أجواء الأصالة المفعمة بالإبداع تغمر مهرجان الكويت الموسيقي الثاني
على وقع أنغام فرقة المعهد العالي للفنون الموسيقية الكويتي ذهب وجدان الجمهور إلى بحار من الإحساس والنغم فصدحت أصوات الكورال من طلابه وطالباته بمقطوعة افتتاحية سماعية مهدت آذان الحاضرين لوجبة موسيقية كويتية عربية أصيلة بلمسة عصرية شبابية.
وبصوت دافئ في افتتاح فعاليات مهرجان الكويت الموسيقي بدورته الثانية مساء أمس الأحد شدا أحد الطلاب بأغنية “هنياها عيونك” لينقل للحضور احاسيس عتاب الحبيب الرقيق لمحبوبه الذي تنام عيناه قريرة تاركة الحبيب يكابد سهد الشوق.
“هنياها عيونك تنام الليالي ولا هي مثل عيني بلاها سهرها مرتاح قلبك عن الهم خالي كل الليالي قلبك حتى ما ذكرها ناوي عذابي يوم قلبك نوى لي والنفس من هو يوم أحبك عذرها للحب والعشره أبد ما تبالي والروح منك عايشه في قهرها”.
وعقب ذلك نقل المايسترو بالتعاون مع المخرج عبدالعزيز صفر الحضور إلى مشاهد مصورة تصور فرحة التحرير وكويت مابعد الغزو العراقي الغاشم ليثير في الحاضرين ذكريات وأشجان هذه الفترة.
وعادت الذاكرة إثر ذلك إلى ما قاسته الكويت وشعبها في محنة الغزو وجاء التأكيد من خلال أغنية (نحن باقون هنا) وهي من أشعار الدكتورة سعاد الصباح وأداء ثنائي خلاب يأسر الاسماع بين طالب وطالبة من منتسبي المعهد بأن الكويت وكل قطعة منها لشعبها وابنائها الاوفياء.
“نحن باقون هنا هذه الأرض من الماء إلى الماء ..لنا ومن القلب إلى القلب ..لنا ومن الآه إلى الآه .. لنا كل دبوس إذا أدمى بلادي هو في قلبي أنا”.
وبسلاسة عذبة دونما جرح تحولت الفرقة الى طرب حزين بغناء شجي من جاسم المخيني الذي أدى أغنية (ويلاه من قلب صبر) “ويلاه من قلب صبر وزادت غرابيله متوسد قليبي الكدر ومتلحف بويله هذا له من فوق الشهر يوعد ولا يوفي ويزيد في قلبي القهر ويزيد عليه خوفي والهم في عمري كثر وحاش الالم جوفي”.
وعلى النغم البحري الأصيل استمع الحاضرون لقصيدة (كفي الملام) حيث تفاعل الجمهور مع اللحن البحري بالتصفيق وترديد كلمات الاغنية التي جاءت بعدها أغنية (البارحة) والتي أداها الفنان مشعل حسين.
وكان ختام الحفل عودة الى الحب الحقيقي وهو حب الوطن بأغنية (أم السلام) التي أداها الفنان فهد الحداد ليعقبه “دويتو” غنائي وطني بين الطالبة شيماء والفنان فيصل الصراف اللذين أطربا السامعين الذين ملأو المسرح تماما بأغنية (ما بعد هالديرة ديرة).
وفي عودة إلى الافتتاح الرسمي للمهرجان قال وزير التربية ووزير التعليم العالي الكويتي الدكتور محمد الفارس إن الكويت كانت ومازالت منارة للفن في الخليج العربي وموطنا لتخريج واحتضان اسهامات أجيال من الفنانين تغنوا بأروع الألحان وأعذب الكلمات مثرين الساحة الفنية بأرقى الفنون.
وأضاف الفارس في كلمته أمام حفل افتتاح المهرجان على مسرح المعهد العالي للفنون الموسيقية الذي يحمل اسم الموسيقار الكويتي أحمد باقر أن الكويت تعد موئلا لتقديم كل الإمكانات والتسهيلات للارتقاء بالفن والإبداع القائم على الأسس الأكاديمية والعلمية ويعد صرح المعهد العالي للفنون الموسيقية شاهدا شامخا على ذلك.
واشار في هذا الصدد الى استمرار العمل الدؤوب على إنشاء أكاديمية الكويت للفنون واستكمال هذا المشروع الذي سيضم تحت مظلته معهدي الموسيقى والمسرح وأي معاهد فنية تنشأ مستقبلا للارتقاء بالشأن الفني بالكويت كما يليق بها.
من ناحيته قال الوكيل المساعد ونائب المدير العام للشؤون الادارية والمالية لاكاديمية الكويت للفنون غالب العصيمي في كلمته “أن تكون في الريادة لا يعني ذلك أن تكون في المقدمة لذا يجب أن نقيم الآن مسيرة المعهد العالي للفنون الموسيقية الممتده على مدى 41 عاما”.
وأضاف العصيمي أن ذلك يعني العمل أيضا على تطوير هذه المسيرة وقياس جودة مخرجاتها من أجل أن نحتفظ دائما بالمكانة المتميزة التي يتبوأها هذا الصرح الفني الاكاديمي.
من جانبه تقدم عميد المعهد ورئيس المهرجان الدكتور محمد الديهان بالشكر والامتنان لجميع من عمل على التخطيط والمشاركة في هذا المهرجان مثمنا تعاون وزارة التربية والتعليم العالي وأكاديمية الكويت للفنون وأساتذة وطلاب المعهد.
وأعرب عن الأمل في تحقيق الاستمرارية للمؤتمر والمهرجان في دورته الثانية لاسيما أنه يعزز فكرة تعدد النكهات المحلية في الاغنية سبيل الى تنوع الذوق العربي.
وقد تم خلال الحفل تكريم ثلاثة من رموز الموسيقى في الكويت هم الملحن أنور عبدالله و الدكتور عبدالله الرميثان والدكتور يعقوب الخبيزي لبصماتهم الواضحة في سماء الفن الكويتي.
وتستمر فعاليات مؤتمر ومهرجان الكويت الموسيقي في دورته الثانية إلى التاسع من مارس الجاري ويتضمن أمسيات موسيقية لفرق محلية وعالمية إضافة الى حلقات بحثية نقاشية.