شهداء الصلاة والصيام … عام علي تفجير جامع الأمام الصادق
في مثل هذا اليوم من العام الماضي، امتدت يد الإرهاب والغدر الى جموع المصلين وهم ساجدون في خشوع في مسجد جامع الإمام الصادق (ع) في الصوابر لتربك سكينتهم بـ حزام ناسف قتل من قتل، وجرح من جرح، وأفزع من أفزع فأدمى قلب الكويت بعدما تناثرت أشلاء المصلين، ولونت دماؤهم الطاهرة جنبات المسجد، فاختلطت الدموع بالنحيب، وثمة دعوات ترتفع من المحتسبين الى أبواب السماء.
واليوم تمر الذكرى الأولى لـ التفجير الارهابي الذي طال جامع الامام الصادق مخلفاً وراءه شهداء أبرارا وجرحى بعضهم مازال يعاني مثلما أسر الشهداء تعاني فقدان من رحلوا فبين يتم ابناء وترمل زوجات مازالت حكاية الوداع المر تكتبها دموع تُسكب وأصوات تتحشرج وتتكسر حينما يكون طارئ الرحيل ولسان حال اهالي الشهداء يقول في ذكرى التفجير الأولى ما أشبه حزن اليوم بفاجعة البارحة.
واذا كان المصاب جللاً على الكويت بأسرها بكل طوائفها وأطيافها الا ان ما أثلج الصدور وخفف الوطأة الحضور السامي لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لمكان الحادث في اللحظات الحرجة وحديثه الباسم الذي أخمد النار في نفوس الكثيرين فكانت كلمات سموه كالماء البارد وهو دامع العين يقول هذولا عيالي معللا سموه حضوره الباكر لمكان الحادث رغم ما فيه من مخاطر وخطورة.
واذ لم يُستغرب الموقف السامي لأمير الانسانية في هذه الحادثة فانه عزز من الوحدة الوطنية واللحمة الكويتية فانتفضت البلاد بشعبها معلنة الالتفاف حول القيادة، مستنكرة الجريمة الشنعاء والغدر الارهابي ليكون الشعب والقيادة يدا واحدة في مواجهة كل من سولت او تسول له نفسه العبث بأمن الكويت واستقرارها في تجرد تام وبعيد عن كل تقسيمات، وذلك بفضل الله وحكمة القيادة السياسية للبلاد تحت قيادة سمو الأمير الذي قاد السفينة في مواضع كثيرة الى بر الامان.
حكمة الأمير وحنكته لم تقف عند حضوره مكان الحادث او تأبين الشهداء وعزائهم فعمد سموه الى مبادرة اعادة ترميم جامع الصادق، الأمر الذي تلقفه الشعب بكل ترحيب واستحسان، ليضيف سموه هذه المبادرة الى سجله القيادي والانساني لفتة أبوية جديدة وليست مستغربة خاصة ان ايادي سموه البيضاء ممتدة إنسانيا الى أقاصى بقاع العالم.