عادات الزواج بمحافظة ظفار بسلطنة عمان تقليد متوارث عبر الأجيال
تعد ظاهرة (الجميل) او ما يطلق عليها محليا (المصابحة) من العادات الاجتماعية الجميلة التي توارثتها الاجيال بمحافظة ظفار بسلطنة عمان في مناسباتهم الخاصة بالأعراس.
وبموجب هذا التقليد في تلك المحافظة يستطيع العريس تعويض ما انفقه على المهر وتكاليف مراسم حفل زفافه اذ يتراوح المبلغ الذي يقدمه الفرد كمساعدة للعريس ما بين 100 ريال عماني و500 ريال وذلك بحسب صلة القرابة والرابطة الاجتماعية لتتجمع لديه حصيلة كبيرة من المال تتراوج ما بين عشرة و30 الف ريال يستطيع من خلالها تعويض نفقاته.
غير ان من واجب العريس ان يسجل هذه المبالغ بأسماء أصحابها في سجل خاص يعرف ب(دفتر الجميل) ويحتفظ به حتى اذا ما تزوج أحد ممن قاموا بمساعدته قدم العريس له مبلغا مماثلا.
وتتزامن ظاهرة (الجميل) أو (المصابحة) مع الأعراس بمحافظة ظفار خصوصا خلال فصل الخريف الذي يضفي طقسه المعتدل وتألق الطبيعة واخضرار الارض بهجة وجمالا على مناسبات الافراح التي تقام في فصل الخريف الذي يمكن ان يطلق عليه ايضا موسم الاعراس نظرا لما يتميز به من خصوصية مناخية حيث تنتشر خيام الأعراس في الساحات العامة أو بجوار الجوامع وهي معدة للاحتفال بالأعراس واستقبال المهنئين للمباركة والتهنئة.
و(المصابحة) لها دور فعال في تعويض ما أنفقه العريس على متطلبات وتجهيزات العرس من مهر ووليمة واستئجار الخيام وصالات الافراح وفرق الفنون التقليدية وغيرها من الامور الاخرى.
وحول مراحل الزفاف التقليدية في ظفار قال هيثم بن على الكثيري احد العرسان لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انها تبدأ بمرحلة الخطبة بذهاب الشاب وبعض أهله وأقاربه الى بيت أهل الفتاة التي اختارها شريكة لحياته وبعد تناول العشاء وما يرافقه من مرطبات وفواكه يتم الاتفاق على تحديد المهر.
وأضاف يقوم العريس بإرسال ثياب العروس النسائية والملابس الى أهل العروس وقريباتها لتوزع عليهن احتفاء بهذه المناسبة وهو ما يعرف في محافظة ظفار ب(المناني) وهو يعني الملابس الفاخرة لأهل العروس.
وبين ان مراسم عقد القران أو العقد تتم عادة في المساجد وأحيانا في بيت أهل العروس ويحضرها عدد كبير من المدعوين وتوزع فيها الحلوى والقهوة وترش العطور على الحضور وبعد انتهاء المراسم يقوم الحضور بتقديم التهنئة للعريس ومصافحته واحدا تلو الآخر وسط رائحة اللبان والبخور مبينا انه بعد عقد القران تقام رقصات (الهبوت) حيث يتوسط العريس وهو يحمل السيف أو البندقية في الصف الأمامي الذي يتكون من الشيخ والوجهاء.
ومن عادات مراسم الزفاف في المحافظة ان تقام في بعضها ما يسمى ب(السهرة) في مساء نفس يوم عقد القران حيث يقام احتفال فني ساهر للرجال امام بيت العريس يحييه عدد من الفرق الشعبية والفنانين يتم خلاله تقديم فنون (البرعة) و(الشرح) التي تشتهر بها محافظة ظفار ويحضره عدد كبير من الناس.
وتشارك النساء في هذه الفرحة من خلال ما يسمى بحفل (الطبل) حيث تقام في مساء يوم العرس سهرة نسائية خاصة في بيت العريس يؤدى فيها فن (الطبل) وهو من اشهر الفنون النسائية في المحافظة ويحضر عدد كبير من النساء من اقارب العريس.
وفي اليوم الثاني من عقد القران تذبح الذبائح وتقام وليمة كبيرة يتناول خلالها المدعوون طعام الغداء وعادة ما تكون ليلة الدخلة “في اليوم الذي يلي يوم العقد” وأحيانا بعده بيومين أو ثلاثة بحسب الظروف.
وفي ليلة الدخلة تبدأ عملية (التحويل) وهي انتقال العروس من بيت أهلها الى منزل العريس يصاحبها الأهل والأقارب ونساء القبيلة في موكب طويل من السيارات حيث يقام عشاء للجميع يحضره أهل العريسين وأقاربهما وعدد كبير من المدعوين.
ومن عادات الزواج في محافظة ظفار أن يقدم العريس هدية لعروسه في صبيحة اليوم الثاني بعد الدخلة وهي عادة ما تكون ذهبا أو مجوهرات أو مبلغا من المال كما يقدم هدية أخرى لأم العروس وهي اما أن تكون مبلغا من المال أو وليمة يقيمها على شرف الخالة الأم وتسمى (ذبيحة الخالة).
وبعد أسبوع من الزفاف تخرج العروس لزيارة أهلها محملة بالهدايا المختلفة التي يقوم أهل العروس بتوزيعها على أقاربهم والجيران وذلك للاشهار بأن العروس وصلت الى بيت أهلها وتقضي عند اهلها فترة أسبوع أو أقل تعود بعدها الى بيت الزوجية لتبدأ حياتها الجديدة في بيت زوجها.