أقلامهم | خلف الحربي يكتب : مبادئ البراميل المتفجرة
في حلب المنكوبة.. قصفت طائرة محملة بالبراميل المتفجرة مستشفى يعالج ضحايا الطائرات السابقة، فقتل الجرحى والأطباء والممرضون، بينما قامت طائرة أخرى بقصف فرق الإسعاف والدفاع المدني، وكل ذلك بالطبع تحت عنوان مطاردة الإرهابيين!
ما الذي يمكن أن يفعله الإرهابيون أكثر من تدمير مستشفى، راجعوا كل فيديوهات داعش المرعبة وكل بيانات القاعدة المتوحشة ستجدون نفس النتيجة أو أقل في بعض الأحيان، إذا كانت داعش ترسل انتحاريا ليفجر سوق خضار فإن طائرات بشار وبوتين بالإضافة إلى ايران وحزب الله قد مسحوا مدينة كاملة من الوجود وسعوا بكل ما في وسعهم لإبادة أهلها الآمنين.
ما الفرق بين بوتين وأبوبكر البغدادي؟، وهل يمكن أن يكون خامنئي أكثر إنسانية من الظواهري؟، وما هي الجرائم التي ارتكبها الزرقاوي في ما مضى من الزمان ورفض أن يفعل مثلها حسن نصر الله؟، أما بشار الأسد فلا يمكن مقارنته بكل شياطين الإنس والجان لأنه أول جزار إرهابي يحظى بمباركة المجتمع الدولي بل والتواطؤ معه في أغلب الأحيان.
بل يمكننا أن نقول بأن وضع البغدادي والظواهري وغيرهما من زعماء الإرهاب أهون حالا من بوتين وخامنئي ونصر الله وبشار، فزعماء الإرهاب مطاردون دوليا أما زعماء البراميل المتفجرة فهم رؤساء دول ودولهم أعضاء في الأمم المتحدة والسكوت على جرائمهم يعطي مشروعية ما لعمليات الإبادة الممنهجة والتي يفترض أن العالم قد تجاوزها منذ سنين طويلة.
إذا كان ما يحدث من جرائم مروعة في حلب اليوم يمكن أن يصنف بأنه معركة ضد الإرهاب، فإننا نقول لأنصار البراميل المتفجرة أن معركتكم خاسرة بالتأكيد لأن الطفل الذي تباد عائلته الطيبة أمام عينيه لن يصبح داعية سلام أو ناشطا في حقوق الإنسان، بل سيبحث عن تنظيم أشد وحشية من داعش لأخذ ثأر عائلته التي مسحت من الوجود.. وسيظل العار يلاحق كل من تعاطفوا مع البراميل المتفجرة لأسباب سياسية أو طائفية.
نعيد الصورة من جديد.. برميل متفجر يسقط على مستشفى، هل تتعاطف مع البرميل المتفجر أم مع المستشفى؟، في إجابتك على هذا السؤال يمكن أن تتعرف على الوجه الحقيقي لما تسميه (مبادئ)!