البساطة والبهجة والرسائل الهادفة في حفل افتتاح الأولمبياد
نطلق حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2016 (أولمبياد ريو دي جانيرو 2016) باستاد ماراكانا وسط أجواء احتفالية هائلة بحضور 50 ألف متفرج، وقد بدأ بعرض مقطع مصور لاستعراضات رياضية من مختلف الألعاب.
وجرى تقديم فقرة فنية قصيرة رسمت من خلالها حدود مدينة ريو دي جانيرو على ملعب الاستاد ثم انطلقت عروض نارية تلاها رفع العلم البرازيلي مع ترديد النشيد الوطني للبرازيل من قبل المغني باولينيو دا فيولا.
وبعدها بدأت فقرة فنية تستعرض مراحل الحياة على أرض البرازيل ثم الغزو البرتغالي وهجرة الأفارقة وكذلك هجرة اللبنانيين والسوريين في أواخر القرن التاسع عشر ضمن الأحداث التاريخية المهمة بالبرازيل.
وفي دولة تعاني من تفاوت اقتصادي احتفى العرض بثقافة المناطق العشوائية التي تطل على شواطئ ريو الشهيرة وتحيط باستاد ماراكانا الشهير الذي يستضيف الافتتاح.
وتحلى المنظمون بالواقعية، حيث كانت مراسم الافتتاح بسيطة وقليلة التكنولوجيا في انعكاس للأوقات الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البرازيل.
وقد وجهت ريو دي جانيرو رسالة للعالم من خلال عرض صور من إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) يلقي الضوء على التغير المناخي المتمثل في ارتفاع معدلات الحرارة في مختلف المناطق بالعالم خلال الأعوام الأخيرة، وانحسار الجليد والتلوث البيئي بمعدلات عالية وبعدها بدأ دخول الوفود المشاركة.
وحظي فريق اللاجئين الأولمبي الذي يمثل اللاجئين من جميع أنحاء العالم، باستقبال حافل لدى دخوله تحت مظلة العلم الأولمبي، حيث تعالت هتافات الحضور بشكل كبير ترحيبا به في رسالة بارزة أخرى حملها حفل الافتتاح. ويتنافس فريق يمثل اللاجئين بعدة دول حول العالم ويضم عشرة رياضيين، للمرة الأولى في الأولمبياد تحت العلم الأولمبي. وتعالت هتافات الحضور بشكل كبير ترحيبا بفريق اللاجئين لدى دخوله قبل الفريق البرازيلي صاحب الضيافة.
وعلى هامش الحفل استخدمت الشرطة قنابل الصوت ضد مئات المحتجين على الاولمبياد بالقرب من الاستاد واصطفت الدبابات في الشوارع وواجه 50 ألف شخص حضروا الافتتاح طوابير استمرت لساعتين مع قيام البرازيل بأكبر عملية أمنية في تاريخها.
وتعيش البرازيل أشهر من الاضطرابات والفوضى ليس فقط في تنظيم الألعاب الاولمبية لكن في كافة أرجاء البرازيل التي تواجه أسوأ ركود اقتصادي في عقود وأزمة سياسية عميقة.