الرئيس الغانم: كيف يكون هناك حديث عن فساد وليس هناك فاسدون؟!
أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ضرورة سد الثغرات القانونية ومجالات التلاعب من أجل تقديم كل فاسد أو متجاوز للعدالة.
وقال الغانم في كلمته باحتالفية اليوم العالمي لمكافحة الفساد التي نظمتها الهيئة العامة لمكافحة الفساد وجمعية الشفافية الكويتية بمبنى صباح الأحمد بالمجلس اليوم أن الشفافية إحدى أهم الركائز الرئيسية في تحقيق الحكم الرشيد.
وشدد الغانم على وجوب احترام جميع الدوائر الرقابية والتدقيق من مجلس الأمة وديوان المحاسبة وهيئة مكافحة الفساد وجهاز المراقبين الماليين والصحافة والإعلام والمؤسسات المجتمعية.
وأضاف أن كثرة الحديث عن الفساد دون تحديد هوية الفاسدين ومعاقبتهم يبعث على اليأس ويدخل الناس في مأزق الاعتياد على وجود فساد وهنا تكمن الخطورة.
وأكد على ضرورة تكريس آليات المراقبة بشكل احترافي بما يضمن الموافقة على كل ما هو قانوني وسليم اجرائيا.
وفيما يلي نص كلمة الغانم في الاحتفالية :
‘الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق ، محمد بن عبدالله ، النبي الامين وعلى آله وصحبه أجمعين
السادة أعضاء مجلس الامة
السادة الحضور من الهيئة العامة لمكافحة الفساد وجهاز المراقبين الماليين وجمعية الشفافية
ضيوفنا الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرحب بكم في مجلس الامة ، بيت الشعب
وأحيي القائمين على هذه الاحتفالية التي تقام بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد والذي يدور حول محور شديد الأهمية ألا وهو الشفافية وسبل محاربة الفساد
قبل كل شيء
لنتفق على ان الأمن الوطني هو حجر الزاوية في أي بناء تنموي وأية نهضة وطنية
وان هذا الأمن هو بوابتنا لتحقيق الاستقرار الضروري لأية تنمية مستدامة
ولكن علينا أن نتفق على ان تلك المرتكزات المذكورة لن تتم دون عناصر ثلاث رئيسية وهي الحريات وسيادة القانون والحكم الرشيد
واحدى أهم الركائز الرئيسية في تحقيق الحكم الرشيد هو تطبيق مباديء الشفافية والتكاشف والعمل في النور
أتحدث عن الشفافية التي من خلالها نعرف كيفية تطبيق القانون ومآلاته
أتحدث عن الشفافية التي تكشف مواضع الخلل والفساد
أتحدث عن الشفافية التي تحدد من هو المسؤول عن أي خلل أو تقصير أو اعتوار ، وكيفية محاسبته
أعرف أيها الأخوة اننا ازاء موضوع الشفافية ومحاربة الفساد ، نقف جميعا أمام معضلتين بنيويتين مزمنتين وهما
كيف يكون هناك حديث عن فساد وليس هناك فاسدون
وكيف تحت شعار التشدد في محاربة الفساد نقع في دائرة تعطيل الأعمال والانجاز ، واطالة الدورة المستندية
علينا أن نعترف ان كثرة الحديث عن الفساد دون أن نجد هناك فاسدين يتم معاقبتهم ، أمر يبعث على اليأس والقنوط ، وقد يدخل الناس في مأزق الاعتياد على وجود فساد ، وهنا تكمن الخطورة
كما ان علينا الاعتراف ان كثيرا من المشاريع قد تم تعطيلها بحجة وجود شبهات فساد
اذن نحن أمام استحقاقين مهمين
الأول
هو ضمان ان نكرس كل آليات المراقبة ، ولكن بشكل احترافي وسلس ومتدفق ، يضمن أخيرا أن تتم الموافقة على كل ما هو قانوني وسليم اجرائيا من دون ان تتحول تلك الآليات والهيئات الرقابية الى بؤر بيروقراطية شديدة الترهل والبطء
بمعنى آخر
علينا احترام كل دوائر المراقبة وسلطات التدقيق ، من مجلس الامة وديوان محاسبة وجهاز مراقبين ماليين وجهاز مناقصات وصحافة واعلام وجمعيات ومؤسسات مجتمعية مختصة بأعمال الرقابة والمحاسبة والحكم الرشيد ، وفي ذات الوقت ضمان تنظيم هذا النوع من العمل الرقابي ، بحيث لا تتحول الى وسيلة لاجهاض اي مشروع او اجراء او قرار صائب من شأنه دفع عملية البناء في المجتمع
اما الاستحقاق الثاني
فهو ضرورة سد كل الثغرات القانونية ومجالات التلاعب والتنصل والحيل الاجرائية من اجل تقديم كل فاسد او متجاوز للعدالة
أعرف بان هذين الاستحقاقين يتطلبان عملا طويلا ومجهودا كبيرا ، لكن علينا أن نبدأ من الآن
وهنا
أريد الإشارة نقطة مهمة
وهي ان عملية تطوير الأدوات والاليات الرقابية هو استحقاق دائم علينا كبرلمانيين القيام به
ولعل أقرب مثال زمني على أهمية متابعة هذا النوع من التطور الرقابي ، هو ما قام به المجلس السابق من خطوات مهمة في هذا الاتجاه ومنها انشاء جهاز المراقبين الماليين وعقد جلسات مفتوحة لأول مرة بحضور ديوان المحاسبة لمناقشة ملاحظات الديوان على كل وزارة ، إضافة الى التعديل المهم الذي قام به المجلس على قانون الخدمة المدنية ، حيث تمت إضافة فقرة جديدة للمادة 36 من القانون مكنت ديوان المحاسبة من تفعيل دوره في توقيع عقوبات تأديبية على الموظفين المرتكبين لمخالفات مالية ، وبالفعل تم منذ إقرار هذا التعديل إحالة 36 موظفا قياديا لمحاكمات تأديبية .
وأخيرا
أتمنى لملتقاكم هذا ، ان يساهم ولو بجهد بسيط في تسليط الضوء على تلك القضايا والملفات ، مؤكدا باسمي وباسم كافة أعضاء مجلس الامة عن الاستعداد الكامل لأية مساهمة منا في سبيل انجاح مهمتكم
أشكركم مرة أخرى على حضوركم ، متمنيا لملتقاكم كل التوفيق والنجاح
والسلام عليكم ورحمة الله