ليلة سقوط «الخليفة»!
ما بين قصيدة «يا عاصب الرأس وينك» التي يعتبرها الدواعش نشيدهم الوطني، وجمعة الفلوجة التي سيطرت فيها القوات العراقية على أحد أهم معاقل تنظيم «داعش» في العراق، غزوات ونزوات سُطرت بدماء أبرياء دحرج التنظيم رؤوسهم.
إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تحرير الفلوجة لم يأت بغتة، فقد سبقه الناطق باسم التنظيم أبو محمد العدناني معلناً في خطابه الأخير «العودة للصحراء» ليدشن بذلك مرحلة جديدة من «الذئاب المنفردة» والعمل السري، فيما واسى الدواعش أنفسهم بأن الأرض لله يورثها من يشاء، بعد أن كانوا يتباهون بدولتهم ودواوينها وولاياتها.
حوبة شهداء مسجد الصادق الذي دنسه الداعشي السعودي فهد القباع أبت إلا أن تطارد الخليفة البغدادي، الذي ظهر للمرة الأولى معتلياً منبر مسجد الموصل الكبير في السابع من رمضان 1435 هجرية، الموافق 4 يوليو 2014 ميلادية، مرتدياً عمامته السوداء وزاعماً أنه متشبه في ذلك بالعمامة التي ارتداها النبي صلى الله عليه وسلم إبان فتح مكة، لتدور الأيام وينهار التنظيم في الفلوجة في الشهر الكريم (رمضان) نفسه واليوم المبارك (الجمعة).
الدواعش بدورهم بدلوا شعار دولتهم لـ (باقية)، مودعين شعار (باقية وتتمدد)، فيما توعدوا بأنهم سيعودون يوماً ما مكبرين وفاتحين بغداد وكربلاء والبصرة، تاركين تساؤلات ربما لا يستطيع أن يجيب عنها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون الذي حارب حركة طالبان وصنوه جورج بوش الذي حارب تنظيم القاعدة والرئيس الحالي باراك أوباما الذي أعلن الحرب على «داعش»، لكن الذي ربما يمتلك إجابات عن تلك الأسئلة هما رئيسا المستقبل دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون وما إذا كان «داعش» سيكمل دوره أم سيظهر على خشبة المسرح بطل جديد.