عبدالهادي الصالح يكتب: كل يبكي على ليلاه.. ولكن حمزة لا بواكي له
يروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما رجع من أحد، جعلت نساء الأنصار يبكين على من قتل من أزواجهن. فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: ولكن حمزة لا بواكي له!
انقسم المسلمون اليوم في مأساتهم المروعة، كل يبكي على قتلاه من الأبرياء المستضعفين من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، ولا شأن له بمثلهم من قتلى الآخرين:
ناس تبكي على قتلى التطهير العنصري في بورما، ولا تكترث بقتلى تفجيرات باكستان! والعكس كذلك.
ناس تبكي قتلى شمال العراق، ولا تأبه بضحايا تفجيرات الجنوب منه! والعكس كذلك.
ناس تلطم على مذابح حلب، ولا تهتم لضحايا تفجيرات منطقة السيدة زينب عليها السلام ! والعكس كذلك.
ناس تفجع بقتلى الحرب اليمنية – اليمنية، ولا تحزن لقتلى القطيف ونجران وعسير السعودية! والعكس كذلك.
ناس تبكي على ضحايا بن قردان التونسية، ولا تأبه لقتل الضباط والجنود المصريين في سيناء! والعكس كذلك.
ناس تبكي لقتلى الحرب الطائفية في نيجيريا على يد بوكو حرام، ولا تهتم بضحايا داعش في ليبيا! والعكس كذلك.
ناس تبكي على تدهور جماعتها الإسلامية، ولا تأبه بذبح الإسلام في باريس وبروكسل، وكل أوروبا!
كل يبكي على ليلاه ! ولكن الإسلام لا بواكي عليه!
a.alsalleh@yahoo.com
د .عبدالهادي الصالح