ميركل تنال جائزة “الحريات الأربع”
منحت «مؤسسة روزفلت» الأمريكية المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل جائزة «الحريات الأربع» الدولية عن دورها في الأزمة الأوكرانية وأزمتي الديون اليونانية واللجوء.
ودافعت ميركل في كلمة الشكر التي ألقتها عن اتفاق «واحد مقابل واحد»، الذي عقده الاتحاد الأوروبي مع تركيا بشأن اللاجئين؛ معربة عن الحاجة إلى “منظور حقيقي يسهم في إبادة نموذج الأعمال البغيضة التي يقوم بها مهربو البشر”. وأكدت أن بلادها تعمل الآن على توزيع اللاجئين بشكل عادل في أوروبا، وتمضي قدماً لمواجهة أسباب اللجوء.
وتُمنح جائزة «الحريات الأربع» سنوياً لشخصية أو منظمة تُكرِّس جهودها من أجل الحريات الأربع التي صاغها الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت عام 1941، وهي: حرية الرأي، وحرية الدين، والحرية في عدم المعاناة، والحرية في عدم الشعور بالخوف.
ويأتي توقيت منح هذه الجائزة في وقت تواجه فيه ميركل انتقادات كبيرة من الصحافة الألمانية وشركائها في الحزب «الديمقراطي الاشتراكي الألماني» (SPD)، والتي قد تهدد قدرتها على السيطرة على حكومة برلين، وخاصة بعد سماحها بمحاكمة الممثل الكوميدي الألماني يان بويمرمان، بتهمة إهانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتجدر الإشارة إلى أن قانوناً ألمانيا قديماً لا يزال معمولا به، يحظر على المواطنين الألمانيين إهانة رؤساء الدول الأجنبية علنا، ويقضي بمعاقبتهم بالسجن سنة واحدة إذا كانت الإهانة غير مقصودة، وخمس سنوات إذا كانت الإهانة مقصودة. لكن هذا القانون لم يسبق تطبيقه في دولة رفضت طلبات سابقة لمحاكمة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش-الابن والبابا بنديكتوس السادس عشر بتهم تتراوح بين جرائم حرب وأخرى مرتبطة باعتداءات جنسية على أطفال. لذلك، ترى الصحافة والمعارضة الألمانية أن ميركل خنعت لأردوغان، ووضعت حرية التعبير والصحافة الألمانية في مهب الريح.
وفي هذا الصدد، تشير آخر استطلاعات الرأي التي أجرتها قناة ARD الألمانية، إلى أن مستوى الدعم الشعبي لحزب “الاتحاد الديمقراطي المسيحي” (CDU) بزعامة ميركل وصل إلى أدنى مستوى له منذ عام 2011. ويوضح الاستطلاع أن 33% فقط من الألمان سيصوتون لحزب المستشارة الألمانية إذا جرت انتخابات عامة هذا الأسبوع، مقارنة بـ.541% عام 2013.
في غضون ذلك، كشفت صحيفة “برلينر تسايتونغ” الألمانية أن وزيرة الثقافة والإعلام الألمانية مونيكا غروتيرز، اتخذت قراراً بسحب جائزة ألمانية من جمعية “نادي دفعة اللاجئين” بزعم وجود صلات بينها وبين “حزب الله” اللبناني.. وقالت الصحيفة إن الجمعية يديرها ناشطون مرتبطين بـ”المنظمة الإرهابية” قد يكونوا حصلوا على كميات كبيرة من الدعم المالي من قبل الحكومة الألمانية. ففي إحدى الحالات، منحت مدينة برلين 100 ألف يورو لمشروع اللاجئين الذي يديره “متعاطفون مع حزب الله”، بالإضافة إلى 10 آلاف يورو قيمة الجائزة التي قدمتها وزارة الثقافة الألمانية.
وأضافت الصحيفة أنه بحسب وصف الجمعية نفسها، فإن هدف المشروع المسرحي لـ”نادي دفعة اللاجئين” المدعوم من قبل “جمعية رعاية العاملين”، هو للعمل “من أجل ومع اللاجئين لتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم ومشكلاتهم بأسلوب فني على المسرح”. لكن بحسب الصحيفة نفسها، “عندما لا يكون للمديرة الفنية ناديا غراسمان وشقيقتها مريام أي نشاط مسرحي، نراهما تشاركان في “مسيرة القدس”، وكانتا تفعلان ذلك لسنوات عديدة”. ورأت الصحيفة أن هذا النشاط يُعد عملا “معادياً للسامية” ويدعو إلى تدمير إسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى احتجاج «اللجنة اليهودية الأميركية» التي لعبت دورا في “كشف” الخلفية السياسية لمديرة الجمعية، وبالتالي في إلغاء حصول الجمعية على الجائزة وأموال الدعم الحكومي.
وبعد هذه الحادثة، قال منتقدو الحكومة الألمانية إنها تتعامل مع قضية اللاجئين بطريقة الكيل بمكيالين. ففي الوقت الذي تحصل فيه على الدعم والثناء الحكوميين منظمات وجمعيات إسلامية مثل «المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا» التابع لـ”جماعة الأخوان المسلمين” و«مؤسسة الملك فهد» السعودية السلفية، التي تسعى لـ”أسلمة ألمانيا” ونشر أيديولوجيتها، تتعرض جمعيات أخرى مثل “نادي دفعة اللاجئين” إلى القمع بسبب رأي مديرته السياسي؛ وهو أمر يدل، كما يرى متابعون لملف الشؤون الداخلية الألمانية، على أن قضية اللجوء السوري هي قضية سياسية بامتياز.
كيفورك ألماسيان