سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد.. سيرة حافلة بالإنجازات وتحمل المسؤوليات
تحل غدا الاثنين الذكرى ال11 لتولي سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولاية العهد حيث اختاره سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ليكون سنده وعضيده في بناء دولة الكويت ومواصلة مسيرة النهوض بها.
ففي 20 فبراير عام 2006 أدى سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح اليمين الدستورية وليا للعهد أمام مجلس الأمة الذي بايعه بالإجماع في جلسة خاصة.
وجاء ذلك بعد أن أصدر سمو أمير البلاد أمرا أميريا في السابع من الشهر ذاته بتزكية سمو الشيخ نواف الأحمد لولاية العهد نظرا إلى ما عهد في سموه من صلاح وجدارة وكفاءة تؤهله لتولي هذا المنصب فضلا عن توافر الشروط المنصوص عليها في الدستور وأحكام قانون توارث الإمارة لدى سموه.
وقوبل تولي سمو الشيخ نواف الأحمد لولاية العهد بترحاب كبير نظرا إلى سيرته الحافلة بالإنجازات وتحمل المسؤوليات ولما عرف عن سموه بأنه مثال حي للمسؤول المحب المعطاء المتواضع مغتنما تلك الصفات من بيت الحكم خصوصا أنه نجل حاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر الصباح الذي كان من أبرز الشخصيات السياسية في تاريخ البلاد.
ويزخر التاريخ السياسي والعملي لسمو الشيخ نواف الأحمد والممتد لأكثر من نصف قرن من الزمن بجهود واضحة لجعل مكانة الكويت بين الدول المتقدمة والمتطورة وقد أضحى عطاؤه وخبرته في المجالات التي تولى قيادتها محل احترام وتقدير من الجميع.
ومنذ استقلال البلاد كان لسموه بصمة في العمل السياسي ففي 21 فبراير 1961 عينه الشيخ عبدالله السالم الصباح محافظا لمحافظة حولي وظل في هذا المنصب حتى 19 مارس 1978 عندما عين وزيرا للداخلية في عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح حتى 26 فبراير 1988 عندما تولى وزارة الدفاع.
وبعد تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي عام 1991 تولى سمو الشيخ نواف الأحمد حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ابتداء من 20 أبريل 1991 حتى 17 أكتوبر 1992.
وفي 16 أكتوبر 1994 تولى سموه منصب نائب رئيس الحرس الوطني واستمر في هذا المنصب حتى 13 يوليو 2003 عندما تولى وزارة الداخلية ثم صدر مرسوم أميري في 16 أكتوبر العام ذاته بتعيين سموه نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية وبقي في هذا المنصب حتى تعيينه وليا للعهد في عام 2006.
وعند الحديث عن أبرز إنجازات سمو الشيخ نواف الاحمد في المناصب التي تولاها قبل ولاية العهد فقد تمكن سموه من تحويل منطقة حولي التي كانت عبارة عن قرية إلى مركز حضاري وسكني يعج بالنشاط التجاري والاقتصادي وأصبح العمران الحديث ينمو في أرجائها وبقية مناطق المحافظة.
وحين أسندت إلى سموه حقيبة وزارة الداخلية كان الهاجس الرئيسي له هو حفظ الأمن والاستقرار للوطن والمواطنين وحرص على مجاراة العصر ومواكبة التقدم العالمي في مجال الأمن إذ عمل على تطوير وتحديث كافة القطاعات الأمنية والشرطية وتوفير الإمكانات المادية للنهوض بالمستوى الأمني وإدخال الأجهزة الأمنية الحديثة ورسم استراتيجية منظومة أمنية متكاملة لمكافحة الجريمة وضرب أوكارها في مختلف مناطق وحدود الكويت.
وحرص سموه على الاستفادة من الثورة المعلوماتية في العالم من خلال توظيف تطبيقاتها التكنولوجية المتقدمة في عمل الأجهزة الأمنية المختلفة مثلما فعل بكل الوزارات التي تولى مسؤوليتها.
كما وضع الشيخ نواف الأحمد استراتيجية أمنية دقيقة لمنظمة شاملة تحمي الحدود برا وبحرا اذ ترصد المنظومة الإدارية كل شبر من أرض الوطن فيما تغطي القواعد البحرية المياه الإقليمية والجزر أما المراكز الحدودية فتغلق الطرق أمام المتسللين وضبط كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار البلاد.
