“الزراعة”: الصحة الحيوانية خط الدفاع الأول في مجال الوقاية من الأمراض
اكدت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لتحصين الحيوانات من الاصابة بالامراض وذلك للوقاية من خطر انتقالها للانسان.
وقال نائب مدير عام الهيئة لشؤون الزراعة التجميلية المهندس غانم السند لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين ان هناك المئات من الأمراض التي يمكن انتقالها من الحيوان للانسان وهي أمراض معدية تنتقل بصورة طبيعية بين الفقاريات منها الفيروسي ومنها البكتيري ومنها ما ينتقل بواسطة عائل وسيط كالبعوض.
وأوضح ان من الأسباب التي تساعد على سرعة انتقال الأمراض من الحيوان للانسان قلة الوعي الصحي وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية وتناول مواد غذائية دون الاهتمام بتعقيمها إضافة الى انتشار الحيوانات الداجنة الناقلة للامراض وعدم الاهتمام بتحصينها.
وأضاف ان درجة خطورة العدوى من تلك الأمراض تتفاوت فمنها المميتة مثل أنفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير وداء الكلب ومنها المزمنة مثل سل الأبقار.
وذكر ان هناك عددا من الأمراض تنتقل الى الإنسان عن طريق الاحتكاك المباشر مع الحيوان مثل مرض (القوباء) ومنها ما ينتقل عن طريق الطفيليات والحشرات مثل (حمى الوادي المتصدع) التي ينقلها البعوض و(البروسيلا) التي تنتقل عن طريق تناول منتجات حيوانات مصابة كالحليب واللحوم. وتطرق السند الى امثلة من الأمراض الشائعة التي تنتقل من الحيوان للانسان ومنها (البروسيلا) او ما يسمى ب(الحمى المالطية) وهو مرض بكتيري معد يصيب الأبقار والماعز وينتقل للانسان عن طريق تناول منتجات حيوانات مصابة وكذلك يصاب به العاملون في المزارع ومن أعراض المرض ارتفاع في درجات الحرارة وعرق غزير يصاحبه رعشة والام أسفل الظهر.
ومن جانبها حذرت نائب المدير العام للشؤون الثروة الحيوانية زهرة الوزان من (حمى خدش القطط) وهي اصابة فيروسية تنتقل عن طريق خدش الجلد اذ يصعب التئام الجرح وتظهر من خلاله اعراض على شكل ارتفاع في درجة حرارة الجسم وتضخم في الغدد الليمفاوية وحكة جلدية.
وذكرت الوزان مرض (التوكسوبلازما) وهو طفيل ينتقل من الحيوان للانسان ويصيب الجهاز العصبي المركزي والكبد والعينين والغدد الليمفاوية وفى بعض الحالات قد يسبب الإجهاض لدى الحامل والوفاة.
واضافت الوزان ان من الامراض التي تنتقل من الحيوان الى الانسان مرض (الجرب) من الكلاب والقطط وهو مرض جلدي يشعر معه المريض برغبة في الحكة الدائمة وكذلك مرض (انفلونزا الطيور) وهو مرض وبائي سريع الانتشار يسبب الحمى والصداع المصاحب بالإسهال والقيء وينتقل للانسان عن طريق الجهاز التنفسي واللمس والاحتكاك بالطيور المصابة.
وقالت الوزان ان مرض (داء الكلب) يعتبر من الأمراض السارية الخطيرة حيث ينتقل الى الإنسان من لعاب الحيوانات المصابة ويسبب اضطرابات عصبية خطيرة مع حدوث شلل وغالبا يسبب الوفاة ومرض (الليشمانيا) الذي يصيب القوارض والكلاب وينتقل للانسان عن طريق (الذبابة الرملية) مسببا تقرحات جلدية في حين ان (السل البقري) هو مرض جرثومي ينتقل الى الإنسان عن طريق تناول الحليب من الابقار المصابة.
واضافت ان (الحمى الفحمية) او ما يسمى (الجمرة الخبيثة) مرض بكتيري يصيب الماعز والضأن والإبل والخيول وينتقل للانسان مسببا خراجات جلدية خبيثة وهناك نوع آخر يصيب الجهاز التنفسي ويسبب الموت.
وأكدت الوزان على ارتباط صحة الحيوان وصحة الانسان بشكل واضح نتيجة للعلاقة بينهما سواء عن طريق التربية والرعاية أو بحكم الوضع المهني وكذلك بسبب استخدام المنتجات الحيوانية قائلة انه من هذا المنطلق ركزت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية على ان جهاز الصحة الحيوانية هو خط الدفاع الأول في مجابهة انتقال الأمراض والمحافظة على صحة الانسان والحيوان.
وأوضحت ان هذا الدور المنوط بالهيئة الزمها القيام بأمور عدة منها انشاء العيادات البيطرية للعلاج والتحصين وعمل المسوحات اللازمة للأمراض المنتشرة والمحاجر البيطرية التي تعمل على التدقيق ومراقبة الأمراض العابرة للحدود عن طريق الشحنات الواردة وأيضا التفتيش في المسالخ ومتابعة الحالة الوبائية لمكتب صحة الحيوان الدولي.
وقالت الوزان ان أهم الإجراءات للوقاية من الأمراض التي ركزت عليها الهيئة تتمثل في الكشف المبكر عن مصدر العدوى وإعطاء العلاج المناسب وتطبيق الإجراءات الصحية البيطرية والبشرية بما فيها إجراءات الحجر الصحي وتنفيذ برامج المكافحة باستخدام اللقاحات للانسان والحيوان وتطبيق شروط الصحة والسلامة من قبل المربين وايضا الشروط الصحية البيطرية في عمليات تصنيع المنتجات والمشتقات الحيوانية.
وشددت على ضرورة التوعية والارشاد كأهم وسيلة للوقاية من الامراض التي تنتقل من الحيوان الى الانسان وهذا ما تقدمه الهيئة من خلال تنظيم المواسم الثقافية المتعاقبة عبر الدورات التثقيفية والمحاضرات التوعوية في شتى المجالات بما فيها مجال الصحة الحيوانية والتي تستعين فيها بالعديد من الخبرات المحلية والخارجية.
وأضافت ان الهيئة عقدت عدد من الشراكات مع جهات الاختصاص المحلية والإقليمية للتوعية كما لديها شراكات مع مدارس وزارة التربية تنظم من خلالها ورش العمل والمحاضرات للتوعية والإرشاد بالمخاطر التي يسببها انتقال هذه الأمراض.