الجيش الإسرائيلي: لا نريد الحرب مع حزب الله
قال اللواء احتياط عاموس يدلين، رئيس “معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي” التابع لجامعة تل أبيب، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية إنه طالما يواصل حزب الله الحفاظ على الهدوء، وطالما أن مواطني شمال إسرائيل لا يتعرضون لمخاطر، فإنه من الأفضل للجيش الإسرائيلي أيضا الامتناع عن الصدام مع المنظمة اللبنانية، وعدم المبادرة بأية عمليات عسكرية، إلا إذا بادرت الأخيرة بذلك.
وبيّن يدلين أن إسرائيل لا تمتلك الشرعية الدولية للدخول في حرب وقائية ضد حزب الله وأنه يمكن التفكير في شن حرب وقائية على غرار تلك التي شُنت في حزيران/ يونيو 1967 ضد مصر، حين تكون مسألة الحرب واقعة لا محالة، مشددا على أن الظروف الحالية غير مناسبة لعملية وقائية.
ورأى يدلين الذي كان يرأس شعبة الاستخبارات العسكرية بجيش الاحتلال الإسرائيلي إبان حرب لبنان الثانية 2006، أن “الدولة اللبنانية لم تدفع الثمن الكافي الذي كان ينبغي أن تتحمله إبان تلك الحرب، وأنه كان على إسرائيل التعامل بصورة أكثر قوة معها”.
وأرجع ذلك إلى استجابة الحكومة الإسرائيلية وقتها لضغوط المجتمع الدولي، وامتناعها عن توجيه ضربات عنيفة في لبنان، كاشفا أنه كان قد قدم توصية بوصفة رئيسا لشعبة الاستخبارات العسكرية، إضافة إلى رئيس هيئة الأركان العامة وقتها دان حالوتس، لتوجيه ضربات عنيفة في العمق اللبناني، لكن المستوى السياسي، ولا سيما رئيس الحكومة وقتها إيهود أولمرت قرر عدم تنفيذ تلك التوصيات.
وذهب يدلين إلى أن إحدى الطرق لاختصار أمد الحرب المقبلة مع حزب الله في حال اندلعت، هو توجيه ضربات في غاية العنف للبنية التحتية الوطنية اللبنانية، والتي تستخدمها مليشيات حزب الله في عمليات الدعم اللوجيستي، مشيرا إلى ضرورة أن تشهد الحرب المقبلة ضرب شبكات الكهرباء والمواصلات بالكامل.
ولفت إلى أن اللواء هارتسي هاليفي، من يتولى حاليا الشعبة التي كان يرأسها يدلين، كان قد صرح مؤخرا أن الدولة اللبنانية ستدفع ثمنا باهظا للغاية لو شنت مليشيات حزب الله هجمات ضد إسرائيل، مضيفا أن “من يستمع لقوله سيفهم أن هذا المفهوم أصبح راسخا لدى الجيش الإسرائيلي”، على حد قوله.
واعتبر يدلين أن إسرائيل فوتت الفرصة في حرب لبنان الثانية للحسم النهائي ضد “حزب الله”، وأشار إلى أن ما تحقق من انجازات في تلك الحرب من وجهة نظره، كان يمكن تحقيقها في حرب قصيرة وأقل كلفة، معتبرا أن أكبر الإنجازات التي حققها الحزب كانت تتعلق فيما بعد الحرب، ولا سيما استمرار تعزيز قوته، كما أن إسرائيل فشلت في الحصول على الشرعية لوقف تلك المنظمة عن هذه المسيرة.
ويزعم يدلين أن أفضل الإنجازات التي حققتها إسرائيل في تلك الحرب هي مسألة الردع القوي الذي تحقق وأبعد حزب الله عن الخط الحدودي حتى الآن، وأتى بحالة من الهدوء هي الأطول، حيث أصبحت قوات الجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل” في الجنوب بدلا من المليشيات الشيعية.
ودلل على حالة الردع التي يتحدث عنها بأن منظمة حزب الله كانت قبل حرب 2006 تعمل على اختطاف جنود إسرائيليين في كل مناسبة، وحققت نجاحا في ذلك بالفعل، وكانت تقدم على إطلاق صواريخ الكاتيوشا من آن إلى آخر، ولكنها حاليا لا ترد حتى على العمليات الكبرى التي نُسبت لإسرائيل، ومنها اغتيال شخصيات قيادية كبيرة تنتمي إليه.