أمين مجلس التعاون: مشروع السكك الحديدية بات ضرورة ملحة
أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني اليوم الثلاثاء ان مشروع السكك الحديدية الخليجي بات يشكل ضرورة ملحة لاستدامة النمو الاقتصادي بين دول الخليج.
وقال الزياني في كلمته الافتتاحية امام مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط للسكك الحديدية الذي تستضيفه امارة دبي ان تعميق التعاون وتيسير الحركة التجارية والتنقل بين دول مجلس التعاون هو “هدف سام” وضعه قادة المجلس في اجتماعات القمم الخليجية الاخيرة.
واشار الى ان قادة دول مجلس التعاون أكدوا خلال تلك القمم لاسيما الثلاثة الاخيرة على أهمية إنجاز مشروع السكك الحديدية الخليجية بأسرع وقت ممكن وبأفضل الممارسات العالمية “وعيا منهم بأهمية تطوير بنية النقل والمواصلات الخليجية في توثيق الترابط الاقتصادي والاجتماعي بينها”.
واشار الى ان “اهم الدلائل على جدية” دول الخليج العربية بإنشاء خط للسكك الحديدية يصل بجميع عواصمها هو اعتماد انشاء هيئة خليجية للسكك الحديدية والقطارات تمكن دول الخليج في الإسراع بإنجاز هذا المشروع.
وأوضح الزياني ان قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية كلفوا هيئة الشؤون الاقتصادية التابعة للأمانة العامة بإزالة جميع المعوقات التي تحول دون اكمال المشروع “الحيوي” ورفع تقارير دورية بشأن نسبة التقدم ومتابعة الأشغال التنفيذية مع ضمان موائمة خط القطار الخليجي مع مشاريع السكك الحديدية المحلية الخاصة بكل دولة.
واشار الى استكمال الإجراءات الأساسية للمشروع في كل الدول الخليجية تقريبا موضحا ان الهيئة المختصة بالمشروع ستشرف كذلك على تطوير الكوادر الخليجية التي ستقوم بتشغيله وتطوير قدراتها ومهاراتها في هذا المجال.
وافاد الزياني ان دول مجلس التعاون تحرص على مشاركة القطاع الخاص في مشاريع قطاع النقل الجماعي والسكك الحديدية “كون هذا القطاع يتمتع بكفاءة عالية في بناء وتشغيل مثل هذه المشاريع ويفتح باب المنافسة في قطاع السكك الحديدية”.
من جانبه قال وزير تطوير البنية التحتية الإماراتي الدكتور عبدالله النعيمي في كلمته ان مؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية فرصة مهمة لإبراز الفرص الاستثمارية الخليجية والعربية المتاحة في هذا المجال امام كبرى الشركات العالمية المتخصصة المشاركة في المعرض المصاحب له.
واضاف ان استكمال مشروعات السكك الحديدية في الإمارات يأتي على رأس الأولويات الحكومية ضمن استعدادات لمرحلة ما بعد النفط التي تعمل عليها جاهدة من خلال تنويع مصادر الدخل وإيجاد فرص بديلة تحتاج الى بنية مواصلات متقدمة.
وأشار الى ان مسيرة تطوير بنية السكك الحديدية في الخليج العربي بدأت منذ اعوام قليلة حيث كانت البداية من امارة دبي وتوسعت لتشمل جميع دول الخليج من خلال مشروع الربط الخليجي لسكك الحديد ضمن منظومة موحدة ومتكاملة.
وقال ان مشروع (قطار الاتحاد) هو الهدف القادم لحكومة دولة الإمارات حيث سيربط جميع الإمارات ببعضها من خلال قطارات فائقة السرعة تغني عن ركوب السيارات وسترتبط بالمستقبل بشبكة القطارات الخليجية للوصول الى وجهات خليجية مختلفة من عمان الى الكويت.
واكد النعيمي ان هذا المشروع لا يمكن ان ينجز بدون دور القطاع الخاص مبينا ان دور الشركات المتخصصة في مجال النقل يكون مكملا لدور الحكومات “ولا بد من الاعتماد على الشركات العالمية التي تقدم حلولا تكنولوجية مبتكرة في قطاع السكك الحديدية”.
واشار الى ان قيمة مشاريع تطوير السكك الحديدية في منطقة اسيا الوسطى والشرق الأوسط وشمال افريقيا ناهزت 640 مليار دولار ما يبرز النشاط اللافت لهذا القطاع خلال السنوات الأخيرة.
من جهته استعرض رئيس هيئة النقل العام السعودية الدكتور رميح الرميحي في كلمته اهم مشاريع السكك الحديدية في المملكة العربية السعودية قائلا ان هناك نموا مستمرا في هذا القطاع داخل المملكة.
