أهم الأخبارمحلي

معهد الأبحاث: نتصدى للتحديات التي تواجه الكويت في مجال الأمن المائي

قال مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية بالوكالة والمدير التنفيذي لمركز أبحاث المياه في المعهد الدكتور محمد الراشد أن مركز أبحاث المياه يتصدى للتحديات التي تواجه الدولة في مجال الأمن المائي، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية في الدولة وعلى رأسها وزارة الكهرباء والماء.

جاء ذلك في كلمة للراشد خلال الجولة الاستطلاعية التي قام بها وفد من وزارة الكهرباء والماء برئاسة الوكيل المساعد لتشغيل وصيانة المياه المهندس خليفة الفريج لمحطة أبحاث تحلية المياه التابعة لمعهد الكويت للأبحاث العلمية ولمصنع مياه كاظمة في منطقة الدوحة، بهدف الاطلاع على آخر مستجدات البحث العلمي في المحطة والمصنع، والتعرف على المعايير المستخدمة للتأكد من جودة مياه الشرب المعبأة “كاظمة” والمنتجة من آبار شاطئية باستخدام تقنية التناضح العكسي، والوقوف على آخر التطورات البحثية في مجال تحلية المياه إضافةً إلى المعالجات المطلوبة قبل وبعد التحلية وإطالة عمر المواد المستخدمة في المحطات، والتي يقوم بها فريق معهد الكويت للأبحاث العلمية في أحدث المختبرات محليا وعالميا.

وأكد الراشد أن مركز أبحاث المياه يقوم بتنفيذ عدة مشاريع بحثية للمساهمة في تكوين قاعدة صلبة من الموارد المائية، مؤكدا على أهمية هذه المشاريع لإدارة هذه الموارد وتعزيزها وحمايتها، بهدف تحقيق الأمن المائي لدولة الكويت.

وأضاف الراشد أن المركز اليوم يَضُم مجموعة من الوحدات والمختبرات البحثية التي تُركز على تطوير الابتكارات التقنية الـمُرتبطة بتحلية المياه ومعالجتها بسواعد كويتية متخصصة، لافتًا إلى أهمية وعمق العلاقة والتعاون بين المعهد والوزارة في مجال تحلية المياه ومعالجتها والحفاظ عليها.

وذكر الراشد أن معهد الكويت للأبحاث العلمية ممثلا بمركز أبحاث المياه يعمل حاليا على مشروع نمطي لتحلية مياه البحر باستخدام الطاقة الشمسية بالتعاون مع مراكز بحثية فرنسية وذلك في إطار اتفاقية التعاون العلمي والتقني التي تم توقيعها مؤخرا بين حكومتي دولة الكويت والجمهورية الفرنسية الصديقة، موضحا أن العمل قائم ومستمر للبدء بهذا المشروع بعد عامين، والذي يساهم من خلال التقنيات المستخدمة في الاستفادة من الطاقة الشمسية والحد من استهلاك الوقود الاحفوري في عملية التحلية.

وأوضح الراشد خلال الجولة في مختبرات ووحدات البحث العلمي في محطة الدوحة لأبحاث التحلية أن فريق مركز أبحاث المياه التابع للمعهد يقوم بعدد من المشاريع والأبحاث المهمة في مجال التحلية، متطرقا للتقنيات الحديثة المستخدمة في عملية تحلية مياه البحر، كالتحلية باستخدام تقنية التناضح المباشر، وصناعة وانتاج الأغشية في المحطة، والمعالجة الأولية واللاحقة للمياه، وإيجاد الحلول للتحديات والمشاكل الناتجة عن تفاعل مياه البحر مع المواد المختلفة المكونة لمحطات التحلية.

من جانبه قال مدير مصنع مياه كاظمة المهندس علي العدواني أن مياه الشُرب تعد من أكثر الموارد الحيوية والاستراتيجية أهمية، خصوصاً في دولة الكويت. وأوضح العدواني أن ازدياد عدد السكان وارتفاع النمو الاقتصادي والعمراني ومستوى المعيشة في الكويت، قد ترتب عليه زيادة في الطلب على المياه المعبأة النقية، مشيرا إلى أن الفرد في دولة الكويت يستهلك معدل 500 لترا من المياه يوميا، إذ أصبحت صناعتها من أهم الصناعات الوطنية، لتحقيق الأمن المائي وتنويع مصادر الاقتصاد الوطني.

وخلال جولة المسؤولين في مصنع مياه كاظمة أوضح العدواني أن مشروع مياه كاظمة يعد أحد مشاريع المعهد المهمة، فهو ثمرة لمشاريع بحثية قام بإنجازها المعهد خلال أكثر من عقدين من الزمن، بهدف إنتاج المياه المعبأة باستغلال آبار شاطئية باستخدام تقنية التناضح العكسي، وذلك بهدف توفير سلعة وطنية ذات نوعية ممتازة ومتوازنة في محتوياتها المعدنية وبدون استخدام مياه التحلية المنتجة من قبل الدولة.

