الوكالة الدولية للطاقة الذرية: آسيا تتجه نحو المسار الصحيح لإنشاء محطاتها النووية
أكد مدير قسم الطاقة النووية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية دوهي هان ان الدول الآسيوية تتجه نحو المسار الصحيح لإنشاء محطاتها النووية اذ ان هناك 60 محطة تحت الانشاء في 15 دولة حول العالم ثلثيها في دول آسيا.
جاء ذلك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الآسيوي للطاقة النووية في دورته الثامنة الذي انطلق في ماليزيا اليوم الثلاثاء ويستمر حتى الغد بمشاركة اكثر من 300 شخص و40 متحدثا وخبيرا في الطاقة النووية من 20 دولة تحت شعار “الطاقة النووية: دعم لمستقبل مستدام”.
وقال هان ان “الوكالة الدولية للطاقة النووية تسعى الى مساعدة الدول في انشاء محطاتها النووية من خلال المرور على ثلاث مراحل اساسية وهي مرحلة الاعتبار ومرحلة الاستعداد ومرحلة الانشاء”.
واضاف ان “هناك 449 محطة قائمة للطاقة النووية في 30 دولة معظمها في الولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا”.
من جهتها اكدت الوزيرة في مكتب رئيس الوزراء الماليزية نانسي شكري في كلمتها خلال الجلسة استعداد ماليزيا لبناء محطة نووية بعد تلقيها التقرير النهائي لمراجعات البنية التحتية المتكاملة للمحطة من قبل الوكالة الدولية اذ سيناقش هذا التقرير لاحقا في مجلس الوزراء الماليزي لتطوير برنامج الدولة للطاقة النووية.
وقالت شكري ان “بلادها تمتلك قاعدة كبيرة من المعرفة لاتخاذ القرار حول استخدامات الطاقة النووية”.
ولفتت الى ان التقرير اقر بأن ماليزيا انجزت معظم الدراسات المطلوبة للمرحلة الاولى واظهرت مستوى جيد من الفهم في القضايا ال19 للبنية التحتية النووية وخلص الى خمس توصيات وعشرة اقتراحات لمساعدة السلطات الماليزية في تحقيق مزيد من التقدم في تطوير البنية التحتية النووية.
واوضحت شكري ان اهم توصيات التقرير هي مواصلة تطوير البنية التحتية القانونية والتنظيمية فضلا عن خطط لتمويل محطة الطاقة النووية.
وشدد على ضرورة الاخذ بعين الاعتبار الدروس المستفادة من مأساة فوكوشيما اليابانية من خلال وضع اطار تنظيمي وقانوني شامل لبرنامج الطاقة النووية.
وبينت شكري ان انشاء المحطة النووية يأتي تزامنا مع تدشين حكومتها الخطة التحولية لعام 2050 وذلك من خلال موازنة واستدامة وتنويع مصادر الطاقة لدعم اقتصاد البلاد تماشيا مع اهداف الامم المتحدة للتنمية المستدامة في ضمان توفير الطاقة للجميع.
واكدت ان آسيا يعد الاقليم الرئيسي في العالم الذي يشهد نموا ملحوظا في الطاقة النووية لتغطية الطلبات المتزايدة في استخدامات الكهرباء موضحة بأن هناك نموا كبيرا في توليد الطاقة النووية في الصين والهند وكوريا الجنوبية.
وعن دول جنوب شرق آسيا (آسيان) قالت شكري ان حكومات تلك الدول مهتمة بالطاقة النووية على الرغم من تباطؤ عملية التطوير موضحة ان ماليزيا اعلنت في عام 2010 عن انشاء اول محطة للطاقة النووية في عام 2021 والمحطة الثانية في 2022 الا ان الخطة تأجلت لما بعد عام 2030 وذلك بعد مأساة فوكوشيما في عام 2011.
من جانبه قال الرئيس التنفيذي لهيئة الطاقة النووية الماليزية محمد زمزم جعفر في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش المؤتمر انه بعد حادثة فوكوشيما واجهت صناعة الطاقة النووية العديد من التحديات التي تتطلب بذل جهود اكبر لمواجهتها واصلاحها من خلال انظمة قانونية وتنظيمية.
واضاف ان “اهم التحديات التي تواجه المحطات النووية الجديدة من الناحية القانونية والبنية التحتية هي موقف الحكومات لاسيما في دول (آسيان) الذي لايزال غير واضح في 19 قضية للبنية التحتية التي وضعت من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
واشار الى تحد آخر يواجه انشاء المحطات النووية في (آسيان) وهو التنافس الاقتصادي للكهرباء النووي مقارنة بمصادر الطاقة الاخرى بما في ذلك الطاقة المتجددة وهو ما يؤدي الى ارتفاع تكاليف الاستثمار بشكل كبير.
يذكر ان المؤتمر الآسيوي للطاقة النووية سيناقش على مدى يومين قضايا بناء الطاقة النووية الجديدة في دول آسيا مع التركيز على دول (آسيان) اذ يهدف الى تقديم رؤية تقييمية للتحديات الرئيسية التي تواجه برامج تطوير الطاقة النووية وكيفية التعاون لتحسين مستوى الامن والسلامة النووية في آسيا.