الخالد يؤكد استنكار الكويت وإدانتها للأعمال الإجرامية في سوريا
أكد الشيخ صباح خالد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي اليوم الاربعاء استنكار دولة الكويت وادانتها الشديدة للاعمال الاجرامية في سوريا.
وجدد دعوة الكويت للمجتمع الدولي بضرورة تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بحماية الشعب السوري ووضع حد لدوامة العنف وسفك الدماء مع أهمية تقديم المسؤولين عن مثل تلك الجرائم إلى العدالة.
جاء ذلك في كلمة القاها الشيخ صباح الخالد امام الموتمر الدولي لدعم مستقبل سوريا والاقليم الذي يستضيفه الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل وفيما يلي نصها: “بسم الله الرحمن الرحيم أصحاب المعالي والسعادة الحضور الكرام …
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسرني في مستهل كلمتي أن أتقدم بوافر الشكر والامتنان إلى الاتحاد الأوروبي على مبادرته الكريمة لاستضافته مؤتمر دعم مستقبل سوريا والاقليم والتي تجسد إدراكا عميقا بقسوة المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري الشقيق ويعكس حجم التحديات الثقيلة التي يتحملها المجتمع الدولي.
كما أتوجه بوافر التقدير والعرفان إلى منظمة الأمم المتحدة على جميع الجهود المبذولة نحو رفع المعاناة عن الأشقاء في سوريا.
أصحاب المعالي والسعادة الحضور الكرام .
نجتمع هنا اليوم في هذا المؤتمر الهام والذي يدعو إلى تخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب السوري الشقيق في الوقت الذي لم تبارح فيه ذاكرتنا صور المجزرة البشعة التي حلت أمس في مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب وإذ تستنكر دولة الكويت وتدين بشدة هذا العمل الإجرامي لتجدد دعوتها للمجتمع الدولي بضرورة تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بحماية الشعب السوري الشقيق ووضع حد لدوامة العنف وسفك الدماء في سوريا مع أهمية تقديم المسؤولين عن مثل تلك الجرائم إلى العدالة.
إن ما تشهده الأزمة السورية التي دخلت عامها السابع ما هو إلا كارثة إنسانية دموية حصدت أكثر من 400 ألف قتيل وما يقارب 12 مليون شخص بين لاجئ ونازح مما ألقى بظلاله ليس فقط على الداخل السوري ودول الجوار بل تعداه إلى مختلف دول العالم وسبب تقويضا للأمن والاستقرار الدوليين.
وإدراكا لحجم هذه الكارثة الانسانية فقد استضافت دولة الكويت ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا في الأعوام 2013 و2014 و2015، وشاركت في ترؤس وتنظيم المؤتمر الرابع الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن في فبراير 2016 وقد بلغ مجموع مساهمات دولة الكويت في المؤتمرات الأربع مليارا و600 مليون دولار أمريكي.
وأود في هذا السياق أن أجدد الدعوة إلى الدول بالإيفاء بما تم التعهد به من مساعدات إنسانية خاصة التي تم الإعلان عنها في مؤتمر لندن للمانحين العام الماضي وذلك تخفيفا لمعاناة الشعب السوري المنكوب.
ومنذ انتهاء مؤتمر لندن الدولي لدعم سوريا والإقليم المجاور والذي تعهدت فيه دولة الكويت بتقديم 300 مليون دولار بواقع 100 مليون دولار لكل عام من 2016 الى عام 2018 قامت دولة الكويت باستيفاء تعهدها والبالغ 100 مليون دولار لعام 2016 حيث قام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بتوقيع مذكرات تفاهم مع الدول المستضيفة مشكورة للاجئين السوريين وهي (لبنان والأردن ومصر والعراق وتركيا) في المشاريع الصحية والتعليمية والخدمية.
كما قامت الكويت بتقديم ما يقارب 29 مليون دولار للأجهزة والوكالات الدولية والتي تمارس نشاطاتها في سوريا ودول الجوار وسوف تقوم دولة الكويت استيفاء بتعهدها لعامي 2017 و2018 بتقديم ما يقارب 116 مليونا و600 ألف دولار لمشاريع البنى التحتية في دول جوار سوريا إضافة إلى 58 مليون دولار للمنظمات الدولية العاملة في الأرض.
ومن منطلق ما توليه دولة الكويت من اهتمام بعدم ضياع فرص التعليم للاجئين السوريين فقد قامت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بالتعاون مع عدد من المنظمات والوكالات الدولية المختصة بتوفير منح دراسية لعدد تسعة الاف و 270 طالبة وطالب في مختلف المراحل التعليمية في دول الجوار لتأمين وتوفير تعليم مستمر وغير منقطع.
ومن جانب آخر فإن للجمعيات الخيرية الكويتية دورا هاما وبناء في تخفيف أعباء الشعب السوري الشقيق حيث قامت بتقديم 63 مليون دولار في عام 2016 كما قامت في الاجتماع التشاوري حول الأزمة السورية الذي عقد في دولة قطر الشقيقة بتاريخ الثاني من أبريل 2017 بتقديم تعهدات بلغت 46 مليون دولار.
أصحاب المعالي والسعادة، الحضور الكرام .
أود ومن هذا المنبر أن أجدد التأكيد على موقف دولة الكويت الثابت والمبدئي بأن الحل الشامل والدائم للأزمة السورية لن يكون إلا من خلال الحل السياسي استنادا لبيان جنيف لعام 2012 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وبالأخص القرار رقم (2254) داعيا مجلس الامن الدولي لاسيما أعضائه الدائمين إلى العمل الجاد من أجل إنهاء هذه الكارثة الإنسانية والذي بات استمرارها خطرا ماثلا وجليا أمام المجتمع الدولي.
وفي الختام أجدد الشكر للاتحاد الاوروبي على استضافة هذا المؤتمر الدولي الهام مؤكدا تمسك دولة الكويت ببذل كافة المساعي التي من شأنها التخفيف من المعاناة الإنسانية للمتضررين والمنكوبين من أبناء الشعب السوري الشقيق آملا ان يشكل هذا المؤتمر انطلاقة حقيقية لنهاية الكارثة الانسانية الدامية في سوريا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
يذكر ان الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي وصل مساء امس الثلاثاء إلى العاصمة البلجيكية بروكسل للمشاركة في المؤتمر الوزاري لدعم مستقبل سوريا والاقليم.
ويضم وفد دولة الكويت المشارك كلا من مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية ناصر الهين و سفير دولة الكويت لدى مملكة بلجيكا ورئيس بعثتها لدى الاتحاد الأوروبي ولدى حلف شمال الأطلسي جاسم البديوي وعددا من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.