وأكد العدواني أن هذا المشروع يهدف لتطوير طاقة إنتاجية إضافية من المياه المعبأة المحلية لتغطية حجم الطلب المتنامي على المياه المعبأة في دولة الكويت، وذلك للحد من الاعتماد على استيراد كميات هائلة منها لتَعويض النقص في الإنتاج المحلي.

وأشار العدواني إلى أن معهد الكويت للأبحاث العلمية هو أول مؤسسة بحثية تقوم بإنتاج مياه شرب محلاة معبأة وعالية الجودة من آبار شاطئية باستخدام تقنية التناضح العكسي، إذا يعد هذا المشروع فخرا لدولة الكويت كونها الدولة الأولى والوحيدة التي تقوم بإنتاج مياه شرب من الآبار الشاطئية في سبيل الحد من استهلاك مصادر مياه الشرب الأخرى.

وأفاد العدواني أن نوعية مياه الشرب الطبيعية تكون متوازنة كيميائياً ومثالية لصحة الإنسان بحيث تكون متعادلة في مكوناتها ويكون ذلك بوجود أملاح الكالسيوم والمغنيسيوم وأملاح البيكربونات وغيرها من العناصر النَزِرة التغذوية بنسب متوازنة، تساعد في تنمية صحة العظام ووظائف القلب، ولذلك توصي منظمة الصحة العالمية بضرورة تواجد هذه العناصر في مياه الشُرب، ونتيجة لذلك، يقوم معهد الكويت للأبحاث العلمية بإضافة تلك العناصر الضرورية لمياه كاظمة المحلاة لتكون من أفضل مياه الشرب المعبأة في العالم.

بدوره قال الباحث العلمي في المركز الدكتور منصور أحمد أن مركز أبحاث المياه يقوم بعدد من المشاريع الحيوية والمهمة في مجال تحلية المياه، إذ يحرص المركز على مواكبة التطور العالمي في مجال تحلية المياه عبر استخدام تقنية التناضح المباشر وتقنيات التقطير الغشائي وأنظمة التحلية بالتجميد، إضافة إلى قيام المركز بصناعة وإنتاج أغشية التناضح المباشر وأغشية النانو، لافتا إلى حرص المعهد على تدريب الكوادر البشرية الكويتية على استخدام تلك التقنيات بالتعاون مع الوزارة والجهات المعنية بالدولة.

وفي ختام الجولة  أعرب الوكيل المساعد لتشغيل وصيانة المياه في وزارة الكهرباء والماء المهندس خليفة الفريج عن عميق شكره لما يقوم به الباحثون في مركز أبحاث المياه التابع لمعهد الكويت للأبحاث العلمية من جهود جبارة في مجال أبحاث تحلية وتقطير المياه، وأكد الفريج والوفد المرافق على أهمية استمرار التعاون بين الجهتين في مجال تبادل الخبرات والمعلومات والاستشارات وتدريب الكوادر البشرية للوصول للغاية المنشودة وتحقيق الأمن المائي والتطور والازدهار لدولة الكويت.

يذكر أنه مُنذ تَأسيسه كجهة مُناط بها القيام بالبحث العلمي التطبيقي، حرص معهد الكويت للأبحاث العلمية على القيام بتنفيذ أنشطة بحثية مُتميزة في مجالات عدة، من بينها تلك المُتعلقة بتطوير تقنيات تحلية ومعالجة المياه، ولقد اهتم المعهد في ذلك بالتعاون مع وزارة الكهرباء والماء وجمهورية ألمانيا، وأسفَرت الجهود في هذا الاتجاه عن  تشييد وتجهيز وتشغيل محطة الدوحة لأبحاث تحلية مياه البحر في العام 1983.  ومنذ ذلك التاريخ اهتم المعهد بتكوين قاعدة من العلماء والمهندسين والفنيين الكويتيين المُتخصصين في أبحاث تطوير تقنيات معالجة مياه البحر وتحليتها، كما أُنجِزت عشرات من المشاريع البحثية للتغلُب على المشاكل التشغيلية التي كانت تُعيق انتشار تقنية التحلية بالتناضح العكسي، حتى أصبحت تُشكل اليوم أكثر من ٪60 من سوق تقنيات تحلية المياه المُستخدمة عالمياً.  ونجحَ الباحثون بهذه المحطة في ربط تقنيات تحلية متنوعة لإنتاج كميات مياه أكبر وبجدوى اقتصادية عالية، مع تطوير معدات لاسترجاع الطاقة، وقد نَتَجَ عن هذه الأبحاث تخفيض الطاقة المستهلكة في تقنية التناضح العكسي لخُمس الطاقة التي تَستَهلكها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.