عمل دؤوب لمحو أثر التطرف الفكري لداعش بين الأطفال والشباب في الموصل
بات نشر اسس ومبادىء التعايش السلمي والتسامح وقبول الاخر ضرورة ملحة لاهالى محافظة نينوى ومدينة الموصل بعد عامين من سيطرة فكر التطرف والارهاب لما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
وانتهج تنظيم (داعش) الارهابي منذ احتلاله مدينة الموصل في يونيو 2014 استراتيجية اعلامية وتربوية بهدف تجييش الاهالي وجذب الشباب الى صفوفه وتعبئتهم وفقا لفكره المتطرف والارهابي معتمدا على وسائل اعلامه المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة منها فضلا عن شبكة الانترنت.
واخذت منظمات المجتمع المدني على عاتقها مهمة اعادة التأهيل الفكري والنفسي لاهالي مدينة الموصل لاسيما الاطفال والشباب منهم غير ان هذه المهمة بحاجة الى جهد وعمل دؤوب لمحو اثر داعش الفكري وذلك بعد تحرير الجانب الايسر للمدينة وعودة الحياة الطبيعية اليها وفتح ابواب المدارس مجددا.
وتبنت منظمات المجتمع المدني في نينوى في هذا الاطار مشروعا من خلال شبكة منظمات نينوى يرتكز على اقامة دورات توعوية في المدارس والجامعات داخل مدينة الموصل لتصحيح المفاهيم واعادة التأهيل.
وقال مسؤول اعلام شبكة منظمات نينوى رئيس لجنة المتطوعين لشباب نينوى مهند الاومري لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان (فريق شباب نينوى للتآخي) المنضوي تحت خيمة (شبكة منظمات نينوى) اقام خلال الفترة الماضية دورات توعوية في المدارس الابتدائية والاعدادية داخل مركز مدينة الموصل وتحديدا في الجانب الايسر مشيرا الى ان هذه الدورات سوف تستمر لتشمل اكبر شريحة من الطلبة والشباب لاعادة تأهيلهم.
واضاف ان هذه الحملات التوعوية والتثقيفية تهدف الى تحصين ابناء المجتمع من التأثر بفكر التطرف والارهاب موضحا ان نظام التعليم اتاح الكثير من الفرص لنشر الخير داخل المنشآت التعليمية التي يقضي فيها الشباب وقتا ليس باليسير.
من جانبها اكدت رئيسة فريق شباب نينوى دنيا عمار ل(كونا) اهمية “نشر المحبة بين الاطفال فهم بحاجة الى الحب كحاجتهم الى الماء والغذاء”.
واوضحت عمار ان “من اهم الاسس التي ننادي بها في التربية هي توعية الاطفال على نشر المحبة والسلام بينهم والالتقاء بالطفل الانسان وتحقيق الاتصال الروحاني معه وتجنب التعامل معه بناء على سلوكه فقط”.
وقالت ان “رؤية الطفل الانسان مجردا من تصرفاته وطبائعه هو الطريق لتربية الانسان الفعال والايجابي”.
اما المتحدث باسم فريق شباب نينوى فأكد في تصريح مماثل ل(كونا) على الاستمرار في اقامة دورات متنوعة حول طرق تربية الابناء وتقديم استشارات عائلية وتربوية ودورات تنمية ذاتية وانشطة وورش عمل متنوعة للطفل والمرأة.
وقال “نسعى لصناعة جيل قائد ومبدع عن طريق نشر الوعي الاسري المبني على تعاليم نشر المحبة والسلام والمستند على احدث الابحاث في علم النفس التربوي والمساهمة في بث روح المحبة والاحترام بين افراد الاسرة بما يخلق جيلا مبدعا.
وكان رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي اعلن عن استعادة السيطرة على الجانب الايسر من الموصل بشكل كامل وطرد عناصر (داعش) منه بعد اكثر من 100 يوم من القتال ضمن الحملة العسكرية الواسعة التي انطلقت في 17 من شهر اكتوبر عام 2016.