مقالات

د. ندى سليمان المطوع تكتب: المملكة العربية السعودية 2030

بكلمات مليئة بالاندفاع والحماس تحدث ولي ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان حديثا صريحا للإعلامي تركي الدخيل في قناة العربية قبل يومين، بعد موافقة مجلس الوزراء وإعلانه “من هذا المنطلق وجهنا مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسم الرؤية الاقتصادية والتنموية للمملكة لتحقيق ما نأمله بأن تكون بلادنا نموذجا للعالم على جميع المستويات”.

فما الخطة السعودية التي يتحدث عنها الجميع؟ وماذا لدى الأمير محمد بن سلمان من جديد ليطرحه على أهل المملكة بل العالم أجمع؟
الخطة السعودية 2030 عبارة عن رؤية Vision على حد تعبير الأمير الشاب، رؤية متكاملة بأهدافها للأعوام الـ15 المقبلة، تحمل جدول أعمال ضخماً لتحقيقها، وتشمل إصلاحات أساسية في الموازنة العامة وتغييرات إدارية وتنظيمية.

ابتدأ اللقاء بحديث الأمير محمد عن الشركة السعودية “أرامكو”، وخطة إتاحة الأسهم للاكتتاب والإفصاح عن المعلومات للمزيد من الشفافية، وإنشاء نوافذ اقتصادية لجلب السيولة، ويستطرد الأمير محمد في حديثه عن دخل المملكة، والنية بأن يصبح الدخل من الاستثمار والسعي نحو توازن المحافظ الاستثمارية.

وفي سؤال حول المخاطرة التي قد تتحملها المملكة في حال إطلاق الرؤية وبشكل تنفيذي وإصلاح سريع أجاب الأمير بذكاء: إن المخاطرة لا تكمن في قرار تنفيذ الرؤية، بل تتحقق المخاطرة لو لم نتخذ القرار، وهنا أشار الأمير محمد بن سلمان إلى نقطة أساسية وهي التكلفة المرتبطة بعدم اتخاذ القرار.

أما المحاور الرئيسة الثلاثة للرؤية السعودية فهي الاستثمار في مكامن القوى للمملكة، وهي العمق العربي والإسلامي والقدرات الاستثمارية للدولة، ورجال الأعمال السعوديين، والموقع الجغرافي المتميز بربطها القارات الثلاث، والمضائق الثلاثة أيضا، الأمر الذي سيحفز الاستثمار.

خلاصة الأمر، لدى رجال الأعمال السعوديين عقلية استثمارية ارتأت المملكة ضرورة استغلالها، ولدى أرض المملكة ثروات طبيعية مرتبطة بموقعها الاستراتيجي واحتضانها الحرم المكي والمدينة، والتي تجتذب الملايين سنويا لزيارتها. باعتقادي الشخصي أن القطاع الذي سينتعش هو قطاع الخدمات، كالخدمات اللوجستية المصاحبة لإنشاء مطار الطائف وجسر سلمان، والخدمات الخاصة بالحجاج والمعتمرين (السياحة الدينية).

كلمة أخيرة:

بناء شخصية المواطن السعودي والاستثمار في التعليم وإنشاء جامعات عالمية على غرار “كاوست” التي تفوقت بالنهج العلمي الابتكاري واحتضنت العلماء من النساء والرجال معا دون تمييز، بالإضافة إلى إنشاء مراكز عمل للمرأة لتعزيز دورها وغيرها من أمور “الدبلوماسية الناعمة” بحاجة إلى اهتمام وتسويق أيضا.

جريدة الجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.