مصر تدعو إلى تضافر الجهود الإسلامية والعربية وتكاملها دوليا للتخلص من الإرهاب
دعا وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة اليوم السبت الى تضافر جهود كل المؤسسات السياسية والدينية والثقافية والاقتصادية والاعلامية بالدول الاسلامية والعربية وتكاملها دوليا “لتخليص الانسانية من الارهاب والفكر المتطرف”.
جاءت دعوة جمعة لدى افتتاح أعمال المؤتمر الدولي ال27 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الاوقاف المصرية الذي ينعقد تحت شعار (دور القادة وصانعي القرار في نشر ثقافة السلام ومواجهة الارهاب والتحديات) برعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ومشاركة نخبة من العلماء والمسؤولين من مختلف أنحاء العالم.
وحث جمعة في هذا الاطار على “تفنيد” مقولات الارهابيين ومواجهة خطر الارهاب على الأمن والسلام في كل المجتمعات بالعالم مشيرا الى أن “الارهاب ليس قاصرا على منطقة بعينها دون سواها بل يعد عابرا للحدود والقارات”.
وقال ان المؤتمر يطلق من القاهرة رسالة للعالم أجمع بأهمية تأسيس قيم المواطنة الكاملة والعيش السلمي المشترك بين كل الناس والتأكيد على احترام كل الأديان السماوية والأعراف لحق الجميع في العيش بسلام وأمان دون تفريق.
وأشار جمعة الى أن “الدول التي آمنت بالتنوع هي أكثر تقدما في حين تكون دول الصراعات العرقية أكثرها تشددا” مبينا أن “التصدع في أية دولة يلقي بظلاله ايضا على كل الدول”.
واوضح جمعة ان المؤتمر الذي يشارك به نحو مئة شخص من كل دول العالم “يركز على القواسم الانسانية المشتركة على أسس انسانية من أجل السلام للعالم” محذرا من أن “التمييز والاقصاء ضد أي دين فهو يولد تميزا واقصاء مضادا أشد قسوة وعنفا”.
وجدد في الوقت ذاته “رفض” علماء الدين ربط الارهاب بالأديان باعتباره “ظلما لكل الأديان ويدخل العالم في دوائر صراع لا تنتهي” مؤكدا حرص المؤتمر على التمثيل الواسع للمرأة التي كرمها الاسلام ومنحها حقوقها كاملة.
من جانبه حث مفتي مصر الدكتور شوقي علام المؤسسات الدينية في العالم الاسلامي والعربي على تحمل مسؤولياتها لمواجهة التحديات الحالية التي أهمها الارهاب الذي يطال كل المجتمعات من خلال العمل على ابراز صورة الاسلام الحضارية والإنسانية.
وأوضح شوقي في كلمة مماثلة أن الاسلام وكل الأديان السماوية تقر قيم التعايش والسلام والأمان والبناء ونبذ العنف مناشدا المسؤولين الوقوف صفا واحدا أمام التحديات لتحقيق الاستقرار للمجتمعات.
واشار الى المسؤولية المشتركة للجميع من قادة وعلماء في تحقيق ذلك معربا عن أمله في خروج المؤتمر ببرامج عمل “تؤسس لنشر ثقافة السلام ونبذ الإرهاب”.
أما مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان فأكد أهمية التضافر بين المسلمين والمسيحيين في مختلف الدول بما يؤكد التعايش بينهم مشيرا الى اهتمام الاسلام بمنطق الحوار واللقاء “بعيدا عن التفرقة والقتال”.
واشار مفتي لبنان الى اهمية انفتاح المؤسسات الدينية الاسلامية العربية للتعايش والتعارف مع الجميع والتركيز على أن الاسلام دين للعالم أجمع مشيدا بدور مصر والازهر الشريف بهذا الشأن.
ويرأس وفد دولة الكويت الى المؤتمر الذي تستمر أعماله على مدى يومين وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية وزير الدولة لشؤون البلدية محمد الجبري.
ويشارك في جلسات المؤتمر نحو 100 شخص من وزراء ومفتين وعلماء ومفكرين وقادة من مختلف المجالات لبحث محاور عدة تتركز حول سبل التصدي للارهاب والتطرف الفكري.
وتتناول الجلسات أيضا دور القادة السياسيين والبرلمانيين والاعلاميين والدينيين في نشر السلام بين الشعوب ومواجهة الارهاب وكذا دور المنظمات الدولية في نشر ثقافة السلام وتثقيف الشباب وتوعيتهم لمواجهة التحديات.