أهم الأخبارمحلي

سمو الأمير: ندرك حجم التحديات التي تواجه كوكبنا

أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، اليوم الثلاثاء، التزام دولة الكويت بمشاركة المجتمع الدولي في دعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لمكافحة ظاهرة تغير المناخ.
كما أكد سمو أمير البلاد في كلمة خلال الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ بمراكش أن الكويت وضعت وبشكل طوعي الخطط المدروسة القائمة على أسس علمية واقتصادية وفق ما توفر لها من إمكانات لإعادة تأهيل منشآتها النفطية وذلك التزاما منها بتعهداتها الدولية.
وفيما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين.
جلالة الأخ الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون أصحاب المعالي والسعادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرني بداية أن أتقدم لأخي جلالة الملك محمد السادس وإلى حكومة وشعب المملكة المغربية الشقيقة على ما لمسناه من حفاوة في الاستقبال وكرم الضيافة والإعداد المتميز لهذا اللقاء كما أهنئ معالي السيد صلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون في المملكة المغربية الشقيقة على انتخابه رئيساً لهذا المؤتمر.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو يأتي لقاؤنا اليوم في هذه المناسبة الدولية الهامة وبهذا المستوى المرموق من المشاركة دليلاً على حرص جلالة الملك على تحقيق ما نسعى ونتطلع إليه من معالجة جادة لظاهرة التغير المناخي وعلى إدراكنا لحجم التحديات التي يواجهها كوكبنا وبيئته الحاضنة لحياتنا والمحيطة بأرضنا وذلك بعد أيام قليلة من دخول اتفاق باريس حيز النفاذ الذي يعكس سعينا الجاد لإصلاح النظام المناخي وحماية كوكبنا وبيئته وصولا لاستعادة توازنه.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو أكدت بلادي الكويت التزامها بمشاركة المجتمع الدولي في دعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لمكافحة ظاهرة تغير المناخ من خلال مشاركتها الفعالة والمستمرة في المفاوضات الرامية للحد من الآثار السلبية لهذه الظاهرة وذلك استنادا لمبادئ وأحكام اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ وما تلاها وصولا إلى اتفاق باريس وتنفيذها باعتبارها الأدوات القانونية الملزمة وأساس التعاون المشترك مع الأخذ بالاعتبار تباين الأعباء وتفاوت القدرات ومستويات التنمية المستدامة في الدول النامية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو التزاما من بلادي الكويت بتعهداتها الدولية فقد وضعت وبشكل طوعي الخطط المدروسة القائمة على أسس علمية واقتصادية وفق ما توفر لها من إمكانات لإعادة تأهيل منشآتها النفطية حيث يسعى القطاع النفطي لتبني استراتيجية جديدة تقوم على أسس علمية واقتصادية تهدف إلى الحد من الانبعاثات بالإضافة إلى وضع آليات لتطبيق وتحسين كفاءة الطاقة بما لا يخل بمصالحها الأساسية والتزاماتها في تطوير الصناعة النظيفة واضعين بالاعتبار الاستفادة من البرامج والآليات المقررة في إطار الاتفاقية.
كما تسعى دولة الكويت وبشكل طوعي إلى إدخال الطاقات المتجددة ضمن مشاريعها التنموية لضمان استدامة إمدادات الطاقة للأجيال القادمة مساهمة منها بالحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي ومشاركة المجتمع الدولي جهوده الرامية إلى حماية النظام المناخي لصالح أجيال الحاضر والمستقبل.
وفي هذا السياق أود أن أؤكد لكم بأننا بصدد الانتهاء من الإجراءات الدستورية للمصادقة على اتفاق باريس للمناخ.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو إننا نتطلع وبأمل كبير أن ينعكس ما لمسناه من وعي وإدراك عالميين في التعاون من أجل الحد من آثار تغير المناخ على مؤتمر مراكش ليشكل نقطة تحول في معالجة آثار تلك الظاهرة والحد منها والعمل على تحقيق الأهداف التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر باريس وذلك من خلال تبني قرارات لمرحلة ما قبل 2020 وبعدها على ضوء التعديلات التي أدخلت وأقرت في مؤتمر الدوحة وتنفيذ بنود اتفاق باريس.
كما تأمل بلادي الكويت بأن تلتزم الدول المتقدمة بدورها الرائد في خفض الانبعاثات ومساعدة الدول النامية من خلال إيجاد مصادر لتمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات للتكيف مع الآثار السلبية الناتجة عن تغير المناخ والآثار السلبية الناتجة عن تدابير الاستجابة لتخفيف آثار تغير المناخ وبشكل خاص الدول التي تعتمد اقتصاداتها على انتاج وتصدير الوقود الأحفوري كمصدر رئيسي ووحيد للدخل.
وفي الختام أكرر الشكر لكم جميعا متمنيا لأعمال اجتماعنا كل التوفيق والسداد.

وكانت قمة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية «كوب 22» بدأت أعمالها في مدينة مراكش المغربية، اليوم الثلاثاء، بمشاركة دولة الكويت بوفد يترأسه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

ويترأس القمة العاهل المغربي الملك محمد السادس بحضور نحو 80 من قادة ورؤساء الوفود المشاركة بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وتعد هذه القمة الاجتماع الأول للأطراف في اتفاق باريس التاريخي الذي دخل حيز التنفيذ في الرابع من نوفمبر الجاري حيث سيواصل مؤتمر كوب 22 ما بدأ به مؤتمر باريس كوب 21 في العام الماضي بهدف ترجمة العديد من المحاور المتفق عليها على أرض الواقع.

وتشارك في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ بمراكش الذي ينعقد في الفترة من 7 إلى 18 نوفمبر الجاري أكثر من 190 دولة، فضلا عن ممثلين عن عشرات المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية المعنية بالتغير المناخي.

يذكر أن الكويت من الدول السباقة في التوقيع والمصادقة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في 28 ديسمبر 1994 والتي أصبحت نافذة في 28 مارس 1995 كما وقعت بروتوكول «كيوتو» الملحق بها في عام 2005.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.