وزير خارجية النمسا: المعركة ضد التطرف تتصدر أولوياتنا
قال وزير خارجية النمسا سيباستيان كورتس الرئيس الدوري لمنظمة الأمن والتعاون في اوروبا لعام 2017 ان المعركة ضد التطرف تتصدر أولويات الرئاسة النمساوية للمنظمة.
ونقلت وسائل الاعلام المحلية كلمة الوزير النمساوي مساء امس الخميس التي استعرض فيها البرنامج الذي سيطبقه اثناء رئاسة بلاده منظمة الأمن والتعاون في اوروبا ابتداء من مطلع يناير المقبل ولمدة عام واحد خلفا لألمانيا.
وركز كورتس خلال عرضه البرنامج على ثلاثة اخطار رئيسية يتعين على الدول ال57 الاعضاء في المنظمة مواجهتها واهمها التزايد المستمر للنزاعات العسكرية وتهديد الأمن الداخلي بسبب ارتفاع وتيرة التطرف والإرهاب وفقد الثقة بين الدول ومواطنيها من جهة وحرص المؤسسات والمنظمات على حماية حرياتها وقيمها من جهة ثانية.
وشدد على القول ان “انتشار التطرف العنيف هو احد أكبر التحديات في عصرنا ما يوجب على منظمتنا استخدام كل الوسائل المتاحة للوقاية منه وتكثيف التعاون الإقليمي وتبادل المعلومات بين الدول الاعضاء والمتعاونين معها وحماية حقوق الإنسان والديمقراطية وكذلك إشراك جميع فئات المجتمع في جهود إرساء اسس راسخة للاستقرار الداخلي”.
وأكد وزير الخارجية النمساوي ان بلاده ستعمل اثناء رئاستها للمنظمة في عام 2017 “كوسيط نزيه” لتعزيز الحوار والتعاون بين اعضاء منظمة الأمن والتعاون في اوروبا.
وتعهد بأن تسعى نحو التأكيد على الإرادة المشتركة من منظور طويل الأجل لهذه المنظمة التي تأسست في عام 1975 ووضعت مخرجاتها في وثيقة هلسنكي الختامية للتغلب على الحرب الباردة السابقة.
واختتم كلمته بالقول “ان مشاركتنا في منظمة الأمن والتعاون هي من أجل المساهمة في تحسين الوضع الأمني لمجتمعاتنا ونزع فتيل الصراعات الحالية ومكافحة التطرف والعمل على إعادة بناء الثقة بين الدول المشاركة في المنظمة”.
وتكتسبت رئاسة منظمة الأمن والتعاون أهميتها السياسية مجددا بسبب النزاع في أوكرانيا حيث يعتزم رئيس المنظمة الجديد وزير خارجية النمسا سيباستيان كورتس تعزيز الاتصالات مع روسيا في محاولة لايجاد حل لهذا النزاع.
ورغم تصريحاته الأخيرة التي اتهم فيها روسيا بتجاوز ما وصفه ب”عدة خطوط حمراء” فإن الوزير كورتس اقر في ذات الوقت بانه لن يكون هناك سلام في أوروبا بدون موسكو.
وابلغت مصادر رسمية داخل مقر المنظمة الأوروبية في فيينا وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الوزير النمساوي يخطط لزيارة روسيا وأوكرانيا فور توليه مهام منصبه في يناير من أجل البحث عن حلول لهذه الازمة.
وعلى صعيد متصل اعتبر مصدر رسمي في وزارة الخارجية النمساوية في تصريح لـ (كونا) رئاسة هذه “المنظمة المهمة تحديا لوجستيا كبيرا في المقام الأول فهناك نحو مئة بند سياسي تمتد بين مكافحة الاتجار بالنساء وصولا إلى مراقبة الانتخابات”.
وأضاف المصدر ان العام المقبل سيشهد اتخاذ قرارات مهمة حول رئاسة المنظمة ولاسيما ما يتعلق باختيار أمين عام جديد لها حيث ان الولاية الثانية والاخيرة للدبلوماسي الإيطالي لامبرتو زانير تنتهي في يونيو المقبل.
ويرى العديد من المراقبين ان رئاسة النمسا لمنظمة الامن والتعاون في أوروبا تأتي في ظروف صعبة ومعقدة جدا “لكنها ستواصل جهدها وستعمل كجسر بين الشرق والغرب اعتمادا على نهجها القائم على توافق الآراء”.
من جهتهم اكد ممثلو المنظمة في فيينا ان المنظمة حققت بالفعل الكثير من اجل الحد من التوتر بين دولها واعتبروا جلوس الأطراف المتنازعة حول طاولة المفاوضات ومواصلة هذا النهج نجاحا للمنظمة.
غير ان حالة عدم اليقين بشأن مسار السياسة الخارجية للحكومة الأمريكية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب ولاسيما من ناحية ما اثير مؤخرا حول “سباق تسلح نووي” تثير مخاوف قيادة المنظمة.
وتنشر منظمة الامن والتعاون في أوروبا 17 بعثة في البلقان والقوقاز وآسيا الوسطى وتعقد اجتماعاتها الأسبوعية في مقرها بفيينا لسفراء دول المنظمة البالغ عددها 57 دولة.