صمود السياحة التونسية رغم التحديات
أعربت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي، عن أملها في أن تستقطب بلادها نحو 5.5 مليون سائح أجنبي هذا العام، بعد زيادة تأمين المنشآت السياحية واستقطاب أسواق جديدة.
وحثت اللومي بعض الدول الغربية على رفع حظر السفر إلى المناطق السياحية في تونس لدعم الديمقراطية الوليدة في البلاد، مؤكدة أن بعض الشركات العالمية عادت للعمل في تونس، مشيرة إلى أنه رغم الصعوبات مازالت المؤشرات الإيجابية مستمرة في تحقيق نتائج لا تقل عن العام الماضي، وأن مؤشرات تشغيل الطيران أيضا قد ترتفع مع فترة الصيف.
وقالت الوزيرة التونسية في مقابلة مع وكالة “رويترز”الأربعاء 20 أبريل/نيسان: “العام الماضي استقبلنا حوالي 5.5 مليون سائح ونأمل أن لا يقل عدد السياح هذا العام عن ما بلغه في العام الماضي، فترة الذروة هذا العام لن تكون أسوأ من العام الماضي، لدينا مؤشرات تدل على أن حجوزات اللحظة الاخيرة سترتفع هذا الموسم مع استمرار الأوضاع الأمنية في الاستقرار وامتلاء بعض الوجهات الأوروبية الأخرى”.
وتراجع عدد السياح الذين استقبلتهم تونس في عام 2015 بنسبة 26%، ليصل إلى 5.5 مليون سائح، بعد أن شهد ذلك العام هجومين كبيرين نفذهما مسلحون متطرفون استهدفا قطاع السياحة وأسفرا عن مقتل العشرات من الأجانب، ليتبنى ما يعرف بتنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي المحظور في روسيا وعدد من البلدان الأخرى، الهجومين على متحف “باردو” بالعاصمة، وفندق في منتجع “سوسة” السياحي، وهما أسوأ هجومين في تاريخ البلاد، ما أدى ذلك إلى إغلاق زهاء 100 فندق أبوابها، وتسبب بأضرار فادحة لقطاع السياحة الذي يشكل نحو 8% من اقتصاد تونس.
هذا وتراجعت إيرادات السياحة التونسية خلال عام 2015 بأكمله بنحو 35 % لتصل إلى 2.35 مليار دينار، أي ما يعادل حوالي 1.15 مليار دولار، الأمر الذي أدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادي من 2.3 % قبل عام إلى 0.8%.
وكشفت الوزيرة لـ”رويترز” أنها تتوقع أن تبدأ تونس في تطبيق اتفاقية “السماء المفتوحة”، (التي تتضمن السماح بوجود طائرات مراقبة غير مسلحة للاستكشاف في أجواء الدول المشتركة في الاتفاقية)، مع أوروبا نهاية 2016 وبداية 2017 على أقصى تقدير، وهى خطوة من شأنها أن تزيد حركة المسافرين والسياح إلى تونس.
وأضافت اللومي، أن تونس بدأت العمل على تسهيل إجراءات تأشيرات الدخول لمواطني عدة دول، كما ستطلق قريبا التأشيرة الإلكترونية.
وفي وقت سابق، كشفت اللومي عن تنظيم رحلات جوية بين تونس وروسيا بمعدل رحلتين أسبوعيا، على أن يتضاعف عددها تدريجيا مع اقتراب الموسم السياحي الصيفي. كما استقبلت ممثلين عن 44 شركة سياحة روسية بـ”جربة” و”جرسيس”، الواقعتين في جنوب شرق تونس، في خطوة لطمأنة الشركات الروسية بعودة الأمن إلى تونس.
وكانت وزيرة السياحة التونسية قامت، في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، بزيارة إلى روسيا على رأس وفد ضم ممثلين عن شركات السياحة التونسية، تحضيرا لموسم السياحة 2016.
وتأمل تونس في استقطاب أكثر من 300 ألف سائح روسي سنويا، وهو عدد السياح الروس الذين قدموا إلى تونس في العام 2013، خاصة في ظل الأزمة التي تشهدها العلاقات بين روسيا وتركيا، التي كانت حتى عهد قريب تعد إحدى الوجهات المفضلة لدى السائح الروسي.