رئيس الوزراء التركي يأمل بتحول وقف إطلاق النار في سوريا إلى سلام دائم
أعرب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم اليوم الجمعة عن أمله في أن يتحول اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا إلى سلام دائم وأن يتوقف قتل المزيد من المدنيين والأبرياء.
وقال يلدرم في تصريح من العاصمة التركية أنقرة “آمل أن يحمل عام 2017 السلام والإخاء” مذكرا بالدور الفعال الذي لعبته تركيا من أجل تحقيق اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا إلى جانب روسيا متمنيا أن يحمل العام الجديد الخير والبركة لتركيا والمنطقة لما من شأنه خدمة تحقيق السلام والأخوة والوحدة وزيادة توطيد التضامن.
وحول وجود جدول زمني لإجراء اتصالات من أجل تحقيق تحول ديمقراطي في سوريا بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية قال يلدرم “إن هذه العملية مفتوحة للجميع لأن هذه العملية توقف إطلاق النار وأعمال القتل ولا أحد يقبل بتدمير شعب كامل في حرب لا معنى لها ولذلك فإن الأمم المتحدة والولايات المتحدة والتحالف وجميع القوى التي لم تتورط في الإرهاب معنية بالمشاركة في هذه العملية التي تهدف لتحقيق السلام والأخوة”.
وعن تنفيذ المقاتلات الروسية ضربات جوية ضد أهداف لما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في محيط مدينة الباب بمحافظة حلب السورية رأى يلدرم “ان مكافحة الإرهاب تتطلب فهما مشتركا وان هدفنا المشترك كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وقوات التحالف وتركيا يتمثل بتحقيق السلام في سوريا وإنقاذ مستقبل البشر إضافة إلى القضاء التام على الخلايا الإرهابية”.
وأكد رئيس الوزراء التركي وجود تنسيق مشترك بين بلاده وروسيا إضافة إلى تنسيق مشترك مع الولايات المتحدة ضمن قوات التحالف.
وجدد يلدرم تأكيده على أن الوجود التركي في المنطقة هو بقصد حماية مواطنيها وضمان سلامة أرواحهم وممتلكاتهم ومنع الهجمات التي تستهدف الأراضي التركية انطلاقا من وراء الحدود الجنوبية وتقديم الدعم اللازم في مجال مكافحة الإرهاب.
بدوره طالب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو نظام الأسد والمعارضة السورية بالالتزام الكامل بوقف إطلاق النار بعد أنباء عن اختراق النظام للاتفاق باستئناف غاراته الجوية على بعض المناطق.
وأشار جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة إلى وجود آليات محددة للتعامل مع الخروقات التي ترتكبها الأطراف إضافة إلى إنشاء مراكز مختصة لضمان إيصال المساعدات الإنسانية لكافة المناطق بالشكل المتفق عليه.
وأضاف أن بلاده مستعدة للتوسط في محادثات بين المعارضة والنظام شرط التزام الطرفين بديمومة وقف إطلاق النار كما دعا إيران لممارسة نفوذها بشكل إيجابي لا سيما على حزب الله والمجموعات الأخرى والنظام السوري مثلما وعدت في موسكو وشاركت في الإعلان المشترك.
وفيما يتعلق بالدور الذي لعبته تركيا في التوصل إلى وقف إطلاق النار بسوريا أكد جاويش أوغلو أن بلاده لا تسعى لاقتناص دور أحد معربا عن رغبته في أن تكون الأمم المتحدة جزءا من الاتفاق ومضيفا “ان الاتفاقات السابقة فشلت لذا أقدمنا على خطوات عبر إبراز مبادرتنا وينبغي على الجميع أن يقدم مساهمات ملموسة”.
وأكد وزير الخارجية التركي أن بلاده أكدت للجانب الروسي ضرورة إبعاد تنظيمي (حزب الإتحاد الديمقراطي) و(النصرة) عن طاولة الحوار في المحادثات المقبلة بالعاصمة الكازخية أستانة.
وفي سياق متصل أشار جاويش أوغلو إلى قيام المقاتلات التابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بقصف مواقع تنظيم (داعش) في منطقة الباب أمس الخميس لأول مرة منذ فترة طويلة وذلك بعد دعوات أطلقتها تركيا لدعم العملية التي تقوم بها بالمشاركة مع قوات الجيش السوري الحر.
وأشار إلى النجاحات التي حققتها عملية (درع الفرات) حتى الآن “خاصة بعد قيام الآلاف من النازحين واللاجئين السوريين بالعودة إلى المناطق المطهرة من التنظيمات الإرهابية في شمال سوريا”.
واعتبارا من منتصف ليل الخميس – الجمعة دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ بعد موافقة النظام السوري والمعارضة عليه وذلك نتيجة تفاهمات روسية – تركية وبضمان الدولتين.
وفي حال نجاح وقف إطلاق النار ستنطلق مفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة في أستانة عاصمة كازاخستان برعاية أممية تركية روسية مشتركة وذلك قبل انتهاء الشهر الأول من عام 2017.