أهم الأخبارمنوعات

الفنانون الأتراك يضفون ألحانا ومقامات شرقية على آلة “الكلارنت” الألمانية

أضفى الفنانون الأتراك ألحانا ومقامات شرقية على آلة (الكلارنت) الألمانية والشبيهة بآلة (الساكسفون) الأمريكية ما اعطى جمالا وبعدا ثقافيا يطرب المسامع عند العزف.

ومن المقامات الشرقية التي يستخدمها الأتراك في العزف على آلة (الكلارنت) مقام الكرد وهو مقام جديد وشجي وجميل الى جانب مقامات الحجاز والبيات والنهاوند والهزام والصبا والعشاق وغيرها من المقامات التي يصل عددها الى 24 مقاما.

وتعد آلة (الكلارنت) التي دخلت تركيا في أواخر القرن ال19 من الآلات الموسيقية الأكثر انتشارا وتحظى بجمهور كبير في بلاد برز فيها فنانون كان لهم الأثر الكبير في انتشارها محليا وعالميا الى جانب تطور صناعتها حتى اصبحت احد أهم منتجيها.

وفي هذا الصدد قال الملحن علي مالتشوك لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان “الأتراك أضفوا على (الكلارنت) صبغتهم الشرقية ومنحوها هوية اخرى تتناسب مع الثقافة والموسيقى التركية وغيروها بشكل كبير رغم احتفاظها بشكلها العام الذي برعوا أيضا في صناعته”.

وأضاف ان “الأتراك أتقنوا العزف على آلة (الكلارنت) اذ يعد الفنان شوكرو تونار أحد أشهر عازفيها في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي وكان له دور كبير في انتشارها بتركيا”.

واكد مالتشوك ان (الكلارنت) سجلت حضورها المميز في معظم المواسم والمناسبات لتصبح احد انواع الموسيقى الشعبية الاساسية.
وأوضح ان البرامج الاذاعية والتلفزيونية التي كان يقدمها العازف الشهير مصطفى كانديرالي كانت سببا آخر في انتشار هذه الآلة واكتسابها جمهورا غفيرا في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي.

واعتبر مالتشوك (الكلارنت) احدى الادوات الموسيقية الغنية في مقاماتها والتي تحتاج الى صبر ومشقة لتعلم العزف عليها بطريقة صحيحة وسليمة.

وذكر ان المتدرب قد يقضي فترة طويلة لا تقل عن خمسة أعوام ليتمكن من العزف عليها بطريقة صحيحة.

وبين مالتشوك ان مدينتي (أوردو) و(إزمير) تشتهران بصناعة هذه الآلة اذ يبلغ معدل أسعارها 5000 ليرة تركية (نحو 1400 دولار أمريكي) بينما قد تصل في بعض الاحيان لأكثر من عشرة آلاف ليرة (نحو 2800 دولار أمريكيا) للنوعيات ذات الجودة العالية.
وبالنسبة للنوعيات المنخفضة الجودة المصنوعة من مواد بلاستيكية ذكر مالتشوك ان اسعارها تصل في بعض الاحيان الى نحو 1000 ليرة (280 دولارا أمريكيا) فيما تعد مدن اسطنبول وأنقرة وإزمير الأكثر انتشارا لهذه الآلة.

واشار مالتشوك الى ان جمهوريتي التشيك والصين تعدان من أهم الدول التي تصنع (الكلارنت) موضحا ان معظم المبتدئين يعتمدون عادة على الصناعة الصينية بسبب سعرها المنخفض.

واشاد بصناعة (الكلارنت) التشيكية ذات الجودة العالية خاصة تلك التي تصنع من أشجار (الأبانوز) والزيتون و(كوبوبولو) الافريقية معتبرا ان نوع الخشب وجودته يعدان عاملين أساسيين في تحديد السعر وجودة (الكلارنت).

وعن الشعبية الكبيرة التي تحظى بها (الكلارنت) في العالم قال ماتشوك ان الولايات المتحدة من أكثر البلدان التي تنتشر فيها الآلة اضافة الى بعض دول أوروبا خاصة ألمانيا وفرنسا واليونان حيث تعد نمطا من أنماط الموسيقى التقليدية.

وأضاف ان “انتشار (الكلارنت) وصل الى جورجيا وبلغاريا وبعض دول آسيا الوسطى الى جانب عدد من دول الشرق الأوسط التي بدأت تأخذا اهتماما أكبر نحوها”.

ولفت مالتشوك الى ان نحو 30 شخصا من مختلف الأعمار يرتادون ورشته أسبوعيا بغرض تعلم العزف على (الكلارنت) مقابل 100 ليرة تركية (نحو 28 دولارا) للساعة الواحدة.

وبين مالتشوك ان الاهتمام بتعلم العزف لا يقتصر على الاتراك فحسب وانما يأتي عدد من محبي هذه الآلة من دول أخرى لأخذ دروس وتدريبات خاصة من الكويت والامارات وايران.

من جانبه قال المحلن سليم دينتشل ل(كونا) ان الألماني يوهان دنير هو أول من صنع هذه الآلة في القرن ال18 وحملت اسم (شالامو) لتستخدم فيما بعد على نطاق واسع من قبل أشهر العازفين مثل بتهوفن وهارولد رايت وانطون ستادلر وغيرهم.

واضاف ان “(الكلارنت) تضم سبعة مفاتيح هي (سول كلارنت) و(لا كلارنت) و(آلتو كلارنت) و(باس كلارنت) و(ميبيمول كلارنت) و(ريبيمول كلارنت) وأخيرا (سبرانو كلارنت) وهي أسماء تختلف باختلاف النوتات الموسيقية لكل نوع”.

واشار دينتشل الى ان (الكلارنت) ذات المفتاح (سول) هي المستخدمة في تركيا بشكل اكبر اذ ادخلت على الموسيقى التركية لتتلاءم مع اهم المقامات والألحان الشرقية.

واكد ان (الكلارنت) من الأدوات الموسيقية التي تستخدم مع كل ألوان الموسيقى فهي صالحة لعزف كل الألحان بخلاف آلة (الساكسفون) الأمريكية التي يكثر استخدامها من مجموعات الأوركسترا والموسيقى العسكرية.

وبين دينتشل ان كثيرين يخلطون بين آلتي (الكلارنت) و(الساكسفون) اذ تعد الاخيرة من الآلات ذات اللحن الشديد الذي يميل للأصوات الصاخبة بينما تعتبر (الكلارنت) آلة ذات أصوات هادئة تمتاز باللين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.