التونسيون يحيون الذكرى السادسة للثورة وسط مخاوف من عودة الاحتقان الاجتماعي
احيا آلاف التونسيين اليوم السبت الذكرى السادسة للثورة في العديد من المدن فيما أعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي من محافظة (قفصة) جنوبي البلاد عن مشاريع تنموية عدة في خطوة تهدف لامتصاص الاحتجاجات الاجتماعية التي اندلعت مؤخرا.
ونظمت أحزاب وجمعيات من المجتمع المدني مسيرات ومظاهرات بشارع (الحبيب بورقيبة) الرئيسي وسط العاصمة تونس حملوا خلالها العلم التونسي ولافتات ورددوا هتافات تدعو الى انصاف عائلات شهداء الثورة وجرحاها وتحقيق التنمية الاقتصادية خاصة في المدن الداخلية المهمشة.
وأقام حزب (حركة النهضة) المشارك في الحكومة خيمة موسيقية ومهرجانا خطابيا لرموزه أبرزهم نائب رئيس الحركة عبدالفتاح مورو الذي أقر بتأخر مشاريع التنمية وتعطل تحقيق أهداف الثورة رغم مرور ست سنوات على إسقاط النظام السابق وسن دستور جديد واقامة السلطات التنفيذية والقانونية الدائمة.
وقال مورو إن “نجاح الانتقال السياسي لا يخفي فشلنا حتى الآن في تحقيق انتقال اقتصادي ينتشل التونسيين من أزمتهم” في حين رفعت (الجبهة الشعبية) اليسارية المعارضة شعارات سياسية رافضة لعودة “الإرهابيين” من بؤر التوتر ومنددة بالسياسيات المالية للحكومة ورددت شعارات اجتماعية واقتصادية.
من جانبه أعلن الرئيس التونسي قائد السبسي في تصريح صحفي لدى وصوله إلى مطار (قفصة) لإحياء الذكرى السادسة للثورة أنه أعطى إشارة انطلاق عدد من المشاريع التي تصب في صالح المنطقة إضافة إلى توقيع ألف مشروع صغير سيتم إنجازها خلال العام الجاري بما يوفر ثلاثة آلاف فرصة عمل.
وذكر قائد السبسي أنه سيتم إطلاق مشروع صناعي في مجال مشتقات الفوسفات بمنطقة (المضيلة) بقيمة 5ر8 مليون دولار إضافة إلى مشروعين زراعيين كبيرين سينطلقان اليوم بحضور وزير الزراعة سمير بالطيب.
كما أعلن قائد السبسي عن مشروع إقامة مستشفى متعدد الاختصاصات بقفصة سينطلق خلال العام الجاري بعد أن تم توفير مصادر تمويله من خلال تحويل مبلغ 60 مليون يورو من ديون تونس لفرنسا لاتمام هذا المشروع مشيرا إلى أن الحكومة عقدت أمس الجمعة اجتماعا خاصا بمشروع سينجز في (المظيلة) و قررت ربط المنطقة بالغاز في غضون ثلاثة أشهر وتوسعة مطار (قفصة).
أما رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد فقد ذهب اليوم السبت إلى مقر نقابة الصحفيين التونسيين بالعاصمة تونس حيث أعلن عن جملة من الإجراءات والقرارات التي تم اتخاذها خلال مجلس وزاري مصغر عقد الليلة الماضية والمتعلق بقطاع الإعلام.
وشدد الشاهد على ضرورة وضع تصور واضح لتنظيم عمل شركات الإنتاج التلفزيوني استنادا الى المعايير الدولية وبالتشاور مع أصحاب المهنة والوزارات المعنية وذلك في أجل أقصاه شهر مارس المقبل وتسوية وضع الصحفيين وتخصيص قطعة أرض لصالح النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين لإقامة مشروع سكني للصحفيين.
وعلى الرغم من هذه الأجواء الاحتفالية إلا أنها لم تنجح في إخفاء حالة الاحتقان الاجتماعي الذي يطل على تونس من جديد إذ يقر الجميع من ساسة ومسؤولين حكوميين ومحللين أن المطالب التي كانت وقودا للأحداث التي حركت تونس منذ ست سنوات لم تتحقق بعد وعلى رأسها التنمية والتشغيل.
وتزامنت ذكرى الثورة التونسية هذا العام أيضا مع اندلاع احتجاجات وتحركات اجتماعية بعدد من المدن خاصة الداخلية التي يرى أبناؤها أنه لم تتحقق بها أي من الوعود التنموية كمحافظات (مدنين) و(سيدي بوزيد) و(القصرين) بوسط تونس وجنوبها.
ويحيي التونسيون في ال14 من يناير من كل عام ذكرى الثورة التي شهدت موجة احتجاجات شعبية مناهضة لحكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي منادية بالعدالة الاجتماعية والتنمية والكرامة.
واندلعت شرارة الثورة الأولى في تونس من محافظة (سيدي بوزيد) في 17 ديسمبر 2010 قبل أن تتوسع رقعة الاحتجاجات في تونس بالكامل لتسقط النظام في 14 يناير 2011.