اليمنيون أمام فرصة تاريخية لا تعوض
يقف اليمنيون امام “فرصة تاريخية” لا تعوض لقطف ثمار مشاورات الكويت والدفع بمسيرة السلام في بلدهم الى الامام لاسيما بعد مرور 15 يوما على انطلاقتها برعاية الامم المتحدة ودخول المباحثات المباشرة في صلب جدول الاعمال من جديد.
وفي بداية وصفت ب “الواعدة” من اجل تحقيق رؤية توافقية تساعد في إنهاء الأزمة اليمنية باشرت ثلاث لجان منبثقة عن مشاورات السلام أولى جلساتها اليوم الخميس لبحث آليات العمل بالمسارين الأمني والسياسي وملف السجناء والمعتقلين فيما وصلت سبع يمنيات قياديات الى الكويت للقاء المعنيين بالملف اليمني وحثهم على التوصل الى حل سياسي شامل يعيد الأمن لليمن والسلام لأبنائه وذلك عبر تقديم رسائل موجهة ومدروسة للمتحاورين والمجتمع الدولي.
وفي هذا السياق اكد مبعوث الامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد انه لن يوفر جهدا لاقناع الاطراف اليمنية بالتوصل الى حل تفاهمي مؤكدا وحدة الموقف الدولي بشأن ضرورة ايجاد حل للأزمة اليمنية.
ودعا في مؤتمر صحفي عقده اليوم للحديث عن سير مشاورات السلام في اول يوم بعد تعليق جلساتها جميع الأطراف المعنية الى الانخراط بالمشاورات بجدية ورغبة في السلام لتحقيق تطلعات أبناء الشعب اليمني بكل اطيافه نحو السلام.
وكان الملف الأمني “الشائك” حاضرا كالعادة حيث أعرب المبعوث الاممي عن قلقه ازاء الخروق “المتعددة” لاتفاق تثبيت وقف اطلاق النار في اليمن امس واليوم مشددا على ضرورة الا يؤثر ذلك مجريات الحوار في الكويت.
وطالب الاطراف اليمنية بالالتزام باتفاق تثبت وقف اطلاق النار والتمسك بالمسار السياسي الذي سيقود الى حل شامل يلبي تطلعات وامال جميع مكونات الشعب اليمني.
وفي هذا السياق أوضح ولد الشيخ أحمد ان لجنة التهدئة والتنسيق المعنية بمراقبة خروق وقف اطلاق النار تجري حاليا التحقيقات اللازمة بشأن الخروق المتعددة تمهيدا لتقديم تقرير خاص غدا الجمعة.
وبينما اكد ان حل النزاع في اليمن لا يمكن ان يكون الا سياسيا قال ان “المشاورات مستمرة والارادة موجودة والعزم على التوصل الى حل لم ولن يخف”.
في مقابل ذلك جددت الاطراف اليمنية دعوتها للجنة التنسيق والتهدئة واللجان المحلية لتثبيت وقف الاعمال القتالية في المحافظات المعنية في حين شدد ولد الشيخ احمد على ضرورة تقويم عمل اللجان المحلية والبدء من تعز كنموذج بهدف تأمين ايصال المساعدات الانسانية.
واوضح ان تقاير الامم المتحدة بشأن الجانب الإنساني تفيد بأن وقف الاعمال القتالية في اليمن فسح المجال لقيام المنظمات الانسانية بواجباتها وايصال المساعدات بمختلف أنواعها للشعب اليمني.
ودعا جميع الأطراف المعنية الى تسهيل عمل المنظمات الدولية في كل المحافظات في ضوء التحسن الكبير الذي طرأ على اتفاق وقف اطلاق النار.
واعرب عن الامل في ان يتم وضع حد لخروقات وقف اطلاق النار بشكل نهائي حتى تكون هناك اجواء هادئة عند تأمين وصول المساعدات او عند مناقشة المحاور والقضايا الاخرى التي تهم الشعب اليمني في مشاورات الكويت.
وجدد المبعوث الاممي شكره لرئيس مجلس الوزراء بالانابة ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح والامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وسفراء الدول المعنية بالحل السلمي في اليمن على دعم مسار المشاورات والمساعدة في استئنافها من جديد.
وايمانا بأهمية اشراك المرأة اليمنية في هذه المرحلة الحساسة من التاريخ اليمني كشف المبعوث الاممي عن اتخاذ قرار بالتعاون مع مجموعة من القيادات النسائية كأصوات للسلام تعكس رؤية وتوجه النساء اليمنيات.
وشدد على ضرورة أن تكون المرأة اليمنية حاضرة لدعم مشاورات السلام موضحا ان دور المرأة كان بالغ الأهمية خلال الحوار الوطني “ولا شك أنه سيبقى مهما وجوهريا في هذه المرحلة وخلال مرحلة اعادة الاعمار”.