وفد “العليا” السورية للتفاوض يشدد على ضرورة إخراج إيران والعناصر الأجنبية من البلاد
شدد رئيس وفد الهيئة العليا للتفاوض المشارك في المباحثات السورية – السورية لدى الامم المتحدة نصر الحريري اليوم الجمعة على ضرورة اخراج ايران وجميع العناصر المسلحة التابعة لها والأخرى الاجنبية من سوريا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الحريري عقب انتهاء جولة مباحثات مع مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا ستافان دي مستورا وفريق عمله بمقر الامم المتحدة في جنيف.
واكد الحريري اقتناع وفد الهيئة بضرورة محاربة كل التنظيمات “الإرهابية” كشرط اساسي لتحقيق انتقال سياسي عادل ومواجهة الارهاب واستتباب الامن وعودة الاستقرار الى سوريا.
واوضح “ان افلات النظام من العواقب وعدم وجود اجراءات جدية من الاسرة الدولية في سبيل وضع حد للجرائم التي يقوم بها امران يعطيان الضوء الاخضر لارتكاب المزيد من الجرائم ونسف العملية السياسية”.
وطالب الحريري بضرورة استثمار كل الجهود الدولية على طاولة المفاوضات للوصول بالمفاوضات الى النتائج التي يترقبها الشعب السوري بكل مكوناته داخل سوريا وخارجها اذ يجب على المجتمع الدولي التحرك لوقف القتل وتقييم مدى التزام الاطراف بوقف الاعمال العدائية ومحاسبة المنتهكين.
وأكد اهمية تطبيق البنود الانسانية الواردة في القرار الاممي 2254 بوصفها بنودا غير قابلة للتفاوض لانها تتعلق بالجانب الانساني.
واشار الى ان اهتمام المجتمع الدولي بمحاربة الارهاب يفرض عليه ان يولي المسألة السورية اهتماما فعليا وذلك بدعم الانتقال السياسي وازاحة الرئيس السوري بشار الاسد واركان نظامه فورا .
وفي الوقت ذاته قلل الحريري من تصريح مسؤولة امريكية مساء أمس الخميس بأن الاطاحة بالاسد ليست اولوية امريكية مشيرا الى ان الادارة الامريكية لم تغير موقفها من النظر الى الرئيس السوري “على انه مجرم حرب ومن ثم يجب ان يمثل امام القضاء”.
وقلل الحريري في الوقت ذاته من تصريح مسؤولة امريكية مساء الخميس بأن الاطاحة بالاسد ليست اولوية امريكية مشيرا الى ان “الادارة الامريكية لم تغير موقفها من النظر الى الاسد على انه مجرم حرب ومن ثم يجب ان يمثل امام القضاء”.
ولفت إلى عدم وجود “تغيير جذري” في موقف واشنطن تجاه الاسد “مع الاخذ بعين الاعتبار بأن الادارة الامريكية الجديدة تتجه الى تحجيم دور إيران في المنطقة ومحاربة الارهاب والذي يجب ان يبدأ من مسببات الارهاب ووضع حد للمآسي والجرائم التي يقوم بها النظام السوري بشكل يومي ما يجعل من رحيل الاسد ونظامه مرتكبي جرائم الحرب هو مفتاح حل المأساة”.
وذكر الحريري “ان المبعوث الاممي وفريقه طرحوا مجموعة من الافكار والمقترحات والتساؤلات حول ما قدمه وفد المعارضة واتضح ان المشكلة هي انه لا يوجد شريك للتفاوض يسعى لصالح الشعب السوري بل شريك يمعن في ارتكاب جرائم الحرب والاخرى ضد الانسانية وكل ما يمكن ان يقوض الحل السياسي”.
ولفت الى ان وفد الهيئة العليا للتفاوض قد نجح خلال لقاءاته مع المبعوث الاممي وفريقه في تقديم رؤيته عن الانتقال السياسي والاجراءات الدستورية المنظمة للعملية الانتقالية بما يؤمن حقوق الشعب السوري والقضايا والاجراءات الانتخابية التي تمكن هيئة الحكم الانتقالية من الوصول الى انتخابات حرة ونزيهة لتوصيل صوت الشعب السوري”.
كما اكد “مناقشة الاجراءات والقضايا الامنية التي تعزز هيئة الحكم الانتقالي بما يساعد هيئة الحكم الانتقالي في تحقيق الاستقرار والامن في سوريا لمواجهة التحديات التي تواجه المرحلة الانتقالية”.
وبين ان الوفد طرح “رؤية ايجابية لمستقبل سوريا تحددها الحريات الاساسية وحقوق الانسان والتسامح والتي يمكن ان تتحول الى واقع عبر تأييد مسار الانتقال السياسي في سوريا بمساعدة ودعم المجتمع الدولي ان اراد صنع الامن والاستقرار في سوريا والمنطقة والعالم”.
كما اعرب الحريري عن امل الوفد في استمرار المبعوث الاممي ستافان دي مستورا في مهام منصبه مشيرا الى ان تكليف شخص جديد بهذه المهمة سوف يؤجل مسار المباحثات لمدة ستة اشهر على اقل تقدير كي يتمكن من الإلمام بالملف حيث يدرك دي مستورا كل خبايا الملف السوري بشكل جيد لا لبس فيه.
ويذكر ان الجولة الخامسة من المباحثات السورية-السورية برعاية الامم المتحدة كانت قد انطلقت في 23 مارس الجاري ومن المفترض ان تواصل حتى مساء الجمعة او صباح السبت على اقصى تقدير.
وتركز المباحثات على تطبيق القرار الاممي 2254 من خلال تقديم كل وفد رؤيته لكيفية تطبيق هيئة الحكم الانتقالي وصياغة دستور جديد والاعداد لانتخابات بالتزامن مع محاربة الارهاب.
وفيما قدم وفد الهيئة العليا للتفاوض توضيحا شاملا لكل هذا المسار لم يتناول وفد النظام السورية سوى مشكلة محاربة الارهاب بدون ان يوضح الخطوات العملية لذلك مكتفيا بوصف المعارضة بأنها ارهابية وتمثل اهتمامات دول اجنبية.