مقالات

اقبال الأحمد تكتب: الخطر في سرية النشاط

بالصدفة؛ وبعد ان ارسلت مقالاً أشيد فيه بمؤسسة او اكاديمية لوياك، وما انتجته من شباب امتص كل محبة العالم، وأبدع في التعبير عن هذه المحبة والسلام من خلال انواع مختلفة من الفنون.. تشرفنا بمشاهدتها في حديقة الشهيد وأماكن اخرى.

بدا واضحا ان لغة السلام والحب والرقي لا يفهمها من لا يريد ذلك.. ومن يجد ان الشباب ليس مكانهم هنا؛ بل في معظم مخيمات الجهات الدينية التي تزرع بداخلهم التطرف.

وفي سؤال لنائب في مجلس الامة الى وزير التجارة والصناعة عن اسباب تسليم حديقة الشهيد الى مؤسسة لوياك، وقبلها المدرسة القبلية، مدعياً ان نشاطات لوياك تسهل للشباب مخالفة العقيدة وقد تكون خطرا عليهم.

ايها النائب الفاضل.. ان الخطر على الشباب لا يكون امام العالم وعلى الملأ.. لا يكون في شاب يعزف موسيقى او يؤدي دورا مسرحيا او يقدم لوحة راقية.. الخطر لا يكون في تعويد شبابنا على الاعتماد على النفس، وخوض غمار الاعمال البسيطة التي كانت يوما من الايام عيبا مثل التنظيف والطبخ والاشراف والعمل في مطعم او قهوة، ان الخطر ــ برأيي ــ في المعسكرات التي تقيمها بعض جمعيات دينية تدرب بها شبابنا على القتل.. على التطرف في فكره.. والخطر ان تتم كل هذه النشاطات في الخفاء. والخطر ان يتعلم شبابنا «الحرام» حسب فكرهم، ومن لا يتبع ذلك فهو كافر يستحق القتل، وان لا دولة الا دولة الخلافة.. حتى وطنك لا يعني لك شيئا، ومن ثم فمن الجائز العبث بمقدرات هذا البلد وحتى حرقه.

الخطر، نائبنا الفاضل، ان جلسات الاسترخاء التي تتحدث عنها في حديقة الشهيد هي امام كل رواد الحديقة، وليست خلف اسوار مغلقة، وتحت حراسة من اجل الا تنكشف.. ثم ان الجهات التي تعطي الترخيص للقيام بنشاطاتها هي للشباب.. الشباب الكويتي المبدع الذي نفخر كلنا به.

ان جلسات اليوغا، التي اعتبرتها خارج نطاق العادات والتقاليد، هي وسيلة من وسائل التركيز والتفكير بكل شيء بمن فيها الخالق سبحانه.. وهي لا تتضمن التدريب على الكر والفر والقتل والغزوات والسلب ومهاجمة الآخرين، كما يحصل في تدريبات المعسكرات إياها.

كنت اتمنى ان اقرأ نشاطا واحداً حين اتهمت فيه لوياك.. يتم في الخفاء حتى اقف معك ايها النائب الفاضل.. لكنني فشلت.

ثم ماذا تعني ان لوياك ظاهرها الصلاح وباطنها التغريب وخلط الشباب بالفتيات.. ان هؤلاء أبناؤنا كلنا، ولا نسمح لك ولا لغيرك بأن تتهمهم بما تشاء او ترغب انت وغيرك.

وأكثر ما اضحكني حين اتهم لوياك بالماسونية، التي ربما لا يعرف معنى هذه الكلمة الحقيقي.. وإلا لتردد كثيرا قبل ان يكتبها ويصف بها لوياك، لمجرد ان لها فروعا بلبنان والاردن والبحرين ومصر.

اخي الفاضل؛ هذه الفروع تنم عن نجاح وطلب هذه الدول من لوياك الاستفادة من خبراتها ونجاحاتها على مستوى توظيف طاقات الشباب بما يخدم المجتمعات وينشر السلام فيها.. لمحاربة التطرف والفكر المتطرف اللذين انشغل فيهما الشباب، حين غابت رقابة الدول عنهم وتركتهم بالشوارع تائهين، فالتقفتهم بعض الجمعيات والحركات الدينية ليكونوا وقودا لخططهم.

اقبال الأحمد
@iqbalalahmed
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.