أهم الأخباررياضة عالمية

دافيد مويز.. من أفضل مدرب في “البريميرليغ” إلى الهبوط بسندرلاند للـ”شامبيونشيب”

من أفضل مدرب على الإطلاق في الدوري الإنكليزي الممتاز إلى قبطان سفينة سندرلاند الغارقة إلى غياهب الـ”شامبيونشيب” .. كيف تحولت مسيرة دافيد مويز في سنوات قليلة من النجاح إلى الفشل؟
متابعو الدوري الإنكليزي عن كثب وعشاقه، ومشجعو فريق إيفرتون تحديداً ربما شعروا بغصة ومرارة عقب تأكد هبوط سندرلاند إلى دوري الدرجة الثانية، فقد كتب هذا الهبوط شهادة فشل لمدرب الفريق، الاسكتلندي دافيد مويز هذا الرجل الذي طالما صال وجال في الـ”بريميرليغ” محققاً انتصارات مدوية ومتربعاً على عرش أفضل مدربيه ليس مع أحد الأندية الأربعة الكبار لا بل مع إيفرتون فريق مدينة ليفربول المكافح، والذي يدين لمويز بالكثير ولم لا إذ وضعه الاسكتلندي ابن ال54 عاماً في مرتبة أقوى وأصعب أندية إنكلترا مراساً.

توج مويز بجائزة مدرب العام في إنكلترا ثلاث مرات أعوام 2003 – 2005 – 2009 محققاً رقماً تاريخياً إذ أنه الوحيد من المدربين الحاليين في الدوري الإنكليزي الذي فاز بهذا اللقب 3 مرات متفوقاً بذلك على آرسين فينغر فيما يعد السير أليكس فيرغسون هو صاحب الرقم القياسي إذ توج باللقب 4 مرات أعوام 1999 – 2008 – 2011 – 2013.

قصة النجاح وأرقامه

قبل 15 عاماً وتحديداً عام 2002 تولى دافيد مويز تدريب قلعة الميرسيسايد إيفرتون، وبعد ثلاثة أعوام فقط نجح أن يضع الفريق في المربع الذهبي للدوري الإنكليزي إذ قاده إلى المركز الرابع على لائحة ترتيب موسم (2004-2005) برصيد 61 نقطة وبفارق 3 نقاط عن جاره وغريمه ليفربول الخامس.

مع مويز احتفظ إيفرتون برونق خاص فهو لا يقدر طبقاً للإمكانيات المالية والفردية على مقارعة الثلاثة الكبار مانشستر يونايتد وتشيلسي وآرسنال، ولكنه أيضاً يمثل عقبة كؤود لتلك الفرق بل أن مبارياته في معقله غاديسون بارك كانت تعد اختباراً صعباً جداً لجميع فرق الدوري الإنكليزي الكبيرة منها قبل الصغيرة، ونجح الفريق معه في الفوز بالمركز الخامس موسم 2007-2008 برصيد 65 نقطة ونفس المركز موسم 2008-2009 برصيد 63 نقطة، وبنفس الرصيد حصل على المركز الثالث موسم 2012-2013 وبشكل عام فإن نقاط إيفرتون مع المدرب الاسكتلندي الناجح وقتها لم تقل بأي حال من الأحول في أي موسم عن 50 نقطة باستثناء موسم 2003-2004 وقت أن كان يضع لبنات مشروعه طويل الأمد مع الـ”توفيز”.

مكتشف المواهب

قدم مويز مع إيفرتون بل يمكن أن نقول إنه “اكتشف” للكرة العالمية عدداً من أبرز وأهم اللاعبين الذين دونوا أسماءهم بأحرف مضيئة في سجلات الدوري الإنكليزي، مثل المدافع الدولي الإنكليزي ليتون بينز الذي انطلقت رحلته مع إيفرتون منذ عام 2007 وحتى الآن (361 مباراة – 35 هدفاً) وزميله في المنتخب فيل جاكيلكا والذي بدأ المشاركة أساسياً  عام 2007 أيضاً ( 338 مباراة – 15 هدفاً) ، كما دفع بالمهاجم الاسترالي التاريخي تيم كاهيل (  2004-2012 .. لعب 242 مباراة أحرز فيها 68 هدفاً) إضافة إلى عدد من الأسماء الشهيرة الأخرى مثل الحارس الأميركي تيم هيوارد والمدافع النيجيري جوزيف يوبو والمهاجمان النيجيريان فيكتور إنشيبي وياكوبو إيغيبيني، بل أنه أيضاً الذي أتى بالبلجيكي مروان فلايني عندما استقدمه من ستاندر لياج البلجيكي عام 2008، ولا ننسى أيضاً أحد أبرز اكتشافاته وهو لاعب الوسط الجنوب أفريقي ستيف بينار.

اللقطة الأبرز في مسيرة اكتشافات مويز مع إيفرتون كانت عندما دفع بالفتى الذهبي واين روني موسم 2002-2003 واستمر مع الفريق حتى منتصف عام 2004 حيث خاض 67 مباراة وأحرز 15 هدفاً.

بل أن أيادي مويز البيضاء استمر مفعولها الإيجابي على إيفرتون حتى بعد أن رحل عن تدريب الفريق وكيف لا وهو من اكتشف أحد ابرز صناع الألعاب في الدوري الإنكليزي حالياً وهو روس باركلي الذي دفع به للمرة الأولى رسمياً عام 2011.

