مرشحا الرئاسة الفرنسية يشاركان بمناظرة تليفزيونية في مسعى للفوز بتأييد الناخبين المترددين
يشارك المرشح المستقل لانتخابات الرئاسة الفرنسية ايمانويل ماكرون ومنافسته مرشحة (الجبهة الوطنية) اليمينية المتطرفة مارين لوبان في مناظرة تليفزيونية أخيرة مساء اليوم الأربعاء في مسعى للفوز بتأييد الناخبين المترددين.
ويحاول ماكرون (39 عاما) ومنافسته لوبان (48 عاما) بهذه الخطوة استقطاب الناخبين الذين لم يكونوا رأيا نهائيا بشأن مرشحهم المفضل في الجولة الثانية من الانتخابات المقرر اجراؤها الاحد المقبل في ظل توقعات بأن يحرص ما يزيد على 12 مليون شخص على مشاهدة المناظرة او الاستماع لها.
ويشير مراقبون الى ان المناظرة قد تشهد حالة من الجدل مع الاخذ في الاعتبار الاختلاف الواضح في طبيعة شخصيتي المرشحين اللذين تتعارض آراؤهما تماما بشأن الكثير من القضايا ومن أبرزها طبيعة عضوية فرنسا بالاتحاد الأوروبي والأفكار الاقتصادية والمالية التي يتناها كل منهما.
ففي الوقت الذي يدعم فيه ماكرون الاتحاد الأوروبي ويؤكد سعيه لإحداث تغيير فيه مع تولي فرنسا دورا رياديا به أفصحت لوبان عن رغبتها في إعادة التفاوض بشأن وضعية فرنسا في أوروبا وهددت بالانسحاب من العملة الأوروبية الموحدة (يورو) وتنظيم استفتاء بشأن عضوية بلادها في الكتلة الأوروبية.
وعلى الصعيد الاقتصادي قال ماكرون انه سيضخ حياة جديدة في الاقتصاد الفرنسي بتقليل البيروقراطية وخفض الضرائب على الشركات الصغيرة والمتوسطة وتحسين دخل الطبقات الأكثر فقرا.
وفي المقابل تتبنى لوبان أفكارا معادية للعولمة والتجارة الحرة وتعهدت بفرض ضرائب على عقود عمل الأجانب في فرنسا وعلى الواردات من الخارج في حال انتخابها للرئاسة الفرنسية الامر الذي يشكل انتهاكا لقواعد الاتحاد الأوروبي.
كما لعبت لوبان خلال حملتها الانتخابية على تعزيز الشعور المعادي للأجانب حيث قالت انه يجب المحافظة على الوظائف في فرنسا للفرنسيين العاطلين عن العمل الذين يبلغ عددهم نحو ستة ملايين شخص.
وتشير الإحصاءات الرسمية الى ان معدل البطالة في فرنسا يبلغ 10 بالمئة بما يعادل نحو 5ر3 مليون شخص الا ان هناك نحو مليوني شخص آخرين على الأقل لا يمتلكون عملا بدوام كامل او سحبوا أسمائهم من سجلات العاطلين عن العمل.
كما استغلت زعيمة (الجبهة الوطنية) في هذا السياق المخاوف الأمنية للشعب الفرنسي بعد سلسلة من الهجمات الدموية التي وقعت منذ يناير 2015 في باريس وضواحيها ونيس وقتل خلالها 238 شخصا وأصيب 500 آخرون حيث تعهدت بابعاد أي أجنبي مسلم يجري ربطه بالتطرف او بشبكات على صلة بجماعات “إرهابية”.
كما تعهدت لوبان بابطال ازدواج الجنسية وفرض تجميد فوري على جميع أشكال الهجرة القانونية وغير القانونية الى فرنسا لمدة ستة أشهر لتقييم وضع الهجرة في الدولة.
وفي المقابل فان ماكرون يتبنى وجهات نظر مختلفة بشأن الهجرة داعيا الى التعامل مع هذه القضية بأسلوب نفعي وعملي.
وكان ماكرون حصل في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت في 23 ابريل الماضي على 01ر24 بالمئة من أصوات الناخبين مقابل 3ر21 بالمئة لمنافسته لوبان.
واحتشدت الأحزاب التقليدية في فرنسا ومنها الجمهوريون والاشتراكيون وحزب (اتحاد الديمقراطيين المستقلين) خلال الأيام الماضية خلف ماركون لمنع مرشحة (الجبهة الوطنية) اليمينية المتطرفة من الوصول لسدة الرئاسة.
وفي المقابل لم يقدم زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون إشارة واضحة على دعمه لماكرون الى الا انه دعا مؤيديه الى عدم التصويت للوبان الامر الذي يعني ان بعض أنصاره قد يمتنعون عن التصويت خلال الجولة الثانية من الانتخابات.
وتشكل نسبة اقبال الناخبين الفرنسيين البالغ عددهم 47 مليون شخص على التصويت أهمية للمرشح ماكرون حيث سيصب تراجع معدل الاقبال على الانتخاب في صالح لوبان.
وأشارت استطلاعات للرأي في السابق الى ان ماكرون سيفوز بالانتخابات بحصوله على 59 بالمئة من الأصوات مقابل 41 بالمئة لمنافسته لوبان الا ان الفارق بينهما بدأ يسجل انخفاضا خلال الأسبوعين الماضيين الامر الذي يظهر أهمية المناظرة التي ستجمع بين المتنافسين مساء اليوم لحشد التأييد لهما قبل أربعة أيام من اجراء الانتخابات.