إعادة النظر في خطة تحرير الموصل تهدف للحفاظ على الارواح والبنية التحتية
طرح إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اعادة النظر بخطة تحرير الموصل من قبضة ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) يوم الثلاثاء الماضي العديد من التساؤلات حول أسباب هذا القرار وخلفياته.
وفي رأي العديد من المحللين السياسيين ان السبب في ذلك يعود الى كثرة عدد الضحايا الذين سقطوا في صفوف المدنيين منذ انطلاق المعركة ما استدعى تغيير الاستراتيجية وكذلك سعي القيادة العراقية للحفاظ على البنية التحتية للمدينة الأمر الذي اضطر العبادي وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة على اتخاذ القرار بإعادة النظر في خطة عملية تحرير الموصل التي انطلقت منذ نحو الشهرين وذلك بهدف التقليل من عدد الضحايا في صفوف العسكريين والمدنيين.
وفي هذا السياق قال هشام الهاشمي وهو محلل عراقي متخصص في شؤون (داعش) لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انه بعد اعلان العبادي فإنه على القيادة المشتركة اعادة النظر بالقيادة الميدانية لادارة المعركة بأسرع وقت ممكن وتجنب حصول مغامرة على حساب ارواح المقاتلين لافتا الى ان الكثافة النارية تكتيك عسكري فاشل في الرد على المصادر النارية في المدن المغلقة ويجب اعادة النظر بالخطط العسكرية وخطط المحافظة على سلامة المدنيين.
واشار الهاشمي الى ان عملية استعادة الموصل كانت بحاجة الى مراجعة ووضع اهداف عملية (قادمون يا نينوى) على رأس سلم الاولويات كما يجب ان تتم مراجعة شاملة لحماية القوات التقليدية وعدم الزج بها في مناطق غير مؤمنة تحتاج الى قوات خاصة.
وأضاف ان ارتفاع نسبة الضحايا والتدمير في البنى التحتية يلزم مراجعة الخطط وتبديلها بما هو مناسب.
واكد الهاشمي ان اعادة النظر تقتضي منع حصول (داعش) على ملاذات آمنة بين النازحين والمدنيين وتدمير الانفاق ومعامل التفخيخ وكشف ابراج القنص واسناد القوات الخاصة بمروحيات (اباتشي).
واوضح انه عندما يتعلق الامر بالاحياء السكنية المغلقة والمليئة بالمفاجآت والكمائن فإنه في الكثير من الاحيان لا يبدو هناك اختلاف كبير بين تلك الاحياء وبين معركة (كوباني) في سوريا التي نتج عنها دمار كبير للمدينة.
وشدد على ان اعادة النظر لا بد لها من اهداف مثل تعزيز القوات الخاصة بقوات نخبة من الشرطة وتقويتها وتوفير الامكانات التي تفرز في النهاية نصرا كاملا معتبرا ان هناك وقتا كافيا متاحا لمقاتلة (داعش) بصورة حاسمة.
واشار الى ان تنظيم (داعش) وبعد هزيمته في احياء الساحل الايسر بات يستهدف الاحياء المحررة بقصف عشوائي نتج عنه خلال 30 يوما سقوط قرابة 1200 مواطن بين قتيل وجريح.
وكان رئيس الوزراء العراقي اعلن الثلاثاء الماضي تغيير كامل الخطط العسكرية لمعارك تحرير الموصل التي تقترب من دخول شهرها الثالث مشيرا الى ان الطيران العراقي يلعب دورا مهما في المعارك التي اكد انها وصلت الى مراحلها الاخيرة لافتا الى وضع خطة متكاملة لاعادة النازحين الى مناطقهم الاصلية بعد تحريرها.
وجاء اعلان العبادي في وقت اشارت مصادر عسكرية الى ان القوات العراقية تتقدم ببطء باتجاه تحرير مركز مدينة الموصل بسبب وجود المدنيين والمقاومة الشرسة لمسلحي (داعش) واستخدامهم المفخخات والقناصين موضحين ان المعارك في احياء المدينة بدأت تتحول الى حرب شوارع وسط وجود اكثر من مليون مدني ما زالوا في مساكنهم بالمدينة.
يذكر ان القوات العراقية المشتركة وبمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي تواصل منذ 17 اكتوبر الماضي عملية استعادة الموصل من قبضة التنظيم المذكور وذلك بعد اعلان العبادي فجر ذلك اليوم انطلاق عملية تحرير نينوى وعاصمتها الموصل وهي ثاني اكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد واكبر مدينة تقع حاليا في قبضة (داعش) بالعراق علما بأنها كانت اولى المدن التي سيطر عليها التنظيم في صيف عام 2014 قبل ان يجتاح شمالي وغربي البلاد.