د.محمد بن إبراهيم الشيباني يكتب: أين.. وأين.. وأين؟
«لقد كانت مصلحة شعب الكويت هي هدف الحكومة دائماً؛ تسعى إليه بمختلف وسائل الإصلاح في جميع الشؤون العمرانية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها..» (الشيخ عبدالله السالم في افتتاح المجلس التأسيسي 1962/1/20 م).
في هذه الأزمان المتأخرة لم تكن عند الحكومة مصلحة شعب الكويت هدفاً من أهدافها أو غاية من غاياتها. هذا أولاً.
أما ثانياً فهي الشؤون العمرانية، والسؤال: أين هذا العمار الذي توقف منذ سنين طويلة؟ وإن كانت هناك حركة عمران فخذ من التوقف أو التأخير وافتعال المشاكل من حرائق وتخريب متنوع.
أما الثالث فهو: الاقتصاد.. أين اقتصاد الكويت غير النفط وتبكير المخلصين الأولين من المواطنين بانشاء مؤسسة البتروكيماويات التي صارت سنداً على الأقل في استثمار بعض مشتقاتنا النفطية؟! أما الاستثمارات الدولية فهي إلى التراجع، بل إلى الإلغاء أقرب، وذلك لما نسمع من محاولات الاستحواذ أو عدم الجدوى التي تأتي من وراء هذه الاستثمارات، وهنا لا أتكلم عن أموال الدولة الكبرى المستثمرة في البنوك الدولية وغيرها ذات الصفات الضمانية.
نرجع إلى كلمة الشيخ عبدالله السالم ـ رحمه الله ـ وكلامه على مصلحة الشعب، وأنها هدف من أهداف الحكومة، ألا يستحق هذا الشعب أن تكون بلده مثل الدول الحضارية المحترمة لقوانينها التي تقعدها وتصرف عليها، والتي تنظم كل أحوالها العمرانية والمرورية والصحية والاجتماعية والاقتصادية، وأن يشعر المواطن أنه بكرامته في بلده، وأن يسود القانون الجميع من دون استثناء لأحد كائناً من كان في التطبيق من دون العبث بشيء من هذه القوانين؟ ألا يستحق المواطن، كما قال عبدالله السالم عندما نصح نواب المجلس التأسيسي والوزراء في ذلك اليوم: «وأختم كلمتي بالنصح لكم ـ كوالد لأولاده ـ أن تحافظوا على وحدة الصف وجمع الكلمة حتى تؤدوا رسالتكم الجليلة في خدمة هذا الشعب على أكمل وجه وأحسنه».
أين خدمة الشعب في خضم ما نرى من فوضى عارمة في كل مناحي حياتنا، وفي يومنا وليلنا وفي بقعة صغيرة يدور في فلكها الشعب يومياً وهي الوزارات الحكومية ومؤسساتها العقيمة في خدمة المواطن والتراجع اليومي في كل شيء، ناهيك عن ضياع حقوق لا يحصل عليها المواطن في أرضه وبلده وموطن آبائه وأجداده؟ كان المواطن في الأول يريد زيادة الرواتب، والآن أعرض عن طلب ذلك حتى لا يلتهمها غيرنا قبل أن تصل إلينا، واليوم نريد تطبيق القوانين وتفعيلها وفي المجالات المتعددة وعلى الجميع، حيث لا فائدة من زيادة الرواتب ويترك للمتاجرين العبث بكل شيء في حياة المواطن، ومن يقطن معه من دون حسيب ولا رقيب ثم أصبحت اليوم المطالبة بزيادة الرواتب أمراً عفى عليه الزمن، وانتهى ذلك الحلم فيما يجري من نهب للبلد على الأصعدة كافة. وهناك تذكير آخر وهو أين زيادة العشرين ديناراً للمتقاعدين التي أقرت في القوانين السابقة وطبقت مرتين وتوقفت وهي كل سنتين؟! فالآن دخلت السنة الثالثة ولم يحصل المتقاعد على شيء! والله المستعان.
• أساس الحكم
«باسم الله العلي القدير نفتتح أعمال المجلس التأسيسي لدولة الكويت المستقلة، هذا المجلس الذي تقع على عاتقه مهمة وضع أساس الحكم في المستقبل». (عبدالله السالم).
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
Shaibani@makhtutat.org