أهم الأخبارعربي و دولي

إيكونوميست: سوريا تنزلق مجدداً إلى الحرب

تساءلت مجلة إيكونوميست البريطانية عن مصير “وقف العمليات العدائية” في سوريا الذي بات على شفير الإنهيار مع تزايد الانتهاكات بعد تراجع حدة القتال بدرجة كبيرة منذ بدء تنفيذ اتفاق الهدنة في 27 فبراير( شباط).

وتلفت المجلة إلى أن قوات النظام السوري بدأت منذ الأسبوع الأول من الشهر الجاري، بقصف مناطق تقع جنوبي حلب بحجة أنها تضم مقاتلين من جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا والتي لا يشملها اتفاق الهدنة، إلى جانب داعش. ولكن الهجمات الجوية الأخيرة طاولت أيضاً مناطق مدنية هناك. وفي يوم 19 أبريل ( نيسان) قتلت قوات الأسد 50 شخصاً في بلدات تابعة لمحافظة إدلب، ومنها ما عرف بمقاومته لتنظيمات متطرفة.

عنف آخر
من جهة أخرى، تقول إيكونوميست إن عنف المعارضة في ازدياد. فقد أعلن تنظيم معارض في 18 إبريل( نيسان) عن هجوم جديد رداً، كما قال، على هجمات قوات حكومية. وقد أعقب ذلك تقارير عن هجمات شنها معارضون على مناطق في محافظة اللاذقية، معقل النظام السوري. فقد قتلت قذائف هاون وقناصة المعارضة ما لا يقل عن 16 شخصاً في حلب خلال الأسبوع الماضي، بحسب المرصد السوري.

محادثات جنيف
ولذا، تقول المجلة، لا عجب في توقف محادثات السلام في جنيف، بعدما استؤنفت من جديد خلال الشهر الحالي. فقد أعلنت اللجنة العليا للمفاوضات، الهيئة الممثلة لقوى سورية غير جهادية، في 18 إبريل( نيسان) عن انسحابها من المحادثات جراء ارتفاع وتيرة العنف، وبسبب بحث مقترحات مرفوضة حيال حل سياسي في سوريا.

ووصف السفير الأمريكي السابق في دمشق روبرت فورد تلك الأفكار بأنها “غبية”، علماً أنها تشمل تعيين ثلاثة نواب للأسد من صفوف المعارضة، لكي يعملوا تحت إمرته. وسيكون حال نواب الرئيس هؤلاء كبرلمانيين ومسؤولين مدنيين آخرين لا يتمتعون بأية سلطة، بالمقارنة مع ما يحظى به الرئيس وأجهزته الأمنية.

الأسد
ويكمن الخلل الحقيقي في رأي إكونوميست، في أن الهدنة كما محادثات السلام تغفلان مشكلة رئيسية، وهي أنه من الصعب تحقيق السلام في سوريا مع بقاء الأسد في السلطة. وأصبحت الأمم المتحدة وأمريكا مستعدتين لقبول تسوية بشأن مصير الأسد من أجل التركيز على داعش، وذلك على رغم توافر أدلة واسعة على قيام النظام السوري بتعذيب وإحراق واغتصاب معتقلين، وذلك ما وثقته لجنة العدالة والمحاسبة، وهي هيئة استقصائية مستقلة تعمل في سوريا.

تعاون أمريكا وروسيا
وأما روسيا، وهي داعمة للأسد، وأمريكا التي تدعم المعارضة في الشكل، فتحاولان إعادة الأشياء إلى نصابها. وهما تقولان إنهما سوف تضغطان على كل الأطراف من أجل التزام وقف إطلاق النار. ويسعى كلا الجانبين للتوصل لصفقة أوسع، وخصوصاً أن الإدارة الأمريكية سوف تتغير قريباً.

ويعتمد التعاون بين أمريكا وروسيا إلى حد كبير على العلاقة بين جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي حالياً، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف.

ومع ذلك، تقول إكونوميست إن روسيا بالكاد تتعاون مع المساعي الأمريكية. فقد صرح مسؤولون في الإدارة الأمريكية لصحيفة وول ستريت جورنال بأن موسكو تحرك وحدات مدفعية نحو شمال سوريا، حيث وصل أيضاً بعض القوات الإيرانية، مما يوحي بالتمهيد لاستئناف القتال هناك.

ضغوط
وتلفت المجلة إلى ضغوط على معارضين ليس من النظام فحسب، وإنما أيضاً من داعش، وهو ليس طرفاً في الهدنة الجزئية. فعلى رغم هزائم أصيب بها التنظيم الإرهابي، كخسارته تدمر، لا يزال يواصل الاستيلاء على بعض المناطق. فقد سيطر على أراض في حلب، بالقرب من الحدود التركية، ومنها مخيمات تؤوي نازحين سوريين.

وتقول منظمة أطباء بلا حدود، إن قرابة 35 ألف شخص هربوا من تلك المنطقة، وأن أكثر من 100 ألف سوري عالقون وسط القتال والحدود التركية التي أغلقت قبل أشهر أمام المتجهين إلى تركيا، باستثناء قلة من السوريين.

وتخلص المجلة إلى إن السلام في سوريا ضروري كما هو في كل زمان ومكان، ولكنه، للأسف، يبدو بعيد المنال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.