتقاعدين بمستشفى خاص بهم، أو بتأمين صحي لهم، فلما وصل الأمر حيز التنفيذ في أغسطس من العام الماضي 2015، فلا تأمين صحياً لهم، بل عجزت الحكومة عن تحقيق ذلك، فما ذنب المتقاعد إذا كان هناك متنفّذون لم يتقيّدوا بملاحظات ديوان المحاسبة على مناقصة المشروع وعدم قيام وزارة الصحة بمعالجتها؟!
كبير عند الحكومة، الحسودة، الخير للمتقاعدين أو أن يحصل المتقاعد على حق من حقوقه في وطنه، وهو الطبابة والعلاج اللازم في المستشفيات والمراكز الصحية، وفي الوقت نفسه تقوم الشركات والبنوك وغيرها تجاه موظفيها بجميع العلاجات في المستشفيات المتفقة معها!
ماذا بقي للكويتي في وطنه؟ حيث زهد في الطب العام وكثرة المراجعين وانتظار المواعيد المخبرية والإشعاعات بالشهور، بل بالسنين، كما حدث معي شخصياً.
«عين عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب» حكاية حفظناها نظرياً صغاراً، ونراها في بلدنا عملياً اليوم، بل حفظها أولادنا وأحفادنا قد علموا أن حكومة الكويت، كما لو لا تريد لهم الرفاه ولا السعادة ولا الشكر لما قام به أجدادهم وآباؤهم عندما كان كل شيء شحيحاً وعزيزاً.
ما الذي يحدث في الكويت؟ فوق كل الخير ووفرة المال وعودة سعر النفط إلى الارتفاع واكتشاف الآبار الكثيرة من الشمال إلى الجنوب تقوم الحكومة بفرض الرسوم الجديدة، وهي ليست بحاجة إلى ذلك، كما قال البنك الدولي، ولسنا بشعب كبير العدد نسبة الى الأرقام الفلكية التي تملكها الدولة في الكويت وخارجها!
وصل الأمر بالحكومة الى ان توكل بناء بيوت الناس لأصحاب الضمائر الضعيفة لتظهر البيوت المغشوشة المواد والبناء.
تأمين صحي تفعله الدول من حولنا وتهتم بمواطنيها، ونحن في شريحة محدودة من المواطنين، وليس كل المواطنين تعدونهم سنين بتسلم بطاقات التأمين الصحي في كل سنة، ثم بعد ذلك تعجزون عن تطبيق القانون حتى ترسو المناقصة على من تريدون أو من لا تريدون!
آلام المواطن الكويتي في زيادة وحسرة على ما يحدث، ليس لها حد، بل هي في تفاقم، في الدول من حولنا يهاجر المواطن من ويلات الحرب، ونحن عندنا المواطنون يهاجرون من عدم اهتمام الحكومة لهم أو التضييق عليهم!
رحمة الله تعالى عليك يا فهد بورسلي، أتذكرك كلما ضاقت الحلقة على رقبة الكويتي وزادت حسرته بقولك:
دار أوصفها عجوز شمطا همازة مناعةٍ حلاّفـه
تغذي عيال الناس وتداويهم وعيالها لعيونهم خطّافه!
والله المستعان.
جريدة القبس
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
Shaibani@makhtutat.or