روسيا تنتظر بفارغ الصبر تولي ترامب مهامه في البيت الابيض
تنتظر روسيا الاتحادية بفارغ الصبر تولي الرئيس الامريكي دونالد ترامب مهامه في البيت الابيض بعد ان خلفت الادارة الراحلة تركة اثقلت كاهل العلاقات الروسية الامريكية .
واعرب رئيس المجلس الروسي للعلاقات الدولية فاديم كورتونوف في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس عن امله في امكانية طي صفحة “العلاقات الرديئة” بين البلدين التي ارتسمت خلال ادارة الرئيس باراك اوباما.
وتوقع كورتونوف ان تتعاون موسكو وواشنطن في حال ما اسماه توفر “الارادة الطيبة والنزاهة” في معالجة النزاعات الاقليمية بما في ذلك الصراعات في الشرق الاوسط واستئناف الحوار حول الاسلحة الاستراتيجية ومعالجة ملف العلاقات الثنائية في مختلف مساراتها.
واقر باهمية الدور الذي تقوم به واشنطن في تسوية الازمة السورية بيد انه اشار الى ان “مركز الثقل في معالجة هذه الازمة انتقل الى المحاور الاقليمية وخاصة للدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية وايران وتركيا اضافة الى روسيا”.
واعرب عن يقينه بان الطريق الى معالجة الازمة السورية سيكون ممهدا في حال اتفاق هذه الدول مجتمعة على معايير التسوية هناك.
وقال ان تصريحات ترامب حول رغبته في تحسين العلاقة مع روسيا “تبعث على التفاؤل” مستدركا القول “لكنها بحاجة الى تاكيد عبر الممارسة العملية”.
واضاف ان الرئيس ترامب “سيكون مضطرا لمراعاة العديد من العوامل اهمها اراء المؤسسة الامريكية الحاكمة خاصة في الكونغرس والاوساط الديمقراطية فضلا عن الراي العام.
واعرب توركونوف عن اقتناعه بان “طريق تحسين العلاقات بين موسكو وواشنطن لن يكون قصيرا او سهلا”.
من جانبه اكد رئيس معهد العولمة ميخائيل دلياغين في تصريح مماثل ل(كونا)ان روسيا كانت مستعدة “لاسوء الاحتمالات” قبل ظهور نتائج الانتخابات الامريكية التي اسفرت عن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
واعتبر دياغين ان “فوز ترامب ابعد خطر المواجهة الساخنة بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية” مشيرا الى استمرار الخلافات الروسية الامريكية “ولكن ليس بذات الحدة التي سادت ابان ادارة الرئيس باراك اوباما”.
وتوقع ديلياغين استمرار الخلافات مع الادارة الامريكية الجديدة غير انه اكد على وجود امكانية “للتفاهم مع ترامب” مضيفا ان الرئيس الامريكي المنتخب سيحاول الضغط على روسيا “لكنه لن يغلق الابواب امام التفاهم حول القضايا الخلافية.
واعاد ديلياغين الى الاذهان ان البلدين قطعا في الماضي شوطا طويلا من التعاون والتفاهم حول قضايا معقدة ابرزها الملف النووي الايراني والمشكلة الكورية الشمالية ومعالجة الوضع في افغانستان ومنح حلف الناتو ممرا جويا في الاجواء الروسية اضافة الى اقامة علاقات تجارية واقتصادية.
واعرب عن اعتقاده بان “تعط ما وصفه ليونة ترامب في التعامل مع روسيا مؤشرا ايجابيا للاوروبيين” يساهم تدريجيا في رفع العقوبات الاقتصادية عن روسيا والتي تسببت بحالة الركود والازمة التي يعاني منها الاقتصاد الروسي.
ومن جانبه قال المحلل العسكري فيكتور ليتوفكين في تصريح ل(كونا) ان “الاشهر الاولى من ولاية ترامب ستكون كافية للاستدلال على سياسته حيال روسيا”.
واعرب ليتوفكين عن امله ان يتبنى ترامب “موقفا مغايرا” لموقف الادارة الامريكية السابقة وان يكون اكثر انفتاحا وموضوعية في التعامل مع روسيا.
وقال ان العديد من الازمات والصراعات الدولية “ستجد طريقها” إلى الحل اذا قبلت واشنطن التعامل مع روسيا بروح من الشراكة واحترام المصالح الروسية على حد وصفه.
وحمل الولايات المتحدة الامريكية مسؤولية ما اسماه “انهيار منظومة نزع الاسلحة” قائلا ان “واشنطن انسحبت من معاهدة الدرع الصاروخي التي كانت تشكل حجر الاساس في منظومة نزع السلاح”.
وكانت العلاقات الروسية الامريكية شهدت ازمة عميقة على ضوء تفاقم النزاع في اوكرانيا عام 2014 واتهام موسكو لواشنطن بانها وقفت وراء اسقاط نظام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الموالي لموسكو فيما اتهمت الادارة الامريكية الكرملين بضم شبه جزيرة القرم بصورة غير قانونية وتبني الحركة الانفصالية في الاقاليم الشرقية في اوكرانيا ووصلت العلاقات الروسية الامريكية في الحقبة الاخيرة الى “مستوى غير مسبوق” تمثل في قرار واشنطن بابعاد 35 ديبلوماسيا روسيا عن الولايات المتحدة واعتبارهم اشخاصا غير مرغوب فيهم.
ورغم التوقعات بان يكون الرد الروسي حاسما ومتكافئا على اساس المعاملة بالمثل الا ان الرئيس فلاديمير بوتين رفض توصية من وزارة الخارجية الروسية باتخاذ موقف مماثل وقرر عدم ابعاد اي ديبلوماسي امريكي واحتفظ (بحق الرد في الوقت المناسب).