وأوضح ان هناك مشاريع للقطارات والمترو تربط اهم مناطق المملكة ببعض وعلى رأسها مترو الرياض وجدة وقطار الحرمين الشريفين إضافة الى مشاريع ربط لوجستية بين مناطق صناعية عدة.
ورحب الرميحي بمشاركة الشركات العالمية لتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية في تطوير بنية النقل والمواصلات مشيرا الى العديد من “القصص الناجحة” للمملكة في مجال السكك الحديدية.
من ناحيته قال وزير شؤون السكك الحديدية البريطاني بول مينارد ان الازدهار في مشاريع السكك الحديدية بمنطقة الشرق الأوسط يعطي الشركات البريطانية فرصة لاثبات جدارتها في بناء مثل هذه المشاريع وتشغيلها “لا سيما وان بريطانيا صاحبة اول قطار لنقل الركاب والبضائع في العالم منذ ما يقرب من 150 عاما”.
وبين ان الانسحاب المنتظر للمملكة المتحدة من منظومة الاتحاد الأوروبي اتاح لها الدخول “بجرأة اكبر” في مجال السكك الحديدية بمنطقة الشرق الأوسط لإثبات كفاءتها في مجال النقل الجماعي وبشكل أكثر مرونة.
واشار مينارد إلى ان قطاع النقل بالقطارات “يتسارع بشكل غير مسبوق” في منطقة الخليج العربي لا سيما في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وأضاف ان بريطانيا شاركت “بإيجابية” في مشروع قطار الحرمين في المملكة العربية السعودية “وهذا دليل على عمق الشراكة البريطانية – الخليجية في هذا المجال”.
واوضح ان هناك فرصا للتعاون المستقبلي مع دول الخليج الاخرى لتقديم الحلول المبتكرة في بناء السكك الحديدية لا سيما في مجال الصيانة والامان.
وبين ان من اخطر التهديدات التي تواجه سكك الحديد والقطارات هو الهجمات الإلكترونية على الشبكات التي تتحكم بها “والشركات لدينا تقوم بعمل مميز في التغلب على هذه التحديات من خلال البحث والتطوير المستمر لأنظمتنا الآلية” داعيا دول الشرق الأوسط الى الاستفادة من التجربة البريطانية في هذا المجال.
من جانبه أكد وزير السكك الحديدية الهندي سوريش برابو ان العالم يواجه تحديات اقتصادية تجعل من موضوع تطوير شبكات النقل السريعة “الاداة الأهم” لدعم النمو الاقتصادي العالمي.
وأفاد بأن الهند تستثمر بشكل مكثف في شبكات قطاراتها وتربطها بشبكات إقليمية تتيح لها نقل صناعتها المختلفة الى بلدان مجاورة.
وأعرب عن أمله في ان تكون هناك شبكات قطارات تصل الهند بمنطقة الشرق الأوسط مشيرا الى ان “العلاقات بين الهند وهذه المنطقة عميقة وتاريخية ومتجذرة ولكن للأسف لم يترجم ذلك في إيجاد طرق نقل أرضية بين المنطقتين وهذا ما نتمنى ان نراه في المستقبل”.
بدوره قال وزير النقل المصري هشام عرفات في كلمته امام المؤتمر ان مصر شهدت أقدم سكة حديد في منطقة الشرق الأوسط والآن تشهد “تناميا متزايدا” في الطلب على وسيلة النقل بالقطارات ما يستدعي تطوير الشبكات الحالية وزيادة عدد القطارات لتصل الى مناطق داخلية جديدة.
واضاف ان هدف الحكومة المصرية هو التحول من سكك حديدية تقليدية الى سكك متطورة ذكية تعمل على تقليل مدد الرحلات موضحا ان ذلك يتطلب استثمارات جديدة.
ودعا عرفات الشركات العالمية الى الدخول في مشاريع مشتركة مع الحكومة المصرية لتطوير منظومة القطارات والسكك الحديدية مؤكدا ان هناك الكثير من الفرص المتاحة للاستثمار في هذا المجال.
ويشارك في معرض ومؤتمر الشرق الاوسط للسكك الحديدية الذي يستمر ليوم غد الأربعاء خبراء نقل اقليميين وعالميين إضافة الى عدد من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في مجال النقل عبر القطارات.
وتتضمن الفعالية معرضا مصاحبا يعرض اهم ما توصلت اليه تكنولوجيا القطارات في العالم إضافة الى الخدمات المساندة لقطاع السكك الحديدية كخدمات الصيانة والانظمة الامنية وانظمة المراقبة والتشغيل.