“ترامب” يعلن إفلاسه 6 مرات في أقل من 18 عامًا
في ظل رفض المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية الحديث عن سجلاته الضريبية، على عكس مرشحي الرئاسة السابقين في التاريخ، أثيرت تساؤلات حول مملكة ترامب المالية في ظل إعلان إفلاسه 6 مرات منذ 1991 وحتى 2009.
وبنى ترامب إمبراطورية أميركية من لاس فيجاس إلى نيويورك من الفنادق الفاخرة والكازينوهات، وقدرت فوربس ثروة ترامب في عام 2011 بنحو 2.7 مليار دولار، بعد إعلانه للإفلاس مشروعاته 6 مرات في أعوام 1991، 1992 و2004 وآخرهم 2009، محتميا بالفصل الحادي عشر من القانون الأمريكي.
ويختص الفصل الحادي عشر من القانون الأميركي والمعروف بقانون الإفلاس، والمختص بإعادة تنظيم الشركات المتعثرة لإبقائها قائمة وسداد المديونيات في فترات أطول، ويمكن للأفراد أو الشركات إعلان الإفلاس وفقا للقانون وطلب الإغاثة.
وكان إفلاس ترامب الأول مرتبط أكثر بأمواله الشخصية في عام 1991، فقد مول بناء كازينو تاج محل في اتلاتنك سيتي بولاية نيوجيرسي الأميركية بقيمة تجاوزت مليار دولار آنذاك، وبنهاية العام ذاته تخطت مديونية الكازينو ما يقرب من 3 مليارات دولار، وسدد ترامب آنذاك ما يقرب من 900 مليون دولار من مطالبات المديونية، الأمر الذي انتهى بطلب الإغاثة وفقا للفصل 11 وباع آنذاك نصف حصته في الكازينو ويخت وإحدى شركاته للطيران وفقا لصحيفة الواشنطن بوست في تقرير بتاريخ ديسمبر 1991.
وفي غضون عام من إعلان الإفلاس الأول حققت إحدى قاعات القمار في فيلادلفيا خسارة كبيرة تخلى على أثرها ترامب وفقا لقانون الإفلاس عن 50% من حصته في الصالة وتخلي عن سندات أميركية بقيمة 338 مليون دولار، تلاها في عام نفس العام أعلن ترامب وشريكه رجل الأعمال الأميركي وليام فيسك إفلاس فندق آخر في اتلانتيك سيتي الذي افتتح عام 1984 بقيمة تكلفت 210 مليون دولار، وصلت مديونية الفندق إلى 250 مليون دولار بحلول عام 1992 وتراجعت التدفقات النقدية للفندق بنحو 80%.
ثم في نفس العام أعلن ترامي إفلاس فندق آخر من سلسلة بلازا في مانهاتن بولاية نيويورك الذي افتتح عام 1988 بتكلفة بلغت 390 مليون، وتراكمت الديون لتتخطى حاجز 550 مليون دولار، وفي ديسمبر 1992 تخلى ترامب عن حصة 49% من حصته في الفندق للدائنين.
وفي عام 2004 أعلن ترامب مرة أخرى إفلاسه في سلسلة كازينوهات متفرقة بين ولاياتي نيوجيرسي وانديانا لتتراكم الديون بقيمة 1.8 مليار دولار، لتصل حصته في الملكية إلى 27% من 47%، لكنه بقى المسؤول عن الإدارة وفقا للاتفاق مع المحاكم الأميركية آنذاك، وقالت الاسوشيتد برس في تقريرها في منتصف نفس العام أن إعلان ترامب إفلاسه لشركة تمثل أقل من 1% من صافي ثروته يثير الشكوك.
وكان آخر إعلان ترامب للإفلاس في 11 فبراير 2009 بعد خسارة فادحة في سلسلة منتجعات ترفيهية في مناطق مختلفة في الولايات المتحدة، وتراكمت الديون جراء الركود الاقتصادي بعد الأزمة المالية العالمية، الأمر الذي خفض حصة ترامب في الملكية إلى 10%.
وقال خبراء لـ«المصري اليوم»، إن عدد 6 مرات إفلاس خلال تاريخيه خلال 25 عاما، ليست بالكم الكبير، في حين أكد آخرين أن ترامب يمتلك عددا كبيرا من الشركات غير المكتملة التي تمول عن طريق اتخاذ الدين مما يؤثر عل المودع الأميركي ودافعي الضرائب.
وقال أدم فيفت أستاذ الاقتصاد بجامعة جاورج تاون لـ«المصري اليوم»، إنه لا يلوم المرشح الجمهوري على فشله لكنه يلوم النظام المالي الأميركي الذي يسمح «بأمثاله» أن يستخدموا القانون «بسلسة متوالية من الفشل الفردي في الاستثمار.»
وأشارت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون إلى ديون ترامب في إحد خطابتها قائلة :«أطلق على نفسك ملك الدين، فهناك الكثير من رجال الأعمال العظام لم يتخذوا طريق الديون ولا مرة.»
وكان الناتج لسلة التعثرات التي شهدتها استثمارات ترامي أنه حصل على مزايا ضريبية هائلة بسبب صفقات مالية كبيرة تخلي فيها عن أجزاء من حصص الملكية مقابل سداد الديون، الأمر الذي دفع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن تظهر السجلات الضريبية للمرشح في عام 1995 والتي خسر فيها ما يقرب من 916 مليون دولار، ولكن الخبراء أكدوا للـ «المصري اليوم» أن استثمارات ترامب شهدت الكثير من الخسارة في أوائل التسعينات وفي أعقاب الأزمة المالية العالمية، لكن حتى الآن لا توجد تقارير واضحة لإثبات ذلك.
من ناحية أخرى ارتفعت توقعات التصويت لكلينتون في استطلاعات نيويورك تايمز إلى 44% مقابل 41% لترامب، بعد سخرية الممثل أليك بالدوين في برنامج «ساترداي نايت لايف» الكوميدي على قناة أن بي سي الأميركية والذي اذيع في وقت متأخر من مساء السبت بتوقيت العاصمة واشنطن، والتي قدم فيها ردودا روتينية على قضايا الوظائف والاقتصاد بشكل ساخر، الأمر الذي تصدر عناوين الصحف الأميركية صباح اليوم بقول بالدوين مقلدا ترامب على عكس حقيقة ما شهدته المناظرة الأولى لمرشحي الرئاسة :«خلاصة الكلام أني فزت بالمناظرة وتحليت بالهدوء مثلما وعدت وانتهى الموضوع، تصبحون على خير.»