منح مويز إيفرتون النجاح ومنحته قلعة الميرسيسايد الألقاب الفردية التاريخية، مع التوفيز توج بجائزة مدرب العام في إنكلترا ثلاث مرات أعوام 2003 – 2005 – 2009 محققاً رقماً تاريخياً إذ أنه الوحيد من المدربين الحاليين في الدوري الإنكليزي الذي فاز بهذا اللقب 3 مرات متفوقاً بذلك على آرسين فينغر فيما يعد السير أليكس فيرغسون هو صاحب الرقم القياسي إذ توج باللقب 4 مرات أعوام 1999 – 2008 – 2011 – 2013.

كما فاز مويز بلقب مدرب الشهر 9 مرات مع إيفرتون أولها كان نوفمبر عام 2002 وآخرها كان في مارس عام 2013.

نقطة التحول

نجاحات مويز وأرقامه المذهلة التي وضعته على رأس قائمة أنجح المدربين في إنكلترا وأقدرهم على اكتشاف اللاعبين وبناء الفرق القوية رشحته بالتأكيد ليخلف السير أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد التاريخي وصانع أمجاده، وهنا كانت النقطة الفاصلة والمحورية في مسيرة مويز فالرجل تولى تركة ثقيلة بكل معنى الكلمة، فالفريق استنفذ كل قدراته مع نهاية عصر فيرغسون وأصبح بحاجة إلى التجديد والتدعيم وهو ما لم يحدث في بداية عهد مويز ويمكن القول إن إدارة اليونايتد تخلت تماماً عنه فلم يتم التعاقد مع أي نجم “سوبر” أو حتى لاعب من الصف الأول واقتصر كل نشاط الشياطين الحمر وقتها أثناء سوق الانتقالات الصيفية على التعاقد مع مروان فلايني.

وعلى الرغم من ذلك لم تكن أرقام مويز سيئة أبداً مع يونايتد أخذاً في الاعتبار أنه الموسم الأول له مع فريق يحتاج إلى البناء فقد بدأ مسيرته مع يونايتد بتحقيق كأس درع المجتمع. وخاض 51 مباراة مع الفريق فاز في 27 وتعادل في 9 وخسر 15 محققاً نسبة انتصارات بلغت 52.94% وهي بالمناسبة أعلى من النسبة المؤوية لانتصارات الهولندي لويس فان غال مع يونايتد 54 فوزاً في 104 مباراة بنسبة 51.92 %.

مويز قاد الفريق إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا قبل أن يخرج أمام بايرن ميونيخ الألماني.

وعلى الرغم من كل ما سبق فقد أقيل المدرب الاسكتلندي سريعاً من تدريب الشياطين الحمر ليبدأ مرحلة جديدة لم يعرفها من الفشل ويبدو أن كبوة تدريب يونايتد جعلته يبحث عن عودة سريعة يستعيد بها كبرياءه ويدافع بها عن قدراته وتفوقه التدريبي وهنا كان خطؤه الأكبر إذ كان عليه التريث في العودة وعدم الاستعجال، إلا أنه سارع بالموافقة على عرض تدريب ريال سوسيداد الإسباني فدخل في معترك الكرة الإسبانية البعيد تماماً عن خبراته ومع فريق كان ولا يزال لا يمر بأفضل حالاته فأقيل بطل إيفرتون السابق بعد نهاية عامه الأول مع الفريق وتحديداً في 9 نوفمبر عام 2015 بعد أن فاز في 12 مباراة فقط من أصل 42 خاضها مع الفريق وكان سوسيداد وقتها يحتل المركز الـ18 على لائحة ترتيب فرق الليغا.
كبوات متلاحقة

اختفى مويز بعدها عن الساحة حتى عاد مجدداً مطلع الموسم الحالي متولياً تدريب سندرلاند خلفاً لسام ألاردايس والذي كان تولى تدريب المنتخب الإنكليزي وقتها، عودة لم تكن موفقة أبداً لابن اسكتلندا إذ لم يحافظ على تركيبة الفريق التي صنعها الـ”بيغ سام” والتي مكنته من البقاء في الدوري الإنكليزي في الموسم الماضي كما عقد الكثير من الصفقات غير المجدية والفاشلة أبرزها كانت عندما استنجد بلاعبه القديم في إيفرتون بينار فيما كان رهانه على فتى يونايتد السابق عدنان يانوزاي فاشلاً إذ استمر الهبوط غير المبرر في مستوى اللاعب، فكانت المحصلة أن قدم فريق القطط السوداء أحد أسوأ مواسمه في السنوات الأخيرة فكان أول الهابطين رسمياً إلى دوري الدرجة الأولى. .

وأخيراً فأن على مويز أن يتعلم من درس رافاييل بينيتيز صاحب النجاحات السابقة مع ليفربول وبطل دوري أبطال أوروبا ومدرب ريال مدريد السابق الذي بحث عن أرض جديدة يستعيد من خلالها ثقته بنفسة ويعود إلى مسيرة النجاحات فقاد نيوكاسل يونايتد في معترك الشامبيونشيب الصعب وتمكن من إعادة الفريق إلى الدوري الممتاز سريعاً، كذلك مدرب ليفربول السابق بريندن رودجرز الذي اتجه إلى سيلتيك الإسكتلندي مبتعداً عن أضواء البريمييرليغ عقب إقالته من تدريب الحمر وقاد الفريق لتحقيق لقب الدوري الممتاز هناك مع موسم تاريخي .. مويز أيضاً بحاجة إلى نقلة جديدة تُبعده عن أضواء الدوري الممتاز الحارقة ولعل العودة المثالية من الممكن أن تكون من خلال ساندرلاند نفسه في دوري الدرجة الأولى شريطة أن يتم بناء الفريق على أسس سليمة ويستعيد الرجل قدراته الفذة على اكتشاف المواهب الجديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.