صحيفة روسية: أمريكا تحدث سلاحها النووى بـ”تريليون دولار”
أكدت صحيفة “نيزافيسيمايا جازيتا” أن خطط الإدارة الأمريكية بشأن تحديث السلاح النووى ستكلفها الكثير من الأموال، حيث ستصل تكاليف تحديث النووى الأمريكى لـ”تريليون دولار”، مشيرة إلى أنها أحدثت انشقاقا بين المشرعين الأمريكيين.
وأوضحت الصحيفة الروسية أن وزارة الخارجية الروسية أعربت عن قلقها الشديد من نية البيت الأبيض رفع كفاءة السلاح النووى فى أوروبا، وابتكار صاروخ بالستى جديد عابر للقارات، ويدور الحديث هنا عن خطط تحديث الترسانة النووية الأمريكية، التى تطرح بنشاط على البرلمانيين. ولكن، وكما اتضح، فإنه ليس جميع أعضاء الكونجرس ومجلس الشيوخ يقفون فى جبهة واحدة إلى جانب هذا الأمر.
في هذه الأثناء، أعلن مدير دائرة الحد من انتشار الأسلحة ومراقبتها فى وزارة الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف، أن روسيا ستأخذ بالاعتبار فى خططها العسكرية نية الولايات المتحدة تحديث القنبلة “B61-12″، وصنع صاروخ بالستى جديد عابر للقارات. وقال: “لا يدور الحديث عن علبة كبريت أو عن مسدس. ونحن نعلم أنه فى ظل إدارة أوباما، الذى بدأ بالحديث عن الإسراع فى بناء عالم خال من السلاح النووى، بدأت أكبر عملية لتحديث الترسانة النووية فى تاريخ الولايات المتحدة، والتى ستكلف تريليون دولار”.
وبحسب أوليانوف، فإن برنامج هذا التحديث يتضمن صنع أنظمة صاروخية وأنظمة تحكم، سيستمر عملها إلى أعوام 50-70 من القرن الحالى. “أى أنه برنامج بعيد المدى لم تشهد الولايات المتحدة مثيلا له من قبل. والرؤوس النووية المذكورة هى الجزء الرئيس من برنامج تحديث كبير يشمل وسائل نقلها الاستراتيجية”.
وكانت نائبة وزير خارجية الولايات المتحدة روز جوتمولر قد أشارت فى بداية فبراير الماضى إلى نية البيت الأبيض تحديث السلاح النووى التكتيكى الموجود فى أوروبا. كذلك، أشارت حينها إلى أن واشنطن تنوى توحيد بعض أنواع قنابل B61 النووية في معيار “B61-12”. وأضافت أن “هذا النوع يجب أن يخضع لبرنامج إطالة مدة خدمتها لتحل محل الأسلحة التقليدية القديمة”.
ولكن هذا بحسب قولها لن يؤدى إلى رفع كفاءة وقدرة هذه القنابل الذرية، إذ “لن ترتفع القدرة الحربية لقنابل “B61-12″، بل ستبقى تعادل قدرة B61. كما أن عدد الأسلحة الأمريكية فى أوروبا سيبقى كما هو عليه اليوم، أو قد يتم تقليصه. وسيكون بإمكان الولايات المتحدة تقليص عدد قنابل الجاذبية فى ترسانتها النووية”.
ولكن، تبين أن برنامج البيت الأبيض بشأن تحديث الأسلحة النووية التكتيكية لم يحصل على موافقة المشرعين الأمريكيين. فقد كتب يوم 20 يوليو الماضى عشرة أعضاء من الحزب الديمقراطى فى مجلس الشيوخ رسالة إلى الرئيس اوباما يقترحون فيها عليه التخلى عن خطط التحديث الشامل للأسلحة النووية الاستراتيجية، وانتهاج سياسة لن تكون الولايات المتحدة بموجبها البادئة فى استخدام وسائل الهجوم النووية وتلغي خطط توجيه ضربات وقائية نووية.
كما طلبوا فى رسالتهم من القوات الجوية الأمريكية وقف برنامج تصميم صواريخ نووية مجنحة جديدة، والتى يجب أن تحل محل الصواريخ القديمة “جو-أرض”؛ لأن إنتاج الصواريخ من هذا النوع الجديد يكلف الخزينة 20 مليار دولار.
من جانب آخر، سبق أن أرسل أعضاء من الكونجرس يمثلون الحزبين الجمهورى والديمقراطى رسالة إلى وزير الدفاع آشتون كارتر تتضمن تأييدهم لبرنامج تحديث الأسلحة النووية.