وخلال توليه وزارة الدفاع حقق الشيخ نواف الأحمد نقلة نوعية فيها من خلال تطوير العمل بشقيه العسكري والمدني وتم تحديث وتطوير معسكرات الوزارة ومدها بكل الأسلحة والآليات الحديثة لتقوم بواجبها الوطني في الدفاع عن الكويت وحمايتها من المخاطر الخارجية.
وترك سموه بصمات إنسانية واضحة حين تولى حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية إذ سارع إلى اتخاذ قرارات انسانية لرعاية الأرامل والأيتام والمسنين كما برهنت أعماله على أنه خير نصير للطفل والمرأة والأرملة والمسن والعامل.
وعندما تعرضت البلاد إلى محنة الغزو عام 1990 ساهم الشيخ نواف الأحمد في القرارات الحاسمة لمواجهة الاحتلال وجند كل الطاقات العسكرية والمدنية من أجل تحرير دولة الكويت وأدى دورا في قيادة المقاومة وتأمين وصول الشرعية للمملكة العربية السعودية الشقيقة إلى جانب قيادته للجيش.
وحققت الرؤية الأمنية الثاقبة لسموه ثمارها وخصوصا في التعامل مع الحوادث الإرهابية في البلاد كالتي حدثت في يناير عام 2005 حيث قاد سموه بنفسه المواجهة ضد الإرهابيين وكان موجودا في مواقع تلك الأحداث لاستئصال آفة الإرهاب في البلاد من جذورها.
وعلى الصعيد الإقليمي أولى الشيخ نواف الأحمد أهمية كبرى لأمن دول الخليج العربي فمن خلال مشاركته في اجتماعات وزراء الداخلية للدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي تم تحقيق قدر كبير من التنسيق الأمني بين أجهزة الأمن في الدول الشقيقة بهدف مجابهة المخاطر التي تهدد المنطقة ودولها وعلى رأسها الإرهاب.
وأكد سموه أن الأمن العربي وحدة واحدة وكل لا يتجزأ وانطلاقا من هذه الرؤية الاستراتيجية كانت مشاركات سموه في اجتماعات وزراء الداخلية العرب التي أسفرت عن إجماع عربي على مكافحة الإرهاب ودعم جهود العمل الأمني المشترك وأهمية تبني الحلول العلمية الشاملة لمواجهة مخاطر الإرهاب والمخدرات وغسيل الاموال والفساد وسائر القضايا الامنية الاخرى.
ومن تطلعات الشيخ نواف الأحمد أن تظل الكويت واحة للأمن والأمان والاستقرار وأن يرى الشباب الكويتي الذين هم أعمدة المستقبل متمسكين بمبادئ الدين الحنيف ويتخذون من الوسطية منهجا لهم ويتحلون بالخلق الحسن ويتسلحون بالعلم والمعرفة ومواكبة جميع التطورات العالمية من أجل بلدهم.
وعلى الصعيد المحلي يحرص سمو ولي العهد على المشاركة ودعم النشاطات والفعاليات على اختلافها حيث شهد عام 2016 حضور سموه ورعايته حفل ختام جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءاته وتجويد تلاوته بدورتها السابعة وحفل تكريم كوكبة من المعلمين بمناسبة اليوم العالمي للمعلم تحت شعار (عطاء متواصل فكر متجدد) وحفل رحلة إحياء ذكرى الغوص ال 28 وحفل تكريم الرياضيين المتميزين بالهيئات الرياضية.
كما رعى سمو الشيخ نواف الأحمد فعاليات المؤتمر الدولي السادس لأبحاث وتطوير الطاقة والمؤتمر الثاني لكليات إدارات الأعمال بجامعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومهرجان الكويت الوطني للخيل وحفل تسليم كأس وجائزة سموه لسباق الهجن.
ويرى سمو ولي العهد أن القوة والمنصب يجب أن يسخرا لنصرة الضعيف والمظلوم والملهوف وعنده الناس سواسية تحت القانون ودائما ما يشدد على أن البلد مسؤولية الجميع.
وسمو الشيخ نواف الأحمد من مواليد 25 يونيو عام 1937 تلقى تعليمه فى مدارس الكويت وله أربعة أبناء وبنت واحدة ومن هواياته ركوب الخيل وهو من أوائل المهتمين بالرياضة في البلاد