وزير خارجية إيطالي سابق يتوقع أن يعزز الرئيس الأمريكي أمن واستقرار منطقة الخليج
أكد وزير الخارجية الايطالي الأسبق جوليو تيرسي دي سانت أغاتا أن ادارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب سوف تعمل جديا لتعزيز أمن واستقرار منطقة الخليج وحلفاء الولايات المتحدة ازاء الأطماع الاقليمية ومخاطر الانتشار النووي.
وقال الوزير وسفير ايطاليا السابق لدى الولايات المتحدة في تصريح خاص لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان تصريحات الرئيس ترامب أثناء حملته الانتخابية وما تلاها بعد توليه منصب الرئاسة فيما يتعلق بالاستقرار والأمن في منطقة الخليج بالغة الوضوح وتولد يقينا بأن هناك “تغيرا في إيقاع السياسة الخارجية الأمريكية وتحولا جزئيا في الاتجاه”.
واضاف الدبلوماسي الايطالي والعضو البارز في منظمة (متحدون ضد البرامج النووية – يواني) أن الادارة الأمريكية الجديدة وفق ما اعلنته تريد النظر في ما يمكن تسميته “نظاما إقليميا” ان جاز تعريفه على هذا النحو “وعلى أي حال فهي تنظر بالتأكيد الى واقع إقليمي أكثر توازنا وخاصة فيما يتعلق بالسلوك الإيراني”.
ورأى انه “لن يكون بوسع إيران في ظل الادارة الأمريكية الجديدة المضي مطمئة بسائر المبادرات التي قادتها حتى الآن سواء بشكل مباشر أو عبر وكلاء في زعزعة استقرار الدول المجاورة أو ممارسة تأثيرها العسكري المباشر في اليمن والعراق وسوريا وقبل كل شيء في بسط نوع من الهيمنة السياسية وحتى الإيديولوجية المتنامية من حولها واللعب على وتر المذهبية لتأجيج الاضطرابات في البلدان المجاورة”.
واعتبر أن ادارة الرئيس ترامب أخذت تنظر بعين أكثر انتباها في كل شيء يتعلق بالأنشطة العسكرية الصاروخية الإيرانية وليس فقط الأنشطة النووية وإن كان يعتقد أن الاتفاق النووي مع طهران سيبقى قائما “ولكن سيتعين أن يراعى تطبيقه بدقة كبيرة وبالكثير من الاهتمام”.
وأوضح ان “جهود الأمم المتحدة سوف تحتاج للنظر اليها بعناية مثل تلك المعنية بعدم الانتشار الصاروخي وكما سبق أن قلت يجب التدقيق في جميع الأنشطة المعرضة للاستخدام في تدوير وتمويل الإرهاب الأمر الذي يتسم بأهمية قصوى ولا يحظى أبدا بالاهتمام الكافي من قبل المجتمع الدولي”.
وذكر تيرسي انه “ينتظر أن تكون المؤسسات الأمريكية في ظل رئاسة ترامب أكثر نشاطا بشأن هذه المسائل عما شاهدناه العام الماضي خلال رئاسة باراك أوباما” وهو من وجهة نظره ما يزيد الثقة والأمن لدى دول الخليج الصديقة على الرغم من صعوبة التنبؤ بالمستقبل.
وأعرب عن اعتقاده بأن الإدارة الأمريكية الجديدة لديها حساسية خاصة إزاء أمن الخليج “لا سيما إذا نظرنا لما ورد على لسان ممثليها الرئيسيين في جلسات الاستماع البرلمانية الفريدة من نوعها وما برز من تأكيدات واهتمام خاص فيما يتعلق بإيران تعبيرا عن مواقف تتسم بقوة مقابل التراخي الذي اتسمت به سياسة الدول الأوروبية نحو طهران”.
واشار الى انه “جرى الاستهانة جديا بتلك المخاطر المتعلقة بتدوير الأموال لصالح تنظيمات إرهابية نشيطة جدا وأخص بالذكر الجناح العسكري لحزب الله المدرج على قائمة المنظمات الارهابية وكذلك ايران التي تصنفها وزارة الخارجية الأمريكية من الدول الرائدة الراعية للارهاب”.
واستغرب الدبلوماسي الايطالي “تركيز أوروبا وحصر أولوياتها في فتح الأسواق الايرانية والتسابق على الفوز بالعقود لدرجة أني أعتقد شخصيا ويقاسمني الكثيرون هذا الرأي بأن الشركات الأوروبية التي تدخل السوق الإيراني تواجه مخاطر كبيرة”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد مؤخرا أهمية تعزيز الامن والاستقرار في منطقة الخليج ودعم الجهود المشتركة لمكافحة الارهاب والتطرف.
وشدد ترامب في اتصال هاتفي أجراه مع سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح التزام بلاده بأمن الكويت واستقرارها كما أشاد بالدور الانساني الكبير الذي تقوم به.
وأعرب أيضا في اتصالات مماثلة أجراها مع كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن رغبته بارتقاء التعاون الاقتصادي والأمني والعسكري مع دول مجلس التعاون مؤكدا عمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية معها ومواجهة من يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والتدخل بالشؤون الداخلية لدولها.