سيماهم في وجوههم.. برنامج ذكي للتعرف على شكل المجرمين
هل تستطيع الحكم على الآخرين من خلال معالم وجههم فقط؟ هذا ما يسعى إليه برنامج ذكاء اصطناعي للتفريق بين الأبرياء والمجرمين بناء على شكل الوجه وخصائصه..فهل يمكن الوثوق بقراره؟ والسؤال الأكبر الذي يطرح نفسه.. هل هناك شكل عالمي للمجرم أو المجرمة؟
أشارت أبحاث سابقة جدلا كبيرا عندما اقترحت أن تحديد البراءة والإدانة أمر ممكن من خلال قراءة تعابير وشكل الوجه.
كيف؟
كان العالم المتخصص بالجريمة في القرن التاسع عشر سيزار لومبروسو اقترح أن بعض الناس يولدون مجرمين ويتجسد هذا الامر في بعض خصائص الوجه. هذه النظرية التاريخية أثبتتها مؤخرا دراسة نفسية في جامعة كورنل، حيث تبين أن الناس عادة ما يكونوا دقيقين في التعرف على المجرمين بناء على شكل الوجه.
وأجرت جامعة جاو تونغ في شانغهاي دراسة مماثلة أثبتت دقتها 89.5%. إذ جمع الباحثون صور 1856 رجلا صينياً نصفهم مجرمون، وتم تدريب الآلة الذكية عبر خوارزميات معينة على دراسة تعابير المجرمين.
تمحور التدقيق حول التجور فوق الشفة العليا والمسافة القصيرة بين العينين والمثلث الصغير بين الأنف والفم.
ورغم أن هذه الدراسة تطرح أسئلة أكثر مما تجيب عنها، إلا أنها لن تكون صاحبة القرار في تحديد قرار البراءة والإدانة. ولعل السؤال الذي يتبادر للذهن، هل يوجد الإجرام في الحمض النووي للبشر حقاً فيبدو على المحيّا؟
وهل سيؤدي ذلك مستقبلا إلى إزعاج حركة المسافرين برا وبحرا وجوا عبر مراقبة صورهم على رخصة القيادة وجواز السفر، فتصبح صورة الهوية الشخصية دليل إدانة بدلا من إثبات هوية؟
ما زالت كل هذه الاحتمالات حتى يومنا هذا قيد الدراسة والبحث والنقاش من قبل كبرى شركات العام التكنولوجية بما فيها غوغل ومايكرسوفت وIBM، التي تعمل على قدم وساق لتحديد “الخطوط الأخلاقية العريضة” لاستخدام الذكاء الاصطناعي بما ينفع البشرية ويطورها.