إندبندنت: لندن ترفض الإسلاموفوبيا
رأى الصحافي شهاب خان في صحيفة إندبندنت البريطانية أن فوز صادق خان في انتخابات بلدية لندن يثبت قدرة لندن على تخطّي الإسلاموفوبيا والتصويت لأفضل عمدة مناسب لهذه المهمّة.
وقال الصحافي أنّ الصعود اللافت لصادق خان من أجل تسلّم أهم وظيفة في العاصمة يجعل منه لا أوّل عمدة مسلم للندن فحسب، لكن أيضاً حصناً للتعددية الثقافية والاندماج والحراك الاجتماعي. وناشد اللندنيين اختيار الأمل عوضاً عن الخوف، وطلب منهم دعمه في صناعة التاريخ والوقوف بوجه الإسلاموفوبيا والسياسات السلبية. وسأل الصحافي: “خمّنوا ماذا؟ هذا بالتحديد ما صنعته لندن”.
تركيز حملة خان
وتابع الكاتب بالإشارة إلى أنّ حملة خان ركّزت على المسائل الأكثر الأهمية بالنسبة إلى اللندنيين، بتعهده تجميد رسوم النقل، وخلق وظائف، ومعالجة أزمة السكن والحد من التلوّث. وركّز على مسائل يهتم بها السكان فعليّاً.وقال: “إذا كنتم تتساءلون لماذا، فهو لأنّ خان لا يمكن له أن يكون أكثر من لندني”.
ولد في العاصمة، وتعلّم في مدرسة رسمية محلية وهو نائب عن مقاطعة توتينغ التي ترعرع فيها.
وقال الصحافي: “عظيم حصولنا أخيراً على عمدة للندن، من لندن، لأنّه سيتطرّق إلى المسائل التي تؤثّر علينا حقاً”.
أسباب سهولة الفوز
كانت الجولة سهلة بالنسبة إلى خان. فخصمه، زاك غولدسميث، الذي بدا زعيماً طبيعياً للجيل المقبل من المحافظين، ظهر كأنه يستطيع خوض معركة جيدة ضده، لكن بعد تركيزه طاقاته على ديانة منافسه أكثر من أيّ موضوع آخر، بدأت إطارات حافلة حملة غولدسميث بالتفكك. وقال الصحافي: “إذا كنتم تنظرون إلى مثال لحملة تغضب وتنفّر أجزاء كبيرة من الناخبين، ألقوا نظرة وحسب على حالة الفوضى التي شهدها حزب المحافظين خلال الأشهر السابقة”.
فبعد مساندته للجماعات البريطانية – الآسيوية بالبيانات، عمل المحافظون بلا كلل على تصوير خان كأنّه متعاطف مع التطرّف الإسلامي. حتى أن غولدسميث اعتبر أنه في حال وصول خان إلى عمدة لندن فسيكون “كارثة” بسبب تهديد الإرهاب. وخلال الحملة التي ساندها ديفيد كاميرون وبوريس جونسون، حاول غولدسميث اللعب على وتر المشاعر الإسلاموفوبية وعرقلة خان من خلال ملاحظات غير مؤاتية.
حملة غولدسميث غير واقعية
ولو لم يكن خان مسلماً، هل كانت حملة المحافظين ستكون مختلفة؟ الإجابة هي نعم، يقول شهاب خان، لذلك لم يكن لاستراتيجيّة حملتهم، في أكثر مدينة تعدّدية حول العالم والتي تضمّ أكثر من مليون مسلم، أن تكون أكثر بعداً عن الواقع. ففي مدينة حيث سياسات الأمل والتشجيع نجحت دائماً، لم يتمتع الكره والتقسيم بكل بساطة بأي فرصة.
لهذا السبب كانت حملة خان فعّالة جدّاً. المحافظون لعبوا بامتياز ضمن تكتيكاته هو وهذا بدوره جعل مرشّح حزب العمال يبدو أكثر إيجابيّة وأقل تطرفاً. سياساته وطباعه كانت ساطعة بالمقارنة مع غولدسميث الذي غرقت حملته بالكراهية والسلبية. وشكل تاريخ خان بالنضال من أجل تحسين لندن مؤشراً إلى مقاربته بالنسبة إلى العاصمة: إنّها موطنه وهو يهتمّ بأمرها حقّاً.
تحدٍّ وبهجة
لكن يأتي الآن التحدّي الأكبر له. قادت العاصمة خلال الست عشرة سنة الماضية قوتان سياسيتان كبيرتان: بوريس جونسون وكين ليفينغستون. الآن وبما أنّ احتكارهما للندن قد انكسر، سيكون من الواجب على خان العمل بجدّ مذهل لتأمين إرث دائم.
هذا التحدي سيأتي قريباً جداً، لكن الآن “فلنبتهج بواقع أنّ لندن برهنت لباقي دول العالم أنّ الأمل يبطل السلبية”، وأنّ أيّ شخص، من أيّ خلفية، يمكنه إنجاز أي شيء في هذه المدينة الرائعة. هذه النتيجة أعادت تأكيد إيماني بأن لندن هي أعظم مدينة على الأرض وأنا أفتخر بتسمية هذا المكان منزلي، ينهي الكاتب مقالته.