نساء يحكمن العالم
تتولى تيريزا ماي، ابتداءً من اليوم الأربعاء، رئاسة وزراء بريطانيا، بعد استقالة ديفيد كاميرون، عقب النتائج المخيب للآمال لحزب المحافظين المروج للبقاء في الاتحاد الأوروبي، حيث تغلب الحلف المطالب بالخروج بنسبة 52%، في 23 يونيو(حزيران) الماضي.
في هذه الأثناء، اعتمد الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون مرشحة عنه لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وهي المرة الأولى في تاريخ هذه البلاد التي تترشح فيها امرأة للرئاسة، وسيكون فوزها بمثابة نجاح كبير للنساء في هذا البلد، وهي إلى اليوم وبحسب الاستطلاعات، تتقدم على منافسها الجمهوري دونالد ترامب بنسبة 13%.
إلا أن هذين النموذجين ليسا الوحيدين فيما يتعلق بشغل امرأة لمنصب الرئيس، أو رئيس الوزراء، أو غيره من المناصب ذات الشأن في الدولة، وفيما يلي ملخص عن الدول التي تحكمها نساء بصفة مباشرة(أي بشغل منصب الرئيس أو رئيس الوزراء أو ما يقابلهما)، ويستثنى من التقرير النساء اللواتي يشغلن مناصب شرفية، مثل الملكة إليزابيث الثانية، التي ليس لها دوراً فعلياً بإدارة البلاد.
تيريزا ماي: “مسيحية ملتزمة” مساندة للبقاء
فضّلت ماي البقاء في الاتحاد الأوروبي، إلا أن دعمها خلال الحملة التي جرت الشهر الماضي قبل الاستفتاء كان محدوداً، ومنذ ظهور نتيجة الاستفتاء لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي وهي تقول بشكل واضح: “الانفصال عن الاتحاد الأوروبي يعني الانفصال عنه”.
ولدت تيريزا ماي التي تشغل منصب وزيرة الداخلية في الحكومة البريطانية في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1956 وهي ابنة قس في كنيسة إنجلترا، وتصف نفسها بأنها “مسيحية ملتزمة”.
ماي مصابة بالنوع الأول من داء السكري وتحتاج إلى حقن الإنسولين عدة مرات في اليوم، وتملك أكثر من 100 كتاب في فن الطهو، وتقول عن نفسها: “لا أحب الخوض في حياتي الشخصية، لم نرزق بأبناء وتعايشنا مع الأمر ومضينا قدماً، أتمنى ألا يعتقد أحد أن ذلك أمر ذو أهمية، ما زال بإمكاني التعاطف مع الناس وفهمهم وأهتم بالعدالة ومنح الفرص”.
وقالت ماي عندما أعلنت ترشيح نفسها لمنصب رئيس الوزراء: “لست سياسية من محبي الظهور، لا أجري الكثير من المقابلات التلفزيونية ولا أتحدث مع الناس على الغداء ولا أحتسي الخمر في حانات البرلمان(…) أقوم بالعمل المطلوب مني فحسب”.
أنجيلا ميركل: الوصول إلى قمة الهرم السياسي
لعلها من أبرز الذي تبوأوا المناصب السياسية حول العالم. المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تعد أول امرأة تشغل هذا المنصب الرفيع، الذي تفوق سلطاته سلطات الرئيس، إذ يقوم هذا الأخير بدور صوري فقط.
كانت ميركل خلال مرحلة المراهقة الطالبة الأولى على مدرستها، وأرادت أن تصبح معلمة، لكن هذا الحلم تبدد بعدما اعتبرت الحكومة الشيوعية أسرتها مشتبهاً بها، ما دفعها لدراسة الفيزياء فيما عملت نادلة.
وتحتفظ ميركل بكثير من التفاصيل الغامضة حول حياتها الخاصة حتى بعد صعودها المفاجئ من متحدثة باسم آخر حكومة في ألمانيا الشرقية في عام 1990 إلى زعيمة الحزب المحافظ في عام 2000، وصولاً إلى المستشارية في نوفمبر(تشرين الثاني) 2005.
وشغلت المستشارة الألمانية الرأي العام الألماني والعالمي على حد سواء في الفترة الأخيرة، نظراً لسياستها الداعمة للاجئين، والمناهضة للتفرقة، وتعد من أكفأ السياسيات(والسياسيين) على حد سواء، وهي تقود بلادها اليوم لتكون القوّى الأولى في أوروبا وصاحبة الفصل في الاتحاد الأوروبي ككل، فضلاً عن دور ألمانيا في رسم سياسات العالم، الاقتصادية تحديداً.
هيلاري كلينتون: “دائمة الخضارة”
تثير أخبار هيلاي كلينتون اهتمام الأمريكيين، ودول العالم، منذ كان زوجها بيل رئيساً لأمريكا في التسعينيات، إلا أنها اليوم تقف بثبات بصفتها المرشحة الرئاسية الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، حيث انتزعت ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الأمريكية، بعدما فازت بعدد المندوبين المطلوب أخيراً.
وشغلت كلينتون، سياسياً، عدداً من المناصب، بداية من عضويتها في
مجلس الشيوخ، وصولاً إلى منصب وزيرة الخارجية في فترة ولاية أوباما.
حينما كانت كلينتون في البيت الأبيض، زوجة للرئيس السابق بيل كلينتون، كان يسميها جهاز الاستخبارات السرية Evergreen أو “دائمة النضارة”، بينما كان
يسمي زوجها بيل Eagle “أي العُقَاب”. وتحدثت الكثير من التقارير أن كلينتون كانت الحاكم الفعلي إبان ولاية زوجها بيل، إذ إن الأخير دأب على العودة إليها في كل المفاصل التي واجهته.
وفازت كلينتون بجائزة “غرامي”، التي تقدمها الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم في الولايات المتحدة، عام 1997 عن أفضل كلمة أو أفضل ألبوم غير موسيقي، وكانت عن نسخة كتابها الصوتي “It Takes a Village”، الذي ركّزت فيه على تعليم الأطفال وتحسين ظروف حياتهم. وألّفت كلينتون عدة كتب، من بينها مذكراتها الشخصية بعنوان “التاريخ الحي” أو “Living History”.
تساي إنغ – وين: وعد بـ “عهد جديد”
انتخبت تساي إنغ – وين رئيسة لتايوان في يناير(كانون الثاني) الماضي، لتكون أول امرأة تصل إلى هذا المنصب في هذا البلد.
وتتزعم تساي إنغ – وين، البالغة من العمر 59 عاماً، الحزب التقدمي الديمقراطي الذي يرغب في الاستقلال عن الصين، إلا أنها تعهدت في خطاب إعلان فوزها بالمنصب بـ “الحفاظ على الوضع القائم بين تايوان والصين”، مضيفة أن بكين يجب أن تحترم ديمقراطية تايوان وأن الطرفين “يجب ألا يستفزا بعضهما بعضاً”.
هيلدا هين: أول رئيسة في “الهادئ”
انتخب برلمان جزر مارشال رئيسة جديدة، في 28 يناير(كانون الثاني) الماضي، وهي الدكتورة هيلدا هين، التي كانت وزيرة تعليم سابقة، وهي الآن أول رئيسة امرأة في الدول الجزرية المستقلة بالمحيط الهادئ، كما أنها واحدة من النساء الثلاث في البرلمان.
كما أن هيلدا هي الأولى التي حصلت على الدكتوراه في البلاد بعد دراستها في جامعة كاليفورنيا الجنوبية.
في 26 يناير(كانون الثاني) الماضي، تم عزل كاستن نيمرا من الرئاسة بتصويت البرلمان، بعد أسبوع فقط من تنصيبه. ومن الغد انتُخبت هيلدا هاين بأربعة وعشرين صوتاً من أصل ثلاثة وثلاثين. وأصبحت بذلك أول امرأة تُنتخب لقيادة البلاد، وهي أيضاً أول رئيسة لدولة في أوقيانوسيا.
ماري لويز كوليرو بريكا: “الضمير الاجتماعي” لمالطا
ماري – لويز كوليرو بريكا وزيرة سابقة في حكومة حزب العمال الحاكمة في مالطا، أدت اليمين الدستورية في 4 أبريل(نيسان) 2014، لفترة ولاية مدتها 5 سنوات.
وصرحت كوليرو بريكا أمام مسؤولين حكوميين وأفراد من السلك الدبلوماسي ووسائل الإعلام، أثناء تنصيبها، بأن “الرئاسة ينبغي أن تكون درعاً يحمي الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان”.
وفي وقت سابق، وصف رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات، كوليرو بريكا،
بأنها ستكون بمثابة “الضمير الاجتماعي” للبلاد.
وبذلك أصبحت كوليرو بريكا (55 عاماً) أصغر من تولوا رئاسة البلاد سناً في مالطا لتحل محل الرئيس الحالي الدكتور جورج أبيلا.
وتعد كوليرو بريكا ثاني سيدة تتولى رئاسة مالطا منذ استقلال هذه الجمهورية الجزيرة الواقعة في البحر المتوسط عن بريطانيا عام 1974، حيث شغلت أغاثا باربرا منصب ثالث رئيس لمالطا خلال الفترة ما بين عامي 1982 و1987.
وتواجه كوليرو تحديات كبرى خلال السنوات الخمس المقبلة، إذ ستشهد مالطا عدة مناسبات تاريخية، ومنها توليها لرئاسة الاتحاد الأوروبي في 2017، وإجراء إصلاح دستوري.
كوليندا كرابار كيتاروفيتش: رئيسة بسبعة ألسن
ولدت كوليندا غرابار كيتاروفيتش في 29 أبريل(نيسان) 1968، في قرية بكرواتيا، ولكنها قضت طفولتها بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث التحقت بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، وتخرجت عام 1992 ونالت شهادة البكالوريوس في الآداب باللغتين الإنكليزية والإسبانية، وهي تتحدث سبع لغات.
شغلت كيتاروفيتش منصب الأمين العام المساعد لشؤون الدبلوماسية العامة في حلف شمال الأطلسي منذ عام 2011، وكانت أول امرأة تشغل هذا المنصب، وحملت قبلها حقيبة الخارجية الكرواتية منذ عام 2005، وشغلت منصب سفير بلادها
إلى واشنطن من عام 2008 إلى عام 2011.
من عام 2011 حتى عام 2014 شغلت منصب الأمين العام المساعد لشؤون الدبلوماسية العامة في حلف شمال الأطلسي، وهي أول امرأة يتم تعيينها منصب الأمين العام المساعد في منظمة حلف شمال الأطلسي.
في السابق كانت وزيرة خارجية كرواتيا من 2005 إلى 2008 وسفيرة كرواتيا بالولايات المتحدة من 2008 إلى 2011.هي عضوة بالاتحاد الديمقراطي الكرواتي وأحد أعضاء اللجنة الثلاثية.
إلين جونسون سيرليف: أول امرأة تحكم دولة أفريقية
إلين جونسون سيرليف من مواليد 29 أكتوبر(تشرين الأول) 1938، في مونروفيا بليبيريا، خدمت سابقاً في منصب وزيرة المالية أثناء حكم ويليام تولبرت، من 1979 حتى الانقلاب العسكري في السنة التالية حينما غادرت البلاد. وهي الرئيسة الحالية لليبيريا.
تلقب بـ “السيدة الحديدية”، وهي أول امرأة تحكم دولة أفريقية، كما حصلت على جائزة نوبل للسلام لعام 2011 مع مواطنتها ليما غوبوي واليمنية توكل كرمان.
داليا غريباوسكايتي: رئيسة المرتين وعدوة روسيا
أصبحت غريباوسكايتي، البالغة من العمر 58 عاماً، مفوضة شؤون الميزانية سابقاً في الاتحاد الأوروبي، أول امرأة تترأس ليتوانيا في عام 2009، وأول رئيس ينتخب مرتين في هذه الدولة السوفيتية سابقاً، حيش شغلت المنصب ثانية في مايو(أيار) 2014.
وتتبنى غريباوسكايتي عموماً برنامجاً مناهضاً لروسيا لقي صدى لدى الناخبين، ويرجح أن تتسم الفترة الثانية لغريباوسكايتي بتصعيد التوتر مع روسيا، مثلما كان التقشف المالي سمة فترتها الأولى التي بدأت عام 2009 عندما انكمش اقتصاد ليتوانيا بنسبة 15%.
وتتنامى المخاوف من أن تحاول روسيا زعزعة استقرار دول البلطيق وهي ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا وجميعها أعضاء في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وبها قوات مسلحة محدودة وأقليات تتحدث الروسية.
بارك غون هاي: عصر جديد من الأمل
ترأست الكورية بارك الحزب الوطني الكبير بين 2004 و2006، وهي ابنة باك تشونغ
هي، الذي كان رئيساً لكوريا الجنوبية من 1963 حتى 1979. تعتبر أكثر السياسيين تأثيراً منذ حقبة “الكِمات الثلاثة” (كم يونغ سام وكم داي جنغ وكم جونغ بل).
فازت في الانتخابات الرئاسية في 19 ديسمبر(كانون الأول) 2012، لتصبح أول امرأة تترأس كوريا الجنوبية، وباشرت عملها رسمياً في 25 فبراير(شباط) 2013 لفترة رئاسية مدتها خمس سنوات.
رؤية إدارة الرئيسة بارك كون هيه هي “عصر جديد من الأمل”، وتركز حكومتها على تحقيق “الانتعاش الاقتصادي” و”السعادة للشعب” و”النهضة الثقافية” ووضع “أساس للتوحيد السلمي”، وتواجه كوريا الجنوبية حالات متتالية من “الاستفزاز” من جارتها الشمالية.
أمينة غريب: الرئيسة العالمة
تعد أمينة غريب فقيم(56 عاماً) أول امرأة تشغل منصب رئيسة جزيرة موريشيوس، التي استقلت عن الاستعمار البريطاني عام 1986، وتعد إحدى أغنى دول أفريقيا، إذ يبلغ دخل الفرد فيها نحو 9 آلاف دولار.
وانتخب البرلمان الموريشيوسى، في 5 يونيو(حزيران) 2015، بالإجماع الدكتورة أمينة المسلمة رئيسة للدولة، في بلد يشكل المسلمون فيه أقلية لا تتعدى نسبتها 17% فقط من السكان، بينما يثمل الهندوس 50% هندوس، والمسيحيون 32%، و1% ملحدون أو ديانات أخرى.
وغريب فقيم متخصصة في مجال دراسة نباتات جزر ماسكارين في المحيط الهندي، وكذلك مؤلفة لحوالي 120 مقالة علمية.
عملت غريب، قبل شغلها منصب الرئاسة، عضواً منتدباً في المركز الدولي “CIDP” للبحث والابتكار، وقامت بتأليف العديد من الكتب والأبحاث الخاصة بعلوم الأحياء، وحصلت على العديد من الجوائز والأوسمة منها جائزة “نوبل لوريال” التابعة لمنظمة اليونسكو في أفريقيا عام 2007، كما حصلت على جائزة الاتحاد الأفريقي للمرأة في مجال العلوم في 2009.
بداية ديفي بهانداري: نضال من أجل المرأة
انتخب برلمان نيبال، في 29 أكتوبر(تشرين الألو) زعيمة شيوعية طالما ناضلت
من أجل حقوق المرأة، وذلك كأول امرأة رئيسة للدولة، الواقعة في جبال الهيمالايا.
وأعلن رئيس البرلمان أن بيدهيا ديفي بهانداري، من الحزب الشيوعي النيبالي الموحد الماركسي اللينيني، حصلت على 327 صوتاً، مقابل 214 لصالح خصمها في البرلمان.
وكانت بهانداري نائبة زعيم الحزب الذي يقوده رئيس الوزراء خادغا براساد أولي، والذي انتخب في وقت سابق من هذا الشهر، ويقود حكومة ائتلافية.
ديلما روسيف: رئيسة معلقة الصلاحيات
تعد روسيف أول امرأة تنتخب لمنصب رئاسة البرازيل، عام 2011، كما تمكنت في 2014 من الفوز بولاية رئاسية ثانية رغم الاحتجاجات الاجتماعية الواسعة التي شهدتها البلاد في يونيو(حزيران) 2013، بعد رفع أسعار تذاكر النقل العام، حيث دعت إلى تنظيم استفتاء شعبي لتشكيل جمعية تأسيسية تتولى إنجاز “إصلاح سياسي”.
عرفت بكفاحها المسلح ونضالها السياسي ضد النظام العسكري الذي حكم البرازيل إلى حدود عام 1985، ولقبت بـ “المرأة الحديدية”، وبينما وعدت كثيراً بتركيز سياستها على محاربة الفقر والتفاوت الاجتماعي والفساد، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والإصلاح السياسي، إلا أن آخر سنوات حكمها شهدت النقيض تماماً.
في 12 مايو(أيار) الماضي، صدر قرار إيقاف روسيف عن منصبها وبدء التحقيق معها في تهم فساد، وتعيين ميشيل تامر، الذي كان نائب رئيس جمهورية البرازيل منذ عام 2011، رئيساً مؤقتاً للبرازيل.
ومنذ أيام قليلة، قدمت روسيف دفاعاً مكتوباً إلى مجلس الشيوخ في محاكمة قد تفضي إلى عزلها، واصفة إجراءات المحاكمة بأنها “مهزلة”، وقالت إن جرائهما المزعومة ليست إلا “أعمالاً روتينية لإدارة الموازنة”.
وقالت الزعيمة اليسارية الموقوفة عن العمل: “يعلم الجميع أنكم تحاكمون امرأة مخلصة وموظفة عامة تكرس نفسها للقضايا العادلة.. لقد احترمت اولئك الذين أعطوا أصواتهم لي”.
وسيمثل عزل روسيف نهاية لثلاثة عشر عاماً من حكم حزب العمال اليساري لأكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية والذي بدأ في 2003 تحت قيادة معلمها الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
وتتركز المحاكمة على اتهامات بأن روسيف خرقت قوانين الموازنة بإخفاء حجم العجز الفعلي في الموازنة لجعل الاقتصاد يبدو أكثر قوة قبل إعادة انتخابها في 2014.
ميشيل باشيلي: المستقبل للنساء في أمريكا اللاتينية
تشغل ميشيل باشيلي (63 سنة) منصب رئيسة لتشيلي، منذ تعيينها في 11 مارس(آذار) 2014، للمرة الثانية، ورغم أنها عندما تركت منصبها عام 2010، كانت لا تزال تتمتع بشعبية تفوق الثمانين في المئة، إلا أنها لم تستطع الترشح ثانية لأن قانون الانتخابات التشيلي يمنع الرئيس من البقاء في السلطة لولايتين متتاليتين.
باشيلي طبيبة أطفال، وأم عزباء، وابنة ألبيرتو باشيلي مارتينيز، الذي ظلّ وفياً لسلفادور أليندي، الرئيس الاشتراكي الذي قُتل بعد الانقلاب العسكري عام 1972.
عندما أصبحت هذه السياسية الاشتراكية أول امرأة في البلد تمسك بزمام الرئاسة قبل ثماني سنوات، شكّلت رمز تحوّل تشيلي إلى دولة ديمقراطية، بعد انتهاء حكم أوغستو بينوشيه العسكري المستبد عام 1990.
نجحت باشيلي في إضفاء طابع ديمقراطي على قوات البلد العسكرية وقدّمت الدعم لضحايا الحكم الديكتاتوري. وفي نهاية عام 2013، انتُخبت مرة ثانية لتخلف السياسي اليميني سيباستيان بينيرا. ومنذ ذلك الحين، تراجع المجالان السياسي والاقتصادي على حد سواء في تشيلي. رغم ذلك، تعهدت هذه الرئيسة بتحقيق عدالة اجتماعية أكبر في سوق تشيلي الحرة. وتقول إنها تريد منح التشيليين كلهم فرصة التعلم والحصول على الرعاية الصحية وراتب التقاعد. لكن خطة الإصلاح التي وضعتها ستواجه عقبات كبيرة نظراً إلى الركود الاقتصادي الحالي.
وبالنسبة لأمريكا اللاتينية ككل، ترى باشيلي أن المستقبل قد يكون لصالح النساء، سياسياً، حيث تقول: “في هذه القارة الكبيرة والمتنوعة، يُعتبر التغيير السياسي طبيعياً. لكننا كلنا موحدون في محاربة الفقر وعدم المساواة. ولا شك في أننا نستطيع رؤية التقدم الذي نحققه في المساواة بين الجنسين بشكل واضح. فيفوق عدد النساء في المناصب الرفيعة في أمريكا اللاتينية ما نراه في أوروبا”.
إلى جانب منصبها كرئيس، فإنها تشغل منصب نائب الأمين العام للأمم المتحدة المسؤولة